الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«نيويورك أبوظبي»: الشعاب المرجانية قادرة على مواجهة التغيرات المناخية

«نيويورك أبوظبي»: الشعاب المرجانية قادرة على مواجهة التغيرات المناخية
11 أغسطس 2017 01:12
عمر الأحمد (أبوظبي) كشفت جامعة نيويورك أبوظبي من خلال أبحاث الحياة البحرية في الجامعة ، نتائج تشير إلى قدرة الشعاب المرجانية على التكيف مع ارتفاع مستويات الحرارة، ومواجهة التغيرات المناخية على مستوى العالم.  وبينت الجامعة أن ارتفاع درجات حرارة مياه البحار يعد السبب الرئيس للظاهرة التي تعرف بابيضاض الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم، فمع ازدياد درجة حرارة الماء، تطرد الشعاب الطحالب التي تعيش في أنسجتها، مما يؤدي إلى تحول المرجان إلى اللون الأبيض، وقد شهدت العديد من المناطق في العالم حالات مماثلة وعلى امتداد واسع، بما فيها الحيّد المرجاني العظيم في أستراليا، وهو ما يمثّل كارثة بيئية حقيقية، في وقت يخشى الخبراء أن تتعرض هذه الشعب للمزيد من الأضرار في السنوات المقبلة.  وتوقعت أن يتوصل باحثوها إلى رؤية جديدة تساعد على مواجهة هذا التحدي العالمي، وذلك استناداً إلى الدراسات والأبحاث التي يجرونها على الشعاب المرجانية الموجودة في مياه الخليج العربي، حيث قام فريق من الباحثين بفحص دقيق لجيناتها على نطاق واسع للوصول إلى فهمٍ شامل لتكيّف هذه الشعاب مع درجات حرارة البحر التي تصل إلى 36 درجة مئوية أو أعلى في الخليج العربي، مما يجعلها أكثر مقاومةً للحرارة من أي شعابٍ مرجانية أخرى على الكوكب.  وأكدت الجامعة أن الدراسة -التي نشرت في المجلة العلمية «بلوس ون»- تسعى للإجابة على تساؤلات عدة تتعلق فيما إذا كانت هذه الشعاب المرجانية قد تكيفت وراثياً مع هذه الظروف القاسية أو تأقلمت فيزيولوجياً مع الحرارة، ولتحقيق هذا الهدف، ركّز البحث على التركيب الجيني للمرجان من النوع المخي الأخدودي Platygyra daedalea والطحالب المتعايشة معه في الخليج العربي وخليج عمان المجاور.  وقال الأستاذ الدكتور إدوارد سميث، الباحث المساعد في جامعة نيويورك أبوظبي: «إن دراسة الشعاب المرجانية والطحالب تمكننا من الحصول على فكرة أفضل عمّا إذا كان لأحدهما أو كليهما دور في مقاومة الشعاب المرجانية لارتفاع درجات حرارة الماء في الخليج العربي».  وأضاف: «جمع فريق الدراسة عيّنات من الحمض النووي للشعاب المرجانية في الخليج العربي، في مواقع قريبة من أبوظبي، وأخرى في درجات حرارة أقل انخفاضاً في خليج عمان وبالقرب من مدينة الفجيرة والعاصمة العمانية مسقط، حيث جرى تحليل ودراسة هذه العينات في الجامعة، لتتوصل إلى نتيجة مفادها وجود بعض الاختلافات الرئيسية، وتكشف أن الشعاب المرجانية في الخليج العربي وطحالبها متميزة وراثياً عن نظيراتها في خليج عمان».  وتابع: «إن التبادل المحدود لتدفق الجينات بين المناطق يشير إلى تكيّف الشعاب المرجانية في الخليج العربي مع ظروفها القاسية، وإنه لأمر مثيرٌ للاهتمام، حيث تشير النتائج إلى مساهمة المرجان والطحالب معاً في المقاومة العالية للارتفاع الحراري التي تتفرّد بها الشعاب المرجانية في الخليج العربي، إذ تشكل المجموعات المتكيّفة وراثياً من الشعاب المرجانية والكائنات المتعايشة معها في الخليج العربي مصدراً علمياً مهماً، وستساعدنا هذه الدراسة على فهم آليات التكيّف الحراري  وتقديم رؤية جديدة حول ما إذا كانت في أماكن أخرى من العالم قادرة على مواجهة التغيرات المناخية».  وقال: «ساهم التكيف الإقليمي أيضاً في وصول الباحثين إلى استنتاج يشير إلى أن من غير المرجح أن تكتسب الشعاب المرجانية التي تهددها التغيرات المناخية في خليج عمان أو المحيط الهندي، ما يسمى بـ «الجينات الفائقة» للشعاب المرجانية في الخليج العربي».  وتجدر الإشارة إلى أن الشعاب المرجانية في الخليج العربي تعدّ النظم البيئية الأكثر تنوعاً في المنطقة، وتدعم الصناعات الاقتصادية الرئيسة مثل مصائد الأسماك.  وقال جون بيرت، أستاذ مساعد في علم الأحياء في الجامعة: «تساهم الظروف التي جعلت من الشعاب المرجانية في الخليج العربي صعبة الدراسة، في تعريضها للخطر، إذ إنها تعيش في ظروف قاسية للغاية، وأي ضغط إضافي قد يؤدي إلى تعرضها لمخاطر ومشكلات كبيرة».  وأضاف: «شهدنا خلال العقود الثلاثة الماضية تدهوراً واسع النطاق للشعاب المرجانية في جميع أنحاء المنطقة نتيجة الترسبات الناجمة عن التنمية الساحلية والاستصلاح القريب من الشاطئ كسبب رئيس، وإذا أردنا الحفاظ على هذه الأصول الطبيعية الهامة علمياً واقتصادياً، فإن جهود الإدارة للحد من التأثيرات البشرية أمر بالغ الأهمية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©