الكرة الكريستالية تخرج نائبة من البرلمان

اشتهر رؤساء دول كبرى في العالم بأنهم لا يقدمون على أي خطوة مصيرية، ولا يتخذون أي قرار من تلك القرارت التي توصف بالتاريخية، قبل استشارة منجمين وعرافين ومتخصصين في قراءة الطالع، ومن أشهر هؤلاء في العصر الحديث الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان، والرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران· ويبدو أن هذا السلوك لم يعد يقتصر على رؤساء الدول والزعماء بل امتد الى أصحاب مناصب ومواقع أقل أهمية· وفي واقعة غريبة تدل على تأثير ''البلورة الكريستالية'' الشهيرة، التي يستخدمها المنجمون والعرافون، في النفس البشرية، تقدمت سياسية وعضوة في البرلمان عن حزب العمال النرويجي بطلب إجازة مرضية، وأعلنت تراجعها عن إعادة ترشيح نفسها للبرلمان، والسبب فاتورة مكالمات غير عادية أجرتها على حساب البرلمان، طلباً للنصيحة من مشاهير العرافين والعرافات· بدأت الأحداث، التي وضعت حداً لحياة سيرا خان السياسية، عندما أعلن البرلمان النرويجي أنه لن يسدد بعد الآن فواتير هاتف سيرا الجوال والتي وصلت قيمتها في الشهور الثلاثة الأخيرة إلى 48 ألف كورونا (4950 جنيهاً استرلينيا)·· لتتوالى الأحداث الدرامية· زعيمة حزب العمال ''هيل مارتا سولبرج'' اضطرت إلى عقد مؤتمر صحفي، أعلنت فيه أن طلب النصيحة من قارئي الطالع ليس له تأثير على أداء أعضاء الحزب في البرلمان· أما سيرا فقد أعلنت أنها ستأخذ إجازة مرضية لم تحدد مدتها، وأعلنت أنها لن تعيد ترشيح نفسها في انتخابات الحزب· وفي البداية حاولت عضوة البرلمان تبرير موقفها وتحسين صورتها وقالت إن قيمة الفاتورة جاءت مرتفعة لأنها كانت تتصل بصديقها الذي يستخدم هاتفاً يعمل على الأقمار الصناعية، وادعت أنه في مهمة سرية تابعة للقوات الخاصة البريطانية، ولكن صحيفة محلية اتصلت بمسؤولين في الجيش البريطاني وعلمت أن الجنود الذين يخرجون في مهام خاصة يمنعون من استخدام هواتف الأقمار الصناعية لأسباب أمنية· وفي النهاية اضطرت سيرا إلى إصدار بيان قالت فيه إن فاتورة هاتفها جاءت مرتفعة لأنها كانت تتصل بقارئي طالع تعرفة الاتصال بهم مرتفعة، ويحاسبون المتصلين بهم بالدقيقة· وأوضحت أنها اتصلت بهم في آخر 9 شهور 793 مرة· ولم توضح ''سيرا'' ولا المتحدثة باسم الحزب أي نوع من المشورة كانت تطلبها عضوة البرلمان بهذا الشكل المكثف·