نشاط المؤتمرات والمعارض في أبوظبي يعوض غياب السياحة الترفيهية

أثرت الأزمة المالية العالمية على حجم إنفاق السياح حول العالم، وخصوصا الأوروبيين منهم الذين يحتلون درجة متقدمة في قائمة السياح القادمين، مما أدى إلى تراجع حركة السياحة الوافدة ''الترفيهية'' الى أبوظبي في الموسم الحالي مقارنة بالعام الماضي · لكن النشاط الكبير الذي تشهده إمارة أبوظبي، في سياحة المعارض والمؤتمرات، يأتي ليعوض هذا التراجع، ويرفع من نسب إشغال الفنادق لتبلغ 100% خلال انعقاد تلك المعارض والمؤتمرات والتي تشهد عادة تكاثفا في الحجوزات من الزوار والمشاركين في المعارض· وتلقت الفعاليات السياحية من فنادق وشركات سياحة وسفر في أبوظبي حجوزات مرتفعة لفترة الربع الأول العام الحالي، ما أعطى مؤشرات ''إيجابية'' إزاء الموسم الحالي، وقلص مخاوف عاملين في القطاع من أن تؤثر الانعكاسات السلبية للأزمة المالية العالمية على نشاط السياح في الإمارة وخصوصا مع الاستمرار في إقامة المشاريع الفندقية في أبوظبي· ومن أهم المعارض التي ستعقد في أبوظبي في الفترة المقبلة، معرض ومؤتمر الدفاع الدولي ''آيدكس'' الذي سيعقد'' في 22 من الشهر المقبل، بحيث من المتوقع تبلغ نسب إشغال جميع فنادق أبوظبي 100% خلال فترة انعقاده بحيث من المتوقع أن يزوره 40 ألف زائر وتشارك فيه 900 شركة عارضة· وأكد مدير مبيعات سفر للسياحة والسفر إسماعيل جحا تراجع الحركة السياحية الترفيهية على أبوظبي في الموسم الحالي مقارنة مع السنوات السابقة بينما تنشط حركة سياحة المعارض والمؤتمرات وترفع من معدل نسب إشغال الفنادق لتبلغ 80% في الوقت الحالي وتمتلئ بالكامل خلال انعقاد المؤتمرات والمعارض· وبين أن موسم السياحة الوافدة بدأ منذ شهر ديسمبر الماضي ويستمر لغاية شهر أبريل من العام الحالي· وأشار الى أن الدول الأوروبية وروسيا من أكثر الدول المصدرة للسياحة الى أبوظبي لكنها الأكثر تأثيرا من الأزمة العالمية ما جعل الأوروبيين يقللون من مصاريفهم· ولا تؤثر الأزمة العالمية الحالية بشكل كبير على رغبة الناس بالسفر بعكس ما حصل في أحداث سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، ولكن القضية الأساسية هي قدرة الناس المادية على السفر وحجم نفقاتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، بحسب تقرير صدر سابقا عن منظمة السياحة العالمية· وقال محمد الصالحي مدير عام مكتب أبوظبي للسفريات إن السياحة الترفيهية شهدت تراجعا بنسبة تصل الى 30% مقارنة بالعام الماضي بسبب تأثير الأزمة العالمية بحيث فقد الكثيرون في العالم وظائفهم ما جعلهم يفكرون كثيرا قبل اتخاذ قرار بالسفر· في المقابل، أكد أن سياحة المعارض والمؤتمرات تشهد نشاطا كبيرا في هذه الفترة · واتفق محمد الصاوي المدير العام لوكالة عمير بن يوسف للسفريات مع الصالحي وأكد أنه يوجد تراجع عالمي في السياحة الترفيهية بسبب انخفاض قدرة السائح على الصرف· لكنه أشار الى أن أبوظبي من أقل المقاصد المتأثرة بالأزمة العالمية لأن نشاط سياحة المعارض والمؤتمرات الكبير في الفترة الحالية يعوض الضعف في السياحة الترفيهية· وبين أن ارتفاع الطلب على سياحة المؤتمرات والمعارض والذي يفوق عدد الغرف الفندقية المتوفرة يقلل من تأثير ضعف السياحة الترفيهية بسبب امتلاء الفنادق جميعها بسياح الأعمال· ويتجاوز عدد الغرف الفندقية في أبوظبي في الوفت الحالي الـ 12 ألف غرفة لكنه سيرتفع الى 25 ألف غرفة العام 2012 بعد الانتهاء من تنفيذ المشاريع الفندقية التي ستضيف عددا كبيرا من الغرف الفندقية الى أبوظبي· وتوقعت منظمة السياحة العالمية بناء على تدهور الوضع الاقتصادي العالمي أن يبلغ النمو للعام المقبل من 0 الى 2% بحسب تقرير صدر عنها مؤخرا· وبحسب المنظمة، بلغ النمو السياحي العام الماضي بنهاية أغسطس من العام الماضي 2% معتمداً على نتائج الأشهر الخمسة الأولى من العام، بحسب بيان صادر عن المنظمة· فبعد أن ارتفع عدد السياح في العالم بنحو 5,7% في الأربعة أشهر الأولى من العام الماضي، فإن النمو تراجع عن الـ2 في شهر يونيو ويوليو وأغسطس نتيجة لتأثيرات ارتفاع أسعار النفط والتضخم المتسارع، ما زاد من مخاوف انكماش السياحة وتضييق الميزانيات المخصصة لها· وأكدت تقارير منظمة ''الأياتا'' ومنظمات النقل الجوي تباطؤا في حركة المسافرين وخصوصا في شهر سبتمبر من العام الماضي، أما الأداء الفندقي في العالم يشير الى التباطؤ أيضا، فالنمو في الإيرادات بقي ثابتا، لكن المشكلة تكمن في نسب الإشغال الفندقي الذي يستمر في الهبوط ما عدا دول الشرق الأوسط وجنوب ووسط أفريقيا·