الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأوروبيون يتذوقون «الموز الرخيص» بعد انتهاء «الحرب» التجارية مع أميركا اللاتينية

الأوروبيون يتذوقون «الموز الرخيص» بعد انتهاء «الحرب» التجارية مع أميركا اللاتينية
24 ديسمبر 2009 22:09
تمكن الاتحاد الأوروبي من إنهاء أطول نزاع تجاري في العالم الأسبوع الماضي بعد أن وافق على خفض رسوم الواردات على الموز المستورد من أميركا اللاتينية ودرجت على زراعته الشركات الأميركية مثل شركة «وول فود» ومؤسسة «فريش ديل مونتي بروديوس» ومجموعة «شيكيتا براندز» انترناشيونال. وهذه التسوية التي يتوقع المشرعون ورجالات القانون أن تصبح نافذة خلال أربعة أشهر، باتت تعني أن يتمتع الأوروبيون بالموز الأقل سعراً بينما تستدر شركات الفواكه الأميركية المزيد من الأرباح في حين ستعاني من بعض المستعمرات الأوروبية السابقة من تدني الإيرادات، ولكن الصفقة أيضاً سوف تعمل على إنهاء نزاع تجاري امتد لفترة 16 عاماً متصلة بشأن إمكانية الدخول إلى سوق الموز في الاتحاد الأوروبي الأكبر من نوعه في العالم وبقيمة تصل الى 6,7 مليار دولار أميركي. وعمد الاتحاد الأوروبي منذ عام 1993 مع تأسيس المنطقة الحرة من الرسوم إلى منح أفضل رسوم الواردات إلى 12 من مستعمراته السابقة مثل الكاميرون وساحل العاج وبيليز (المستعمرة البريطانية السابقة في أميركا الوسطى). ولكن الصفقة أثارت غضب العديد من حكومات الدول مثل كولومبيا وكوستاريكا وجواتيمالا في أميركا اللاتينية، حيث درجت الشركات الأميركية على إدارة وتشغيل العديد من مزارع تصنيع الفواكه. لذا فقد سارعت خمس من دول أميركا اللاتينية بدعم من الولايات المتحدة الأميركية إلى رفع أول شكوى رسمية لهم في منظمة التجارة العالمية في عام 1993. وبمرور الوقت وفي ظل تصاعد حدة النزاع انضمت دول أخرى إلى المعركة ضد الرسوم المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي. واضطر الاتحاد الأوروبي أن يخفض الرسوم في مرات عديدة، إلا أن دول أميركا اللاتينية استمرت تجد أن هذه التخفيضات غير كافية وتقدمت بشكوى رسمية ثانية لمنظمة التجارة العالمية. وفي عام 1999 خلصت منظمة التجارة العالمية الى تفويض الولايات المتحدة الأميركية بفرض عقوبات تجارية بقيمة 191,4 مليون دولار على الاتحاد الأوروبي. ولكن الحكم الذي توصلت إليه منظمة التجارة العالمية أدى مجدداً الى التمسك بالشكوى التي تم التقدم بها مرة أخرى في أوائل عام 2008. وفي هذه الأثناء ظل وزراء التجارة يحاولون دون كلل ويفشلون في النهاية في تأمين صفقة كجزء من جولة الدومة للمفاوضات التجارية. وفي نهاية المطاف تمكنت الأطراف المعنية الأربعة في هذا العام من إيجاد قواسم مشتركة في صفقات منفصلة بعد أن اجتمعت وفود من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ودول مستعمرات الاتحاد الأوروبي السابقة بالإضافة الى مزارعي الموز في أميركا اللاتينية في جنيف في أكثر من 100 جولة من المحادثات استمرت في الإجمالي لأكثر من 400 ساعة حسبما ذكر مسؤولون في منظمة التجارة العالمية. وبموجب الصفقة التي تم الوصول إليها فسوف يعمد الاتحاد الأوروبي الى خفض الرسوم على الموز المستورد من دول أميركا اللاتينية الى مستوى 114 يورو (167 دولاراً) على الطن في عام 2017 من مستوى 176 يورو حالياً مقابل قيام دول أميركا اللاتينية بسحب القضية المقدمة لمنظمة التجارة العالمية. وسوف تستمر مستعمرات الاتحاد الأوروبي السابقة (معظمها في القارة الأفريقية) في اكتساب دخول شحناتها من الموز مجاناً الى الاتحاد الأوروبي، بينما تحصل على دفعة مالية لمرة واحدة بقيمة 200 مليون يورو. ولقد أثنت الإكوادور على الصفقة واعتبرها نصراً «لكافة دول أميركا اللاتينية، بينما رحب باسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية بنهاية أحد أكثر النزاعات القانونية تعقيداً من الناحية الفنية وأكبرها حساسية من الناحية السياسية والتجارية التي تم جلبها على الإطلاق الى أروقة منظمة التجارة العالمية». وبذلك فإن واردات الموز من المستعمرات الأوروبية السابقة سوف ينخفض بنسبة 14 في المائة وبشكل يكلفها مبلغ 40 مليون دولار في كل عام، بينما تزداد الواردات من الدول الأخرى بنسبة 17 في المائة بحسب الدراسة التي أجراها المركز الدولي لاستدامة التجارة والتنمية في جنيف. أما أسعار الموز في القارة الأوروبية فسوف تنخفض بمعدل 12 في المائة حسب الدراسة. وكما يقول كاريل دي جوشت مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي «سوف تواجه المستعمرات القديمة للاتحاد الأوروبي العديد من التحديات فيما يتعلق بمواكبة الأوضاع المستجدة. إلا أن الاتحاد الأوروبي سوف يفعل ما بوسعه من أجل مساعدتها. وفي ظل تحسن المناخ العام وعودته إلى الاستقرار فإن جميع الأطراف المعنية سوف تتمكن من التركيز مجدداً على تحسين ظروف الإنتاج في سلسلة تأمين إمدادات الموز». أما اليستير سميث في شركة بانانا لينك النرويجية للاستشارات في بريطانيا فقد قال من جانبه: «لقد وضعت حرب الموز أوزارها في النهاية وبشكل سوف يؤدي الى تحسن ظروف وشروط استخدام العمالة في مزارع الموز في كافة أرجاء العالم». عن «وول ستريت جورنال»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©