الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحمة الله وسعت كل شيء في الدنيا الآخرة

9 يونيو 2018 21:59
أحمد شعبان (القاهرة) أنزل الله تعالى في كتابه العزيز آيات محكمات تعلمنا أن رحمة الله تعالى بعباده وسعت كل شيء، وأنه جل وعلا كثير المغفرة، يغفر الذنوب ويتوب عن المسيئين والمذنبين. يقول الدكتور شعبان محمد إسماعيل أستاذ علم القراءات بجامعة الأزهر: من الآيات التي تعلمنا أن رحمة الله وسعت كل شيء، قول الله جل وعلا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى? أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى? رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى? مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)، «سورة الزمر: الآيات 53 - 58». قال ابن عباس في تفسير هذه الآيات، إن الله تعالى يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم لكي يقول لعباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم، لا يقنطوا، ولا ييأسوا من رحمة الله، وبالرغم من كثرة ذنوبهم، فإن الله لا يعجز عن مغفرة الذنوب جميعاً، وهو كثير المغفرة والرحمة، وأن يرجعوا ويستسلموا لله تعالى بالطاعة والخضوع قبل أن لا يجدوا من ينصرهم ويدفع عنهم العذاب، وأن يتبعوا القرآن الكريم، ويلتزموا أوامره ويجتنبوا نواهيه قبل أن يأتيهم العذاب، فجأة وهم غافلون، وقبل أن تتحسر النفس على التفريط في طاعة الله عز وجل. ومن دلائل رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، دعاء فتية أهل الكهف: (... رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)، «الآية: 10»، قال العلماء عن هذا الدعاء أنه يغني عن دعاء سنين عدة، فرحمة الله التي جاءت في الدعاء تشمل الدنيا والأخرة، ومنها الرزق الواسع، والزوجة الصالحة، والأبناء الأبرار، وقبول الأعمال الصالحة ودخول الجنة وغفران الذنوب. وجاء في الحديث القدسي عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة». فرحمة الله ترغب العصاة في التوبة والإقبال عليه وتبدل سيئاتهم حسنات إذا تابوا وآمنوا وعملوا الصالحات وكان الله غفورا رحيما، قال تعالى: (... وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)، «سورة الأعراف: الآية 156»، فمن أراد رحمة الله تعالى فليتق الله في كل أموره بفعل الطاعات واجتناب المعاصي وليؤد حق الله في ماله وليؤمن بكل ما جاء عن الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©