الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما وهيلاري···من التنافس إلى التعاون

أوباما وهيلاري···من التنافس إلى التعاون
24 نوفمبر 2008 02:23
منذ إعلان تأييدها لترشيح خصمها السيناتور باراك أوباما للسباق الرئاسي، من داخل مؤتمر الحزب ''الديمقراطي'' الأخير الذي عقد في صيف العام الحالي، يمكن القول إن حدة التوتر والمشاحنات التي طبعت علاقة كل من السيناتور هيلاري كلينتون - المرأة الأقوى في صفوف ''الديمقراطيين''- ومنافسها الرئيس المنتخب حالياً باراك أوباما قد بدأت تخف كثيراً· وكان خطاب التأييد الذي ألقته كلينتون داخل المؤتمر من الانفعال وشدة التأثير، ما أرغم الحاضرين من كبار مستشاري حملة أوباما على الوقوف تحية لها أثناء عودتها من منصة الخطابة إلى قاعة الحضور· ومن ناحيته اتصل بها السيناتور أوباما لاحقاً ليشكرها على ما أسدت له من دعم وتأييد· وذكر بعض كبار مستشاري كلينتون أنها أبدت ارتياحاً لما فعلت، لكونه يعبر عن احترامها الصادق للحملة الناجحة التي أدارها ضدها أوباما· وقد اكتمل هذا الشعور بالارتياح يوم الخميس الماضي، بطمأنة الرئيس المنتخب لها، على أنها سوف تكون على صلة مباشرة به، بصفتها وزيرة لخارجية إدارته، وأن في وسعها اختيار ما تشاء من موظفي وزارتها· وذكر أحد مستشاريها المقربين -مع المطالبة بعدم ذكر اسمه في هذا التقرير، بسبب تأجيل الإعلان الرسمي عن تعيين كلينتون وزيرة للخارجية، إلى ما بعد أعياد الشكر- أن كلينتون تبدو في غاية الرضا عن حسن المعاملة التي تلقتها من خصمها السابق أوباما· غير أن فئة محدودة من المراقبين والمحللين لا تزال تشكك في أن تتطور هذه العلاقة الجديدة النامية للتو بين الرئيس المنتخب ومنافسته القوية، التي يتوقع لها أن تكون وجهاً وعنواناً لدبلوماسية إدارته، إلى علاقة تعاون وثيق بين الطرفين، على رغم أنها تقوم الآن على الاحترام والمصلحة المتبادلة بينهما· ومع ذلك لا ينفي هؤلاء المراقبون احتمال نشوء علاقة وثيقة بين الخصمين السابقين· وهناك من يقول بأهمية نشوء علاقة صداقة قوية بين الشخصيتين القياديتين، بالنظر لأهميتها في نجاح الجهود الدبلوماسية للإدارة الجديدة، ولكن ليس بالضرورة أن يرتهن نجاح دبلوماسية هيلاري على مدى قربها وصداقتها مع الرئيس· ومضى هؤلاء إلى القول: فقد كانت تربط وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر علاقة صداقة وثيقة جداً بالرئيس جورج بوش الأب، مع العلم أن بيكر يعد بين أنجح وزراء الخارجية الذين عرفتهم واشنطن· غير أن سلفه ''دين أشيسون'' لم يكن صديقاً للرئيس الأسبق ''هاري ترومان''، كما لم تكن ثمة علاقة وطيدة تربط بين هنري كيسنجر والرئيس ريتشارد نيكسون· وعلى حد قول ''والتر آيزاكسون'' -كاتب سيرة هنري كيسنجر ومؤلف مشارك في كتاب ''رجال حكماء''، الذي تناول تاريخ ودور مؤسسة السياسات الخارجية الأميركية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية- فلم يكن ''دين أشيسون'' ولا هنري كيسنجر على علاقة صداقة شخصية جمعت بينهما والرئيسين اللذين عملا معهما، إنما كانت تجمعهما بهما علاقة رباط فكري وطيدة فحسب· وفي اعتقاد ''آيزاكسون'' أنه في إمكان أوباما وكلينتون إقامة شراكة مثالية بينهما، قوامها احترام كل منهما لاختلاف رؤية الآخر للأشياء والعالم من حوله· وبالمقارنة نفسها، فالأرجح أن تكون تجربة كولن باول وزير خارجية ولاية بوش الأولى، مثار تحفظ وتصعب مقارنتها بما يمكن أن تكون عليه علاقة هيلاري كلينتون مع أوباما، خاصة وأن علاقة باول بالرئيس بوش الابن، ومغادرة الأول لمنصبه الوزاري لم تكن حدثاً ولا خاتمة سعيدة له· يضاف إلى ذلك أن علاقـــــة باول بالرئيــــس كانت تحدهــــا وتقيدها قيود كثيرة· أما كوندوليزا رايس -وزيرة خارجيــــة ولاية بوش الثانيـــة- فقد ربطتها صلة قوية ومباشرة بالرئيس، غير أنها لم تفض بالضرورة إلى النجاح الذي يعزوه كثير من المحللين إلى مدى قرب وزير الخارجية من الرئيس· ويرجح مستشارو كلينتون أن تسهم سلاسة الحوار الذي يدور بين أوباما وكلينتون عن مهام ودور السياسات الخارجية للإدارة الجديدة المنتخبة، في أن تنشأ بينهما علاقات تقارب وتعاون مثمرة في هذا الجانب· ومن ناحيتهم قال مستشارو أوباما إن الرئيس المنتخب يتمتع بما يكفي من الثقة بالنفس لأن يعلن للعالم كله نبأ تعيينه لمن يتولى مهمة تمثيل بلاده أمام شعوب وأمم الدول الأخرى كافة· وأكد هؤلاء إدراك أوباما وحرصه على بناء علاقة وطيدة بوزيرة خارجيته، التي سوف يعلن عن تعيينها، بحيث يدرك قادة العالم جميعاً أنها وحين تبدأ بمخاطبتهم اعتباراً من بعد تاريخ العشرين من ديسمبر المقبل، إنما تفعل ذلك باسمــه ونيابة عنــــه· وعلى حــد تعليق مارتــن إنديك -السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل- وأحد مستشاري كلينتون في حملتها الرئاسية التمهيدية- فإن من شأن إدراك كهذا أن يساعد في نشوء علاقة وثيقة بين أوباما وكلينتون، على غرار تلك التي ميزت من قبل، علاقة الرئيس جورج بوش الأب بوزير خارجيته جيمس بيكر· ومضى إنديك إلى القول: وما لم يكن أوباما يبدي من الحرص على فعالية وزيرة خارجيته التي سوف يعلن عن تعيينها، لما أقدم على اختيارها للمنصب من الأساس· إلى ذلك قال أحد المستشارين المقربين من أوباما، إن الرئيس المنتخب يدرك جيداً أن المهارات السياسية التي تتمتع بها كلينتون سوف تكون عوناً كبيراً لها في منصبها الجديد، تماماً مثلما كان عليه حال هذه المهارات في حالتي وزيري الخارجية السابقين: جيمس بيكر وهنري كيسنجر· إليزابيث بوميلر محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©