الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. "البابا" في الإمارات

غدا في وجهات نظر.. "البابا" في الإمارات
20 مايو 2014 22:16
"البابا" في الإمارات يقول محمد خلفان الصوافي: تيسرت لي فرصة متابعة ما كتب حول زيارة البابا تواضروس الثاني- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- لدولة الإمارات الأسبوع الماضي. وقد بدا واضحاً وجود اهتمام إماراتي على أعلى المستويات السياسية. من السهل على المراقب الموضوعي أن يُرجع ذلك الاهتمام إلى سببين: السبب الأول، محاولة الإمارات نقل نتائج تجربتها في التعايش السلمي بين أفراد المجتمع الواحد إلى العديد من الدول العربية التي تموج بكثير من الانشقاقات الداخلية، وكذلك تأكيدها أن الوطن يضم جميع أبنائه بمختلف معتقداتهم وأعراقهم. والسبب الثاني، مساعدة مصر على تجاوز أخطر «محنة» تمر بها في تاريخها بسبب وجود من تمرسوا على التلاعب بالدين لأهداف سياسية وشخصية، علماً بأن النتائج التي ستقع على مصر ستتأثر بها كل الدول العربية وربما الإسلامية أيضاً. العرب والديمقراطية.. عصا موسى! يقول تركي الدخيل: من الطبيعي أن يكون مفهوم الديمقراطية له هذا السحر والألق، فقد تعاملت معه النخب العربية منذ حركات الإحياء والإصلاح والنهضة على أنه «عصا موسى» التي تأتي بالمعجزات، وتؤسس لكل معاني الإصلاح والرخاء والسعادة، غير أن الانقلابات التي بدأت منذ الأربعينيات بانقلاب الكيلاني على عبدالإله بن علي الهاشمي في العراق، ومن ثم انفرط عقد الانقلابات بمصر في الخمسينيات وسوريا في السيتينيات. وصعدت الأنظمة العسكرية باسم الديمقراطية، وأصبحت المعارضة أشرس من النظام القائم، بدليل أن صدام حسين كان معارضاً ومن ثم حكم ديكتاتوراً، وكذلك القذافي الذي انقلب إلى أكبر ديكتاتور، واستمرت «مسرحيات الديمقراطية» لتصل إلى هذا المستوى الذي نراه من التخبط والفشل في كل التطبيقات العربية. في حوار أجري مع المفكر والمؤرخ هشام جعيط في صحيفة «المغرب» في 17 مايو الجاري، قال: «في العالم العربي، وفي البلدان التي وقعت فيها ثورة، في مصر وليبيا وسوريا واليمن، أعتقد أن مستوى العقلانية أضعف بكثير مما هي عليه في تونس وفي الحقيقة وإلى حدّ ما فإن ما قاله السيسي في مصر (مصر ليست مستعدّة للديمقراطية)، فيه جانب من الصحة». ثم يشير إلى المرض بالاهتمام السياسي قائلا: «مرض الاهتمام بالسياسة ليس سببه فقط الثورة والغليان الذي حصل بعدها، إنما هو قديم في الرقعة العربية، قديم جداً، يعني أنّ فترات الكفاح ضد الاستعمار في المغرب وفي المشرق كان خلالها الاهتمام بالسياسة كبيراً جداً لتحسيس الجمهور بالعمل السياسي باعتباره سبيلا للتحرر والاستقلال». برهنت الدول الخليجية، وبخاصة تلك التي تنمو بسرعة مثل الإمارات والبحرين والسعودية، على أن «الموضات» السياسية سواء جاءت باسم الديمقراطية أو الثورة أو الحركات الإصلاحية ليس شرطاً أن تحقق التقدم والازدهار، بل على العكس ربما جرّت البلدان إلى تاريخ طويل من الخراب بوكو حرام» جماعة خارجة على الإسلام يرى د. عبدالحميد الأنصاري أن «بوكو حرام» جماعة مسلّحة، إرهابية وضالة، ترتكب الجرائم، وتنسب نفسها إلى الإسلام، والإسلام منها ومن أمثالها براء، تدعي الجهاد في سبيل الله تعالى، وهي أبعد الجماعات عن الجهاد.. ارتكبت مجازر جماعية بشعة وأودت بحياة آلاف البشر في نيجيريا عبر سلسلة من العمليات الإرهابية على امتداد خمس سنوات، وعاثت في الأرض فساداً وقتلا وتدميراً وأسالت دماء غزيرة، وكل ذلك باسم تطبيق الشريعة بحسب مفهومها الضيق للشريعة. وقد ولدت هذه الجماعة من رحم مدرسة دينية ذات مناهج ظلامية تعادي كل مظاهر الحياة المعاصرة، وكوّنت مجموعة مسلحة بقيادة معلمهم الواعظ محمد يوسف، وأقاموا معسكراً للتدريب وبدؤوا بشن هجمات على الكنائس ومراكز الشرطة والمدارس بحجة القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحماية المجتمع من مظاهر الفسق والفجور. في مطلع عام 2009 هاجمت مكاتب الشرطة في مدينة «بوتشي» وذبحت 55 شرطياً، وفي عام 2011 أغارت على مكاتب الأمم المتحدة في أبوجا ونسفتها وقتلت 20 موظفاً دولياً وهاجمت مساكن لطلاب المدارس وقامت بذبحهم وهم نيام، ولم تكتف بكل هذه الجرائم حتى أغارت على مدرسة ثانوية للبنات وهن يتأهبن لامتحاناتهن في الرابع عشر من أبريل الماضي بقرية «شيبوك» في شمال نيجيريا، وخطفت 223 طالبة، ساقتهن إلى مكان مجهول، وخرج زعيم الحركة «أبوبكر شيكو» في شريط فيديو، متحدياً، متفاخراً، ومعلناً مسؤوليته عن خطف البنات، وأنه سيقوم ببيعهن في السوق كسبايا، تطبيقاً لشرع الله تعالى فيهن، بحسب زعمه الخاطئ والضال. إنه يجرم بحق الناس ويرهبهم ويروع أهالي المخطوفات ويفجع قلوبهم، ثم يفتري على الله تعالى كذباً! «فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً». ويستطرد «شيكو» في مزاعمه قائلا: إن الإسلام يحرم تعليم البنات في المدارس، لأن مهمة المرأة في الحياة، هي الزواج وتربية الأولاد، ويعود لتهديد الأهالي بأن عليهم سحب بناتهم من المدارس وإلا فإن الحركة ستقوم بخطفهن! بوتين واليمين الأوروبي يقول جوشوا كيتينج: من المزمع إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تزيد الأحزاب اليمينية المتطرفة من تمثيلها بشكل هام في هذه الهيئة التي باتت تتمتع بصلاحيات تخول لها وضع القوانين والتصديق على الاتفاقيات الدولية. ويشير جيف ويت من صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن أحد المستفيدين الرئيسيين من هذه الانتخابات ربما يكون الخصم الرئيسي للاتحاد الأوروبي حالياً، فلاديمير بوتين، حيث كتب ويت يقول: «يبدو أن الناخبين مستعدون ليكافئوا الأحزاب التي لا تخفي إعجابها بالطريقة التي تحدى بها الزعيم الروسي الغرب وفكك أوكرانيا»، مضيفاً: «لكن النتيجة يمكن أن تشكل ضربة جديدة لما بات يعتبر منذ بعض الوقت جهداً أوروبياً فاشلا لاتخاذ موقف صارم وموحد ضد روسيا». والواقع أنه من غير الصعب إيجاد أمثلة على ذلك الإعجاب. فمثلما يشير أنتون شيخوفتسوف، الخبير في اليمين المتطرف الأوروبي، فإن زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبين تعد من الزوار المعتادين لموسكو، حيث سبق أن عقدت اجتماعات مع مستشاري بوتين؛ وجابور فونا، زعيم حزب جوبيك القومي المناوئ للسامية في المجر الذي يجادل بأنه سيكون من الأفضل لبلاده الانسحاب من الاتحاد الأوروبي والانضمام للاتحاد الأوراسي بزعامة روسيا؛ وحزب أتاكا اليميني المتطرف في بلغاريا الذي أطلق حملته للانتخابات الأوروبية في موسكو. نيجيريا.. نمو اقتصادي وانفلات أمني أشار لورن بون وتشيكا أودوا إلى أن أكثر من 750 شخصاً ماتوا هذا العام وحده في هجمات «بوكو حرام»؛ وفي فبراير الماضي، قُتل 29 فتى على الأقل في غارة على مدرستهم. ولكن هذه المرة أثار فشل الحكومة في إنقاذ الفتيات، وفي معالجة هذه المشكلة، حفيظة النيجيريين، وكذلك كثير من الناس عبر العالم. خلال هذه الأزمة، استضاف المنتدى الاقتصادي العالمي حول أفريقيا اجتماع قمة على مدى ثلاثة أيام، من السابع إلى التاسع من مايو، حيث قدم نحو ألف مندوب من مختلف بلدان العالم ومن النخبة النيجيرية إلى العاصمة النيجيرية أبوجا قصد مناقشة النمو والتنمية الاقتصادية. وبينما كانت الوفود تتباحث داخل الأجنحة الفندقية المكيفة بعيداً عن الواقع الساخن لشوارع أبوجا، قامت الحكومة بنشر 6 آلاف ضابط أمن من أجل هذا الحدث – الأمر الذي أثار سخرية وحسرة العديد من النيجيريين الذين قالوا إن الحكومة ما كانت لتفعل ذلك أبداً من أجل حماية النيجيريين العاديين أو استعادة تلميذات« تشيبوك». حدود العلاقة بين السياسة والأخلاق يقول د. وحيد عبدالمجيد: أُثيرت قضية العلاقة بين السياسة والأخلاق في الفكر الإنساني، كما في تجارب الدول والمجتمعات، من زاويتين لا علاقة لإحداهما بالأخرى. الزاوية الأولى هي أخلاقية السياسة وإلى أي مدى يلتزم الساسة بالقواعد الأخلاقية في إدارة الصراعات. وقد شغل هذا السؤال الفكر الإنساني عموماً منذ البدايات الأولى للفلسفة. كما احتل حيزاً مهماً في الفكر السياسي الحديث، وخاصة منذ أن أصدر المفكر الإيطالي نيقولا ميكيافيللي كتابه المشهور «الأمير» في القرن السادس عشر، وقدم فيه ذرائع لتبرير الاستيلاء على السلطة بالقوة وممارستها بأية طريقة تحقق الغاية منها على أساس أن هذه الغاية تبرر الوسيلة بغض النظر عن أخلاقيتها ومشروعيتها. ومازال ذلك السؤال عن أخلاقية السياسة مثيراً للجدل حتى الآن. أما الزاوية الثانية، التي تعيننا هنا، فهي تتعلق بإضفاء طابع أخلاقي على السياسة والسعي إلى فرضه أو ترويجه باستخدام السلطة وأدواتها. وكان استخدام الدين في السياسة، ومازال، هو الشكل الأكثر انتشاراً في هذا الإطار. فالأخلاق والقيم الدينية هي المدخل الذي يلج منه مستغلو الدين لتحقيق أغراضهم السياسية، لما تحظى به هذه الأخلاق والقيم من قبول عام. لذلك يمكن استخدامها للتأثير على الناس بغض النظر عن مدى التزام من يستغلونها بها ماداموا قادرين على إعطاء انطباع بأنهم حُراسها وحُماتها. وتنطوي الأيديولوجيات الكلية بدورها على ما يعتبره أصحابها قيماً أخلاقية، وليست فقط سياسية واقتصادية، خاصة بها. وتعد الأيديولوجيات الاشتراكية، وفي مقدمتها الماركسية بتجلياتها المتعددة، هي الأكثر اهتماماً بإبراز هذه القيم عبر ترويج ما يُطلق عليه أخلاق اشتراكية والسعي لبناء «الإنسان الاشتراكي». إصلاح نيجيريا.. لمواجهة «بوكو حرام» تقول سارة تشايز: لا تتردد القلة التي نجت من عملية اختطاف 300 فتاة نيجيرية من سرد قصتهن، وكيف انتزعن من نومهن ليلاً بإحدى المدارس الداخلية البعيدة ليسحبن، ثم يُحملن على الشاحنات التي تتقدمها دراجات نارية، والاختفاء في مجاهل الغابة، وكان لهذا الهجوم المروع الذي صدم العالم وقع كبير على الرأي العام الدولي يشبه إلى حد بعيد تأثير هجمات 11 سبتمبر. لكن وفي حمأة الدعوات المتصاعدة للتصدي الحازم لهذا الهجوم الغاشم على فتيات بريئات، يحق للولايات المتحدة التريث وعدم التسرع في دعم الحكومة النيجيرية في مكافحة الإرهاب، ذلك أنه وعلى غرار الدروس السابقة في محاربة الإرهاب قد تتحول المساعي الرامية لاجتثاث جذور العنف إلى مشكلة بحد ذاتها تكتفي باقتلاع الشجرة، وترك الجذور العميقة للإرهاب قائمة. ولو كان ثمة طرف يتحمل مسؤولية ظهور «بوكو حرام» في نيجيريا، فإنها الحكومة نفسها في أبوجا التي بسياساتها الخاطئة غذت الإحباط، وهيأت الأرضية لاحتدام العنف، وتحول الاستياء إلى إرهاب، فالحركة التي أقدمت على الفعل الشنيع والمصنفة وفق وزارة الخارجية الأميركية ضمن المنظمات الإرهابية منذ شهر نوفمبر الماضي طفت إلى السطح، ونالت شهرتها في 2009 بعد تنفيذها سلسلة من الهجمات ضد منشآت حكومية في شمال شرق نيجيريا، لتعقبها حملة قمعية شديدة قادتها قوات الأمن النيجيرية وخلفت مئات القتلى،
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©