الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنافس زملاء العمل.. حكايات خلف أسوار الغيرة

تنافس زملاء العمل.. حكايات خلف أسوار الغيرة
23 مايو 2014 00:48
يخرج التنافس بين زملاء الوظيفة الواحدة أحياناً من إطاره المشروع الذي يصب في مصلحة العمل إلى مشاغبات وغيرة، فهناك من يحاول أن يبرز بصورة غير منطقية على حساب زملائه، ومن ثم ينسب بعض النجاحات لنفسه أمام الإدارة، وفي ظل هذه المعادلة الصعبة بين الموظف المجتهد الملتزم والآخر الذي يبذل القليل من الجهد، ومن ثم يكون هو الأعلى في مسألة التقييم السنوي والأكثر مكافآت تظل دائرة المنافسات الشريفة والسلبية في تواصل. على الرغم من أن الأشخاص الذين يعملون من أجل مصلحة المؤسسة التي ينتمون إليها يتمتعون بسمعة طيبة ومكانة عالية في بيئة العمل إلا أن هناك من يحاول أن يقفز عليهم ويخرج من دائرة المنافسة بطرق متلوية خاصة في الأعمال الجماعية التي تتطلب مشاركات بين زملاء العمل. أشرف جمعة (أبوظبي) حول ما يتعرض له بعض الموظفين من مشكلات في بيئة العمل بسبب الخروج عن روح المنافسة والغيرة أحياناً يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمارات الدكتور نجيب بلفقيه: يتطلب من كل موظف أن تكون لديه غيرة إيجابية في ميدان عمله يكون الهدف منها تطوير الذات والارتقاء بالمستوى المهني، لكن إذا كانت هناك دوافع غيره سلبية لدى بعض الأفراد في بيئة العمل فإن ذلك يؤثر على طبيعة العلاقة بين الموظفين وبعضهم بعضاً، إذ إن هناك من لا يمتلك قدرات عالية تحقق له قدراً من الإنجاز، وفي الوقت نفسه لا يستطيع تطوير إمكاناته مما يدفعه إلى محاولة تشويه صورة زملاء العمل ومن ثم إطلاق الإشاعات المغرضة عنهم وهو ما يخلق بيئة عدائية تتحكم فيها الصراعات، ويحكمها الهوى الشخصي. قواعد مهنية ويبين بلفقيه أنه من المفترض أن يترقى الموظف في عمله بناء على التراتب الوظيفي، وحجم الإنجاز لا عن طريق الوصولية وعدم مراعاة القواعد المهنية والأخلاقية، ويلفت إلى أن العديد من الموظفين الأكفاء يتعرضون لضغوط نفسيه من قبل زملائهم الأقل منهم في المستوى الفكري والعملي، وهو ما يجعلهم في صراعات متصلة، وفي الوقت نفسه يبحثون عن الطرق التي تأمنهم شر المغرضين، ويؤكد بلفقيه أن الإدارة يقع عليها عبء كبير في ردع هؤلاء الموظفين الذين لا يدركون المعنى الحقيقي للتنافس الشريف داخل ميدان العمل، بحيث لا يعطون آذانهم لهم، ويستمعون إلى ما ينقلونه بشكل غير صحيح عن زملائهم، ويشير إلى أنه من الطبيعي أن يتم تكريم الموظف المبدع ولفت نظر الآخر المقصر في عمله حتى يتحقق نوع من التوازن في الحياة الوظيفية. إثبات الذات ويحكي أحمد المرزوقي قصته مع أحد زملائه في المؤسسة التي تسلم فيها عمله الجديد بأنه فور دخوله المكان وجد هناك من يرحب به ومن لا يكترث له على الرغم من أن سمعته في مجال التسويق تسبقه، ورغم ذلك عمل بجد واجتهاد من أجل إثبات ذاته من جديد ويلفت إلى أنه فوجئ بأحد الزملاء يحاول أن يورطه في القيام بمهامه ويدعى المرض فيضطر إلى تكملة ما توقف عنده ويشير إلى أنه على الرغم من أن لكل مؤسسة طريقة عملها وأسلوبها إلا أن توفيق الله كان حليفه في كل المواقف التي حاول فيها هذا الزميل أن يهز صورته أمام الإدارة، وهو ما جعله يضع في باله أن عليه أن يدرك تماماً أن هناك من يفكر في أن يتفوق عليه بطرق غير مشروعة مبعثها الغيرة والتنافس غير المحمود، لذا فإنه يتحرى الدقة في كل ما يسند إليه من أعمال. تذليل العقبات ولا يخفي منصور الحارثي أنه تعرض لمحاولة مغرضة من زميل يعمل معه في مجال الإشراف على المؤتمرات، حيث أراد أن يشوه صورته أمام مديره من أجل أن يحصل على مكافأة أعلى منه، ومن ثم يسند إليه المدير مهام أكبر ويضع فيه كامل ثقته لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن حيث عرف المدير الحقيقية بمحض المصادفة عن طريق أحد المستفيدين من الفعالية. ويضيف: من حسن حظي أن هذا الشخص أشاد بي، وتحدث عن سرعتي في تذليل العقبات واستجابتي لكل ما يصب في مصلحة نجاح الفعالية وفي الوقت نفسه أظهر عدم رضاه عن زميلي الذي لم يذكرني بكل خير أمام مدير، ما جعل الإدارة تقرر لي مكافأة، وتنظر في أمر ترقيتي، وهو ما جعلني أقول في نفسي «رب ضرة نافعة». حقد وغيرة يعتقد طلال ربيعي الأسباب الحقيقية وراء التنافس غير الإيجابي ترجع إلى أن هناك أشخاصاً لديهم عقد نفسية في الحياة، لذا يستطيعون العمل بمنطق حيادي يفصل بين مشكلاتهم الشخصية وبيئة العمل، ويؤكد أنه شخصياً تعرض لمواقف كثيرة كان يظن أنها تحدث من منطلق التنافس، لكنه عندما وجد أن بعض الأمور تخرج عن نطاق الموضوعية شعر بأن ما يحدث له في بيئة العمل من مشكلات كانت نتيجة للحقد والغيرة الشديدين، ويلفت إلى أنه أصبح يتعامل مع بعض الزملاء الذين يحاولون البحث عن مكانة داخل بيئة العمل على حساب طيبته وتواضعه، وعدم افتعاله المشكلات بشيء من التعقل، إذ إنه أضحى يعدهم من ذوي الأمراض النفسية. سنوات الصمت لا ينكر حمد الناصر أنه أصبح أكثر مهنية، بعد أن تعرض إلى محاولات لإضعافه في ميدان عمله من قبل بعض الزملاء الذين كانوا يستغلون هدوءه، وعدم نزوعه إلى مجابهة المشكلة بأخرى مماثلة ويقول: ثلاث سنوات وأنا أعمل في صمت ،ولا أتعامل مع زملائي، إلا في إطار العمل الجماعي فقط، وأكون في غاية الحرص حتى لا أدع فرصة لأحدهم في أن يطعن في، ويلفت إلى أنه يعيش بهذا المنطق، بعد العام الأول من العمل في وظيفته الحالية، حيث تعرض خلاله إلى العديد من المواقف العدائية التي لم تكن أبداً في إطار شريف من قبل بعض الموظفين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©