الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

استعادة أشكال ومناخات من تجربة الصايغ الشعرية

استعادة أشكال ومناخات من تجربة الصايغ الشعرية
17 مايو 2011 23:56
أقيمت في ندوة الثقافة والعلوم بدبي مساء أمس الأول، أمسية شعرية- نقدية مشتركة، قرأ فيها الشاعر حبيب الصايغ عدداً من قصائده، وقدم الناقد الدكتور الموريتاني محمد ولد عبدي دراسة نقدية بعنوان “الوعي الكتابي في تجربة الشاعر حبيب الصايغ”. وقدم الأمسية ناصر عراق منسق الأنشطة الثقافية في الندوة، وحضرها محمد المر نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، وبلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وسلطان السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة وعدد من المهتمين. الشاعر حبيب الصايغ استعاد في قراءاته تجربة تعود إلى ما يقارب ربع قرن، فقرأ من كتابه الأخير “رسم بياني لأسراب الزرافات” الذي ضم قصائد متعددة، وقد نوّع الصايغ في قصائده بحيث قرأ ثلاثة أشكال من الشعر، بدأها بالتفعيلة وانتقل إلى قصيدة النثر ثم تحول إلى القصيدة العمودية، لكنه في هذه الأشكال كلها ظل يعبر عن صوته الخاص الذي بدأ مع “هنا بار بني عبس.. الدعوة عامة” التي لم يقرأها الشاعر لكنها كانت حاضرة في روح الشعر وجوهر التجربة الشعرية. يقول الصايغ عن هذه المختارات “ليست بالضرورة، أفضل قصائدي المنشورة، هذه قصائد أحبها. هذا يكفيني، وأحسب أنه يكفيكم”. وقد بدأ بالتفعيلة، لينتقل إلى قصيدة النثر، ثم إلى قصيدته العمودية. وبعد أن قدم الناقد ورقته ختم الشاعر بقصيدته المطولة نسبياً “البطريق” التي يرسم فيها عشرات الصور والملامح لهذا الطائر برمزيته ودلالاته. وبهذا فقد طوف الشاعر في مناخات شعرية متنوعة أيضا. قراءات الصايغ طرحت سؤال هذه التجربة الممتدة على ثلاثين عاماً، فنحن هنا أمام شاعر امتلك “عالمه” الشعري بقوة، امتلك الرؤية واللغة والصورة، فهو يكتب قصيدة في سطور قليلة حيناً، وقصيدة أخرى في ديوان متكامل، وفي قصائده هذا البعد الرمزي الذي يحول النافذة، على سبيل المثال، مكانا للإطلال على العالم ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. الناقد الدكتور ولد عبدي توقف عند الوعي الكتابي في تجربة الصايغ الشعرية من خلال ملامح عدة، مشيراً إلى الأبعاد والتحولات التي تنطوي عليها هذه التجربة، مستخدماً عبارة الصايغ نفسه “القراءة محنة الكتابة”، ومتجهاً لقراءة العمق الفلسفي في تجربة الشاعر، الأمر الذي يستوجب فتح باب التأويل لذلك العمق. وفي المجمل فقد حاولت ورقة ولد عبدي التطرق لأسئلة كثيرة، لكنها بدت مشتتة إلى حد ما، ربما بسبب كونه كتبها- كما يقول- كدراسة لتنشر وليس كمحاضرة للاستماع. الحوار الذي تبع الأمسية تناول وعي الكتابة عموماً والشعر خصوصا، وما إذا كان الشعر يكتب في حالة غيبوبة أو هذيان، وطرح الأديب محمد المر سمة من سمات شعر حبيب الصايغ لم يتطرق لها الناقد، وتتمثل في المستوى السوريالي الذي يجسد اللاوعي والكوابيس في القصيدة. وفي حين استغرب يحيى البطاط أن يكتب شاعر ثلاثة أشكال معتقدا أنه يفعل ذلك لكي يرضي أكبر قدر ممكن من الأذواق.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©