الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلابيات مستلهمة من التراث ومصنوعة من «الويل»

جلابيات مستلهمة من التراث ومصنوعة من «الويل»
5 أغسطس 2010 21:28
تجتهد المصممة الإماراتية إيمان آل ربيعة للحفاظ على التراث الخاص بالزي الإماراتي الأصيل للنساء والرجال والأطفال على حد سواء، وذلك عبر تصميم كنادير وجلابيات إماراتية مطورة بلمسات عصرية راقية محببة إلى النفوس، وبالأخص الشابات اللاتي هن في عمر الورود، ويحجمن عن ارتداء الجلابية الإماراتية، على الرغم من عشقهن لها، وذلك بحجة أنها ليست من الموضة التي يحرصن على تتبعها واقتفاء أثرها! هذا ما دفع آل ربيعة إلى ابتكار أفكار جديدة تحدث بها الجلابية الإماراتية القديمة، وغيرها من صنوف الزي الإماراتي، أبهرت الكثيرين ممن توافدوا على المعارض التي شاركت فيها على مدار 9 سنوات من العمل في هذا المجال، فصارت لها شهرتها ومكانتها بل وعرفت بلقب “إيمان بريسم” وبريسم نوع من الخيوط الملونة التي كانت تشغل بها الجلابية الإماراتية الأصيلة ولا تزال. تقول آل ربيعة عن بداياتها: “عشقت الرسم منذ صغري، وكنت أرسم تصاميم لملابسي وملابس أخواتي وتميزت بتنسيق ألوان ملابسي وديكورات بيتي بطريقة أذهلت كل من يعرفني، وكلما كنت أهم بالنوم كنت أفكر وتنطلق خيالاتي بتصاميم غريبة أستيقظ صباحا وأدونها بسرعة، لئلا تهرب الفكرة أو الإلهام مني شيئا فشيئا صار من حولي يطلبون مني تصاميم لعباءاتهم وفساتين حفلاتهم التي لا أجد أي صعوبة في تصميمها، خصوصا أي شيء للحفلات لأنني أشعر فيه بمساحة واسعة للتفكير وإضافة أي جديد لا يرفض أو يستهجن من قبل الزبونات سواء على عباءة الأعراس والمناسبات أو فساتين السهرات، ثم أحببت التوجه إلى الجلابيات الإماراتية التراثية القديمة وتطويرها بلمسات عصرية تتلاءم مع روح العصر بحيث لا تشعر الفتيات اليافعات أنهن إذا ارتدينها خرجن عن إطار الحداثة والعصرية، بل أردت تحبيبهن بلبسها ليحفظن تراثهن الذي من شدة حبي له بت أخاف عليه من الاندثار”. تضيف آل ربيعة :”أعتقد أن على كل أم أن تعود بناتها على لبس الجلابية الإماراتية منذ الصغر، وفي المناسبات كإستقبال الضيوف وفي العزائم وشهر رمضان والأعراس وغيرها، حيث أنني عودت بناتي على ذلك، وهن طفلات صغيرات، وقد بدأت تجربتي معهن في تصميم جلابيات الأطفال ومن شدة إعجاب قريباتي بها طلبن مني أن أصمم لبناتهن، وصرت أصمم جلابيات للفتيات من عمر 6 شهور – 14سنة وعندما أصمم لفتاة صغيرة من عائلة ما تتوافد علي عشرات الفتيات من نفس العائلة، فالصغيرات يحببن أن يقلدن بعضهن مما يجعلني أصمم نفس الجلابية بألوان مختلفة، أما جلابيات النساء فهي تتميز بتفردها وعدم تكرار التصميم، لأن المرأة تحب أن تتميز وألا ترى غيرها يرتدي ما ترتديه”. تعتبر آل ربيعة التصميم للصغار أصعب منه للكبار لأن هناك قيوداً تحكمها في هذا التصميم، مثل اختيار نوعية قماش تتقبلها الطفلة وتشعر بالراحة عند ارتدائها، ولا تعيق حركتها، وإلا فلن ترضى بارتدائها. تخوض آل ربيعة في الحديث عما يميز جلابيات الأطفال من تصاميم وقصات وأقمشة... فقول: “عادة لا توجد قصات كثيرة في جلابيات الأطفال لأنني أريدها بسيطة ومريحة نوعا ما، فاخترت مثلا القصة الفرنسية، وهي قصة كلاسيكية بسيطة وقصة الفراشة المستوحاة من الجلابية البحرينية وغيرها، وإما أن تتكون الجلابية من قطعة واحدة تكون من القطن أو الويل (قماش مريح ويعطي برودة وخفة) أو الشيفون المشجر، أو السادة أو التول أو جلابية من قطعتين، بحيث تكون القطعة الداخلية من القطن الذي أفضله كثيرا لراحته، أو الحرير وفوقه قطعة أخرى من الشيفون المشجر أو السادة أو التول أو الدانتيل، وتكون القطعة الداخلية سادة والشغل على القطعة الخارجية، ويكون هذا الشغل حسب المناسبة، فإذا كانت الجلابية يومية، ولاستقبال الضيوف، يكون الشغل بسيط كالتطريز على الصدر والاكمام، أما جلابية المناسبات فيكون فيها شغل أكثر يكسبها فخامة ورقي، كإدخال فصوص الكريستال والشواروفسكي، بالإضافة إلى التطريز اليدوي وخيوط البريسم الملونة والخيوط الفضية أو الذهبية اللامعة المسماه بالذري، وصممت كذلك ضمن مجموعتي الأخيرة للأطفال الثوب الإماراتي الأصلي مع إضافات بسيطة كالتلي على الأكمام وتزيينها مع الصدر بالشواروفسكي”. تبين آل ربيعة أن شغل الذري والتلي موجود منذ القدم في الجلابية الإماراتية، لكن الجديد الذي ابتكرته يتلخص بإضافة الكريستالات والفصوص، والدمج بين القماش القديم مثل حرير بوتيله والدانتيل الفرنسي وهكذا. تصمم آل ربيعة كذلك فساتين سهرات للأطفال، تستخدم فيها خامات تراثية كقماش الويل، ولكن قصاتها عصرية حديثة على حد تعبيرها.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©