الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدعوة للإسلام ليست بالقتل

9 أغسطس 2017 20:34
عندما اندلعت الحروب الأهلية في عالمنا الإسلامي، اتجه الكثير من المسلمين نحو أوروبا لاجئين إليها من أهوال ما تعرضوا له مستنجدين بهذه الدول الغربية، ووجدوا فيها ملاذاً آمناً يوفر لهم الأمن والأمان والاستقرار، وقدمت لهم المأوى والدراسة، ومنحتهم الجنسية لدمجهم في المجتمع، ولم يحرموا من ممارسة شعائرهم الإسلامية بكل أمان، واستطاعوا إقامة مساجد ومراكز إسلامية. لم تعترض هذه الجموع الإسلامية أي إشكاليات في حياتهم، وأصبحوا جزءاً من المجتمع الغربي، بل وصل بعضهم لمناصب الوزارة ومناصب أخرى لا تقل أهمية. وبدلاً من إعطاء المجتمعات الغربية نموذجاً طيباً عن الإسلام من خلال تعامل المسلمين بالأخلاق الإسلامية السمحاء، ظهرت نماذج مدسوسة على الإسلام، هدفها خلق خوف لدى هذه المجتمعات الغربية من الإسلام والمسلمين، وبعد قيام المجتمع الغربي باستقبالهم في عقر داره ووسط أطفالهم وأسرهم، يظهر بعض أدعياء الإسلام ودعاة الشر، ويقدم على تفجير المنزل الذي أواه وقتل أطفالهم ونسائهم لا لشيء سوى أنهم يدينون بغير الإسلام. فعندما يقدم أحد على تفجير قنبلة وسط حشد مسيحي أو يدهس الآمنين في المتنزه أو يطلق عليهم الرصاص، فما هي الدعوة التي يوجهها لتلك المجتمعات، وأي إرشاد إسلامي قدم، وما هي القدوة الحسنة التي أظهرها عن الإسلام؟ لن أحب قاتلي أو قاتل جيراني مهما كان هدفه، فالقتل لا يظهر إلا الصورة البشعة في نفوس القتلة، ولا تفسير آخر للقاتل غير أنه مجرم بحق الإنسانية. لو أن من انتهج وسيلة القتل لأصحاب الديانات غير الإسلامية ينوي نشر الدين الإسلامي، لسعى وبكل ما يملك من مال ورجال إلى نشر مبادئ الإسلام الحقيقية السمحة التي تحرم القتل، وتدعو إلى السلام والأخوة، وكان من الأفضل أن يعكس المسلمون المقيمون في الغرب في تعاملهم مع المجتمعات هناك أخلاق الإسلام، وتأثير ذلك أقوى وأفضل، خاصة أن الإسلام جاء جامعاً للبشرية بدليل انتشاره في بقاع الأرض، ويزداد أعداد من يدخلون إلى الإسلام بالمعاملة الحسنة التي يظهرها المسلمون. عيدروس محمد الجنيدي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©