الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سالم بوجمهور يرصد تحولات القصيدة الشعبية الإماراتية

سالم بوجمهور يرصد تحولات القصيدة الشعبية الإماراتية
31 يوليو 2010 21:58
يعمل الشاعر سالم بوجمهور حالياً على إعداد دراسة عن الشعر الشعبي في الإمارات تتناول أهم الشعراء الذين بنيت القصيدة الشعبية الحديثة على رؤاهم الفنية وتصوراتهم الابداعية، حيث كان لهم بوادر التجديد في أنماطها وأشكالها وموضوعاتها التي عالجت مجمل القيم الاجتماعية وتشكلاتها. وأشار بو جمهور في لقاء مع "الاتحاد" إلى أن دراسته ستقدم دور هؤلاء الشعراء والمفاهيم التجديدية التي أدخلوها على القصيدة الشعبية في عملية المزاوجة بين الموروث من الشعر الشعبي والرؤى الجديدة المعاصرة التي تأثر بها أولئك الشعراء من المدارس طوال تاريخ الشعر العربي امتداداً من الشعر الجاهلي حتى القصيدة الحديثة، بالإضافة الى كيفية استفادتهم من الشعر العالمي. ويسجل بوجمهور أهم أنماط هذا التجديد وهو يتمركز لديه في تفعيلة القصيدة وفي صورها عند عدد من أهم شعرائها مثل: محمد أحمد السويدي وسالم الخالدي ومحمد المر ويعقوب الشامسي وسالم الزمر وآخرين. وتتطرق الدراسة إلى تطور القصيدة من جذورها عند ابن ظاهر وسعيد بن عتيج والشاعرة فتاة العرب حتى الأسماء التي برزت في الآونة الأخيرة. وخلال هذا التطور يحاول الشاعر بوجمهور رصد أهم ملامح تشكل تلك المراحل التي يلخصها بـ أولاً مرحلة الرواد ثم مرحلة المجددين. ويرى بو جمهور أن المجددين هم أبناء العصر الحديث الذين تأثروا بحداثته وبكل أنماط الحياة، حيث امتلكوا الثقافة الأكاديمية التي أهلتهم لتناول القصيدة بشكل مختلف، بالإضافة إلى موهبتهم الثرية التي سخرت في هذا الإطار. ويشير بو جمهور الى أن أهم أشكال التجديد الشعري كانت في الكلمة التي اقتربت كثيراً من اللغة الأم "الفصحى"، حيث أصبح الشعر لدى هؤلاء ضمن ما يسميه بو جمهور باللغة الثالثة التي تتراوح بين الفصحى والعامية، وهي ما جعلت الشعر أكثر انتشاراً وتقبلاً من قبل الجمهور ودليله في ذلك تداولية الشعر على ألسنة الشباب هذه الأيام والذين اتبعوا أساليب أساتذتهم الحديثة. ويضيف بو جمهور أن الدراسة سوف تتناول مجالس الشعر الشعبي التي عرفتها الإمارات سابقاً اعتباراً من منتصف السبعينيات والبرامج الإعلامية التي كانت تنطلق من هذه المجالس ومدى تجاوب الجمهور معها فمن خلالها ظهرت بوادر هذا التجديد في أشكال القصيدة الشعبية أو العامية. ويؤشر بو جمهور ـ ضمن رؤيته للتفريق بين مصطلحي القصيدة الشعبية والعامية ـ الى أنه يميل لتسمىية هذا الشعر بالشعر الشعبي وليس العامي ولا النبطي، ويرى أن الشعر النبطي اسم جديد في ساحتنا الشعرية الإماراتية، ولم يذكره بهذه التسمية آباؤنا ولا شعراؤنا القدامى ـ بحسب قوله ـ بل حتى منتصف السبعينات وإنما كان يطلق عليه بالشعر فقط، وحتى أنهم ـ ويقصد المتداولين للمصطلح في الثقافة الاماراتية ومن مبدعي هدا النمط الشعري ـ لم يقولوا الشعر الشعبي أو العامي، ناهيك عن أنهم لم يطلقوا عليه بالشعر النبطي، بل إنهم أيضاً لا يفرقون بين الشعر والشاعرة وكانوا يعيبون أن نقول للشاعرة "شاعرة" بل علينا أن نطلق آنذاك عليها اسم "شاعر" وهذا بمجمله جزء من ثقافتهم التي لا تفرق في مفهوم الشعر مهما تعددت مدارسه أو لهجاته بين الرجل والمرأة. ويؤكد بو جمهور أنه عندما كان يطلق اسم الشاعرة على المرأة التي تقرض الشعر يرفض الكبار من متداولي الشعر هذه التسمية ويعتبرون الشعر بمجمله مجالاً للاعتراف بفحولية الشعر وليس بجنسه سواء كان مذكراً أو مؤنثاً. ويضيف بو جمهور بأنه يدعو المختصين في دراسة الأدب الشعبي عامة أو الثقافة الشعبية أو الابداع الشعبي عامة أن يكون تناوله أكاديمياً من خلال دراسات وأقسام مختصة بالأدب العربي في جامعات الدولة، كونه جزءاً من ثقافة الناس وتراثهم بحيث لايترك للمتعة والاستئناس به فقط. وللشاعر سالم بوجمهور مساهمات واضحة في تأصيل القصيدة الشعبية والكلاسيكية العربية "الشعر العمودي" وسبق أن أصدر ديوانه المهم في الشعر الشعبي "روائح النود"، ثم ديوانه الثاني "تصاريح" و الثالث "على السيكل" و الرابع "جسر الزجاج"، أما في الشعر الفصيح فقد أصدر "دكان أمين" و"طخ طرخ طخ" و"بتروكول". ويغلب الجانب الوطني والإنساني على جميع دواوين سالم بو جمهور.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©