الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدب الطفل يسترد اعتباره بين قراء معرض أبوظبي للكتاب

أدب الطفل يسترد اعتباره بين قراء معرض أبوظبي للكتاب
28 ابريل 2013 23:27
(أبوظبي) - صور جاذبة، قصص بحجم كبير، تحملها علاقات، وأخرى على شكل سيارات، بينما اختارت بعض دور النشر في معرض أبوظبي الدولي للكتاب من 24 إلى 29 أبريل الجاري، أن تقرن قصص الأطفال بأقراص مدمجة ناطقة، وغيرها الكثير من الابتكارات، التي تعمل على تقريب محتوى هذه الكتب الورقية لهذا الجيل، الذي باتت تغريه الصور الناطقة أكثر من القراءة. تظل الصورة النمطية، التي التصقت بكتاب الطفل، وتتحدث عن قوة النص بلغة الآخر، رغم المجهودات المبذولة في المجال، وهذا ما أكد عليه البعض من جمهور المعرض وبعض دور النشر عن المحتوى والإقبال، والصورة التي يجب أن يكون عليها كتاب الطفل، حيث قالت شيخة الحمادي إن أطفالها لا يقرأون باللغة العربية، في إشارة إلى أن الكًتاب العربي يفتقر إلى الصور الجمالية والتشويق، كما هي الحال في الكتاب الأجنبي الخاص بالطفل، ولعل تنشئة أبنائها خارج الوطن في مرحلة التأسيس جعلتهم يركزون على هذا التصور والاعتياد عليه، حيث كانت تدرس في بريطانيا بصحبة أسرتها. بينما أوضحت سمية محمد التي زارت المعرض برفقة أبنائها، أنها لم تحدد أي لائحة مسبقاً بعناوين معينة، بل جاءت تتفحص المعروض، وتقتني ما يفيد أولادها، فاختارت من القصص مجموعات من المكتبة الخضراء، وهي الأنواع الكلاسيكية التي تلاقي إقبالاً كبيراً منذ عشرات السنين، مشيرة إلى أن دفتي الكتاب لا تهمها بقدر ما يهمها المحتوى، وأن تكون القصة تجمع بين المعرفة والسلوك. من جهته لفت أحمد الفارسي إلى أنه يرافق أبناءه للبحث عن قصص شبيهة لكتابات هاري بوتير وغيرها من قصص المغامرة التي يميلون إليها، مؤكداً أن هذا الجيل بات متأثراً بما يروج في الأفلام الكرتونية، وأن الغلاف والألوان والصورة لهم دور كبير في الإقبال على الكتاب، وأن كتب الأطفال باللغة الإنجليزية، التي يدرس بها أولاده تعتبر جاذبة أكثر. أما شيماء محمد فتلفت إلى أن اللغة العربية من أجل العلوم ولا يجب التخلي عنها، حيث أن أغلب الناس قديما درسوا في كتب عادية جداً، لا تحتوي أي صور براقة، ومع ذلك استطاعوا أن يحتلوا أرقى المناصب، موضحة أنه رغم كل هذا الزخم من المواضيع، والألوان، والكتب اللافتة، فإن هذا الجيل يعاني ركاكة كبيرة في الأسلوب وغير ملم بقواعد النحو، مما أفرز نخبة من المتحدثين تتساقط من أفواههم جمل ركيكة بأخطاء مخجلة، لذلك فهي تبحث عن كتب ذات قيمة أدبية، تصلح سلوك الطفل. أما محمد القاسمي من دار الثقافة للأطفال فتعرض قصصاً تراثية وسلسلات باللغة العربية، بحجم كبير وجودة عالية في الطباعة، وألوان جاذبة تشهد إقبالاً كبيراً من جمهور المعرض خاصة الأطفال، لأنها ذات أهداف وقيمة عالية، وهي مجموعات تتحدث على لسان الحيوانات عن السلوكيات وما يجب أن تكون عليه، لافتاً إلى أن المحتوى جيد، وتم إتمامه بالصورة، التي أصبحت ضرورة بين أبناء هذا الجيل. استكشاف أما روبير كنعان «مندوب مبيعات» من دار تحتوي على أكثر من 400 عنوان إنجليزي و10 عربية فقط وتعمل في الساحة الأدبية منذ 30 سنة، فيرى أن الإقبال أكبر على النص الإنجليزي، وأن طريقة الكتابة، ومحتوى الكتاب، يحددان مستوى الإقبال، لافتاً إلى ضرورة اختيار الصور واقتران الكتاب بأقراص مدمجة، وأن يتم اختيار الكتب بعناية كبيرة من خلال الاحتكاك مع الأطفال، والاختصاصيين الاجتماعيين، داعياً إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار السلوكيات والرسائل التي يجب تمريرها من خلال هذه الكتب، التي تساعد الطفل على اكتشاف عوالمه. من جهته قال يحيى زكرياء من دار للمعارف إن الدار تملك كل مجموعات المكتبة الخضراء ومجموعات الألغاز البوليسية، والمغامرين الخمسة، لافتاً إلى أن الإقبال لا يزال كبيراً على هذه الكتب رغم أنها كلاسيكية ولم يتغير شكلها الخارجي منذ القديم، وأن الداعم الأساسي لهذه المجموعات هم الآباء الذين سبق لهم قراءة محتوى هذه القصص، مما يقنع الصغار بهذا المحتوى ويقبلون عليه، نافيا فكرة الاعتماد القوي على الصورة فحسب. اللغة الأم أما أمينة العلوي الهاشمي من دار أخرى للكتاب، فقالت إن هناك فئة كبيرة من الناس تبحث لأولادها عن الكتاب الإنجليزي، معتبرة ذلك خطأ كبيراً، يضيع على الأولاد فرصة الارتباط ببلدانهم العربية، ويعمل على إضعاف لغتهم العربية. وأضافت: بحكم أني مغربية عانيت وأنا صغيرة من انتشار الفكر الفرنسي، حيث كنا نفكر بهذه اللغة، ونتحدث بها، مما جعل البعض يتخلى عن لغتنا شيئا فشيئاً، وعندما أصبح لدي أطفال بات تفكيري مختلفاً، ولم أرد لهم المسار ذاته، مما دفعني لتأليف هذه المجموعة التي تتحدث عن العادات الجميلة والتقاليد والصناعات اليدوية وفنون الطبخ، وغيرها من المواضيع التي تربط الأطفال بأوطانهم، ومن خلال مشاركتي في معارض الكتب هنا تأكدت أن الكثير من الجمهور يدفع أولاده للقراءة بلغة الآخر وهذا يشكل خطراً على التنشئة وعلى اللغة الأم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©