الكرة الإماراتية حققت إنجازاً لم يحدث على مستوى آسيا

وكأن لاعبي منتخب الشباب أرادوا أن يرسلوا تحية إلى محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة، والذي حضر إلى الدمام على رأس وفد لحضور مباراة أستراليا، والشد من أزر اللاعبين، والتأكيد على أن اتحاد الكرة، وكافة المسؤولين عن الكرة والرياضة الإماراتية، يدركون ويقدرون عظمة الانجاز الذي يسطره منتخب الشباب في بطولة كأس آسيا، وجاء الرد من اللاعبين بأحلى هدية لرئيس الاتحاد الذي جلس في المقصورة، من خلال ثلاثية ولا أروع دكوا بها حصون الفريق الأسترالي، الملقب بـ''الكانجارو''، والذي تحول أمام الأبيض إلى حمل وديع، لا حول له ولا قوة· الفرحة بعد المباراة كانت طاغية، وفي مقر إقامة البعثة بالدمام كان الرميثي صاحب العُرس، يهنىء ويستقبل المهنئين، ويحيي إدارة البعثة واللاعبين على جهودهم في المباراة، ووصولهم إلى النهائي ليصبحوا على أبواب انجاز تاريخي بتسجيل أول لقب آسيوي للشباب باسم الإمارات، وهو اللقب الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من الأبيض الشاب· وفي تصريحات خاصة لـ ''الاتحاد'' أكد الرميثي أن ما قدمه منتخب الشباب في البطولة الآسيوية، يعد فخراً للكرة الإماراتية التي حققت هذا العام انجازين كبيرين، بتأهل منتخبي الشباب والناشئين إلى كأس العالم، وهو انجاز تتفرد به الإمارات على مستوى القارة الآسيوية، فلم يحدث في أي بلد من بلدان القارة أن تأهل منها منتخبان لهذا المحفل العالمي، مشيراً إلى أن رسوخ ومتانة القاعدة الكروية، بهذا الشكل، هو مؤشر على أن الكرة الإماراتية ينتظرها مستقبل رائع، وأنها بخير، وأنها ماضية في الطريق الذي نأمله ونتطلع إليه، وهو طريق مزدهر إن شاء الله، طالما أن لدينا هذه الأجيال الغيورة على وطنها، والراغبة في إعلاء رايته في شتى المحافل· وأضاف: المستوى الذي قدمه منتخبنا يشفع له في أن يحلم بكأس البطولة، التي أصبح على بعد خطوة واحدة منها، ولكن على الفريق أن يدرك أن ذلك لا يكون فقط بالتمني، وإنما بالعمل والجهد والاستمرار على نفس وتيرة العمل التي قادتهم إلى هذه المرحلة المتقدمة من البطولة، معرباً عن ثقته الكاملة في لاعبي الفريق وجهازهم الفني بقيادة مهدي علي والإداري بقيادة محمد عبيد حماد المشرف على الفريق ومترف الشامسي مدير الفريق، وبقية أعضاء الجهاز، مؤكداً قدرتهم على إسعاد جماهيرهم· وأشار رئيس اتحاد الكرة إلى أن منتخبنا بشهادة المراقبين والمتابعين، هو الأفضل والأكثر تميزاً على المستوى الفني في البطولة، تدعمه نتائج لم يحققها فريق سواه حتى الآن، وحتى المنتخب الأوزبكي الذي سيلاقيه في النهائي، والذي تعادل في إحدى مبارياته بالدور الأول، بينما منتخبنا حتى الآن، وبحمد الله وفضله، لم يخسر أو يتعادل في مباراة، وكان فوزه دائماً مقروناً بعروض أبهرت المراقبين والمتابعين، واليوم علينا أن نثبت في النهائي أننا بالفعل كنا الأفضل، وأن ما حققناه قبل الوصول إلى النهائي كان إرهاصاً بقدوم بطل جديد وجدير، هو الفريق الإماراتي· وقال محمد خلفان الرميثي: لقد وعدني اللاعبون خيراً، وبأن يبذلوا غاية جهدهم للعودة إلى أرض الوطن بالكأس، والمهم الآن أننا كسبنا منتخباً قوياً، يمثل أمل ومستقبل الكرة الإماراتية القريب، خاصة أنه يضم مجموعة موهوبة ومترابطة ومتجانسة، وتتمتع بإخلاص وموهبة، وجماعية اكتسبوها من الفترة الطويلة التي قضوها سوياً، وإن شاء الله يكملون المسيرة على خير· أضاف أنه بعد عودة المنتخب إلى أرض الوطن إن شاء الله، سيكون في انتظاره، كما سبق وأخبر اللاعبين مالم يتوقعوه، لأن الإمارات لا تنسى من يعطي، وتكافىء دوما أصحاب الإنجاز والعطاء، متمنياً أن تقترن فرحة التأهل إلى كأس العالم بالفزو بكأس آسيا ليسجل اللاعبون أسماءهم في التاريخ الكروي، كأول فريق يحقق هذا الانجاز للكرة الإماراتية· وعن الرسائل التي وجهها منتخب الشباب من خلال ما حققه في البطولة الآسيوية، قال رئيس اتحاد الكرة: هناك مجموعة رسائل بالفعل وجهها هذا الفريق الواعد، أولها كانت لنا في الاتحاد، بأن هذا الفريق يجب أن يحظى بما يليق به من دعم خلال المرحلة المقبلة، دعم يوازي حجمه وما قدمه والآمال المعقودة عليه، والرسالة الثانية للأندية التي لابد أن تتيح الفرصة الحقيقية لهذه المواهب كي تلعب أساسية مع الفريق الأولى، ورسالة تخص المدرب المواطن الذي سنتبناه أكثر في المرحلة المقبلة، ولكن على الأندية هي الأخرى أن تعي الرسالة، لأننا في اتحاد الكرة لا نصنع مدرباً، وإنما نهيىء له الظروف المناسبة للعمل، وسنولي المزيد من الاهتمام بالكفاءات من مدربينا، ولكن مثلما نمنح في اتحاد الكرة ثقتنا للمدرب المواطن، على الأندية هي الأخرى أن تمنحه هذه الثقة· وأكد أن اتحاد الكرة لا يستطيع أن يفرض على الأندية، أن تشرك لاعبيها كأساسيين في الفرق الأولى، لكنه يشجع ذلك ويحبذه وينادي به، خاصة أن هناك فعلاً من يستحق، وأن لاعبي منتخب الشباب بما أظهروه من قدرات وإمكانيات، أكدوا أن بإمكانهم أن يكونوا استثماراً حقيقياً لهذه الأندية· وعن وضع برنامج لمنتخب الشباب استعداداً لكأس العالم، أكد رئيس اتحاد الكرة أن هناك برنامجاً ضخماً سيتم إعداده لمنتخبي الشباب والناشئين، استعداداً لكأس العالم، وسيعتمد بعد عودة منتخب الشباب إلى الوطن، وبعد التشاور مع مدربي المنتخبين، وسيعتمده اتحاد الكرة واللجنة الفنية، وسيتم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي خاص· وعن أثر ما حققه منتخب الشباب وأثره الممكن على المنتخب الأول قبل مباراة إيران، قال الرميثي: لابد من التأكيد على أن منتخب الشباب خلق جواً من الفرحة، عم كافة ربوع الوطن الإماراتي، بعد أن أثبت أنه لا مستحيل، وأنه لا توجد قوى كروية عظمى أو صغرى أمام العمل والإخلاص والفداء، وخرج بنا هذا الفريق من حالة الإحباط التي أُصبنا بها بسبب النتائج غير المتوقعة للمنتخب الأول، وبالإمكان أن تكون هذه النتائج التي حققها أبطالنا على أرض السعودية، بمثابة تباشير وعلامات تفاؤل للمنتخب الأول، وأنا على ثقة إن شاء الله أن لاعبينا لن يقصروا أمام إيران والفوز لو تحقق إن شاء الله سيفتح الكثير من الأبواب، كما أنني على ثقة أن جماهيرنا التي أسعدها الشباب والناشئون ستزحف إلى ملعب النصر، لمؤازرة المنتخب أمام إيران ليحقق الفريق بإذن الله أول فوز له، ويستعيد بعض حظوظه في تصفيات المونديال· واختتم محمد خلفان الرميثي تصريحاته، معرباً عن شكره البالغ للمملكة السعودية على هذا التنظيم الرائع واحتضانها بحب لكافة المنتخبات، ومن بينها المنتخب الإمارات، كما شكر الجماهير السعودية والعربية لوقفتها مع الأبيض أمام استراليا، مشيراً إلى أن هذه الوقفة كان لها مفعول السحر في نفوس اللاعبين، وهي وقفة ليست بمستغربة على الشعب السعودي الأصيل، والذواق للكرة، واعداً بأن يمثل المنتخب الإماراتي الكرة العربية الآسيوية والخليجية في المونديال القادم إن شاء الله خير تمثيل· ياسر سالم: فرحتنا كبيرة الدمام (الاتحاد) - أعرب ياسر سالم إداري منتخب الشباب عن سعادته البالغة بالفوز الذي حققه الفريق على نظيره الأسترالي، بعد عرض مثير، ينم عن قوة الأبيض الشاب، وأنه من أفضل منتخبات البطولة، خاصة أن كل مبارياته حتى الآن انتهت بالفوز، وبأداء كان محل إعجاب وإشادة الجميع· أضاف أن المكافأة الكبرى التي ينتظرها المنتخب على تأهله إلى كأس العالم، والنتائج التي قدمها، تتمثل في أمنية كبرى، هي مصافحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وهي أمنية لا يعادلها شيء ولا تساويها أي مكافأة في الدنيا، رافعاً إنجاز التأهل إلى سموه وإلى شعب الإمارات الذي يستحق الكثير، ومن أجله أظهر اللاعبون معدنهم الحقيقي، وتفوقوا على المنتخبات التي قابلوها حتى الآن بجدارة واستحقاق· أضاف: كأس آسيا، هو الهدف القادم للمنتخب إن شاء الله، وأنهم سيبذلون كل ما لديهم من جهد من أجل إتمام هذا الحلم لتصبح الفرحة فرحتين، التأهل للمونديال وإحراز اللقب، مشيراً إلى أن الجهاز الفني والإداري لازال على نهجه السابق يتعامل مع كل مباراة بالقطعة، والاستعدادات لمباراة أوزبكستان باعتبارها بطولة بحد ذاتها، وسوف تكلل جهود الجميع بالفوز الذي ننتظره· سهرة أبوظبي الرياضية على حمام السباحة الدمام (الاتحاد) - أذاعت قناة أبوظبي الرياضية، سهرة خاصة على حمام السباحة بمقر إقامة البعثة، قدمها يعقوب السعدي، عن فوز المنتخب على نظيره الأسترالي، وحضرها محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة، وراشد الزعابي رئيس البعثة في الدمام، ومحمد عبيد حماد المشرف على منتخب الشباب، ومهدي على مدرب الفريق، وعدد من لاعبي الفريق، هم حمدان الكمالي، وأحمد خليل، ومحمد فوزي، ويوسف عبد الرحمن حارس المرمى، وانضم إليها بعض الضيوف على فترات متقطعة، ومن بينهم ياسر سالم إداري الفريق، وعدد من الضيوف، وتناولت السهرة مسيرة المنتخب حتى وصل إلى هذه المرحلة من النهائيات، والمنتظر منه في المرحلة المقبلة، وانعكاسات الانجاز على الكرة الإماراتية· وقامت إدارة الفندق بتشغيل القنوات الداخلية، سواء في المطعم حيث كان عدد من اللاعبين يتناولون وجبة العشاء، أو في بعض القاعات الأخرى، حتى يتمكن بعض أعضاء البعثة الإماراتية وجماهير الفريق التي زحفت خلفه إلى الفندق من متابعته، وكان ممن تابعوا أجزاء منها في المطعم، مترف الشامسي مدير الفريق وحسن إسماعيل مدرب حراس المرمى والدكتور رضا غالي طبيب الفريق وناصر التميمي عضو لجنة العلاقات العامة والإعلام بالاتحاد، وعدد من اللاعبين الآخرين الذين صعدوا بعد وقت قصير للخلود للنوم، فيما أنهى اللاعبون الأربعة فقرتهم مبكراً أيضا للحاق ببقية زملائهم·