الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أميركا تحذر إسرائيل من اعتراف عالمي بفلسطين

أميركا تحذر إسرائيل من اعتراف عالمي بفلسطين
21 مايو 2011 23:41
دعت القيادة الفلسطينية أمس الولايات المتحدة إلى الانضمام لدول أخرى عززت بالفعل قيام دولة فلسطينية مستقلة، في ضوء الطريق المسدود الذي بلغته عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما حذر مسؤول أميركي بارز إسرائيل من إجماع عالمي على الاعتراف بدولة فلسطين، بعدما اختلف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما في واشنطن الأول ورفض الانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم المحتلة منذ عام 1948. وأوضح عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” نبيل شعث خلال تصريح صحفي أن القيادة الفلسطينية أصبحت أشد تصميماً على طلب اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل، بعد فشل لقاء أوباما ونتنياهو. وقال “بالطبع سوف نذهب إلى الأمم المتحدة، خاصة بعدما استخدم نتنياهو ذرائع وحججاً حول الحدود التي لا يمكن الدفاع عنها لكي يُبقي على سلب وسرقة أراضينا ويبقي السيطرة على ثلث مساحة الأرض الفلسطينية في غور الأردن ويفرض حقائق سكانية على الأرض”. وأضاف “نحن نخاطب الرئيس أوباما ونقول له: لم يعد أمامك يا فخامة الرئيس إلا أن تؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 والمساعدة في قبول عضويتها في الأمم المتحدة. نحن ذاهبون إلى الأمم المتحدة في شهر أيلول (سبتمبر) مستخدمين كل وسائل اللاعنف”. وقال شعث “خيار الذهاب إلى الأمم المتحدة كان قبل مبادرة أوباما والآن، بعد أن نسف نتنياهو مبادرة أوباما، فإن خيارنا الاستراتيجي لم يتغير لأن نتنياهو رفض أي عملية سلام”. وأضاف “الأكيد الآن أن خيارنا الاستراتيجي هو التوجه إلى الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين على حدود عام 1967”. وصرح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بأن المسعى لنيل الاعتراف الدولي قد يتم التغاضي عنه إذا أوقفت إسرائيل الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية لاستئناف مفاوضات السلام. وقال “موقفنا هو إعطاء فرصة حتى شهر سبتمبر للعودة إلى المفاوضات على أساس مرجعية محددة ووقف الاستيطان. إذا تم ذلك فهو الخيار الأول، ولكن إذا بلغنا شهر سبتمبر من دون الوصول إلى اتفاق أو الدخول في مفاوضات جادة وحقيقية وعلى أسس واضحة، هناك خيارات للشعب الفلسطيني أحدها الذهاب إلى الأمم المتحدة”. في غضون ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، ونقلا عن مسؤولين إسرائيليين سافروا مع نتنياهو إلى واشنطن لم تكشف أسماءهم، أن نتنياهو غضب بسبب دعوة أوباما إلى إقامة دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967مع مقايضة أراضٍ، وعدم قوله صراحة إن اللاجئين الفلسطينيين وأنسالهم لن يعودوا إلى إسرائيل لكن سيتم توطينهم في الدولة الفلسطينية. وقال أحد المسؤولين “هناك خلافات (بين الولايات المتحدة وإسرائيل) لكن العلاقات طيبة”. وأضاف “لن تنسحب إسرائيل حتى حدود 1967 ولن تقبل بلاجئين أو تتحدث إلى حماس. عليهم أن ينسوا ذلك”. وقال مسؤول آخر “كان سلوك أوباما واضحاً للغاية وأظهر أنهم (الأميركيين) حاولوا تهدئة الأمور. ومأدبة غداء خاصة، كانت طريقة أخرى لتقليص التوتر. لقد أدركوا أنهم ذهبوا بعيداً للغاية مع نتنياهو”. وأضاف “أوضح نتنياهو أنه من الخطر أن تكون هناك توقعات غير واقعية بزيادة آمال الفلسطينيين في انسحاب إسرائيلي كامل إلى حدود 1967 أو احتمال السماح لأنسال اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى إسرائيل”. وكان نتنياهو قال لصحفيين في ختام لقائه أوباما “إن سلاماً قائماً على أوهام سيتحطم على صخور الواقع في الشرق الأوسط. إن السلام الوحيد القابل للاستمرار هو الذي سيُبنى على وقائع دامغة. ولكي يكون هناك سلام، ينبغي على الفلسطينيين أن يقبلوا بعض الوقائع الأساسية”. وأضاف “إذا كانت إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات سخية من أجل السلام، فهي لا تستطيع العودة إلى حدود 1967، لأنه لا يمكن الدفاع عنها. تلك لم تكن حدود السلام، لقد كانت حدود الحروب المتكررة”. وتابع “لا نملك الكثير من هامش الخطأ لأن التاريخ، سيدي الرئيس (أوباما)، لن يمنح اليهود فرصة جديدة”. من جانب آخر، صرح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية بأن تعنت نتنياهو ربما يؤدي إلى تأييد دول العالم، سوى الولايات المتحدة وإسرائيل، الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة مثلما حدث في شهر فبراير الماضي حين وافقت جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، على قرار إدانة الاستيطان والمطالبة بوقفه. وقال في مقابلة مع صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية طالباً عدم ذكر اسمه، “إن أوباما يشعر بخيبة أمل إزاء رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي على سياسته بشأن الشرق الأوسط”. وأضاف أنه انتقد نتنياهو لأنه يركز على قضية حدود 1967، بدلا ًمن النظر على نحو شامل إلى سياسته، خاصة اقتراحه إقامة دولة فلسطينية لقطع الطريق أمام إعلان ذلك في الأمم المتحدة. وتابع “هناك أشياء كثيرة تدعم إسرائيل (في خطاب أوباما يوم الخميس الماضي)، منها الإعراب عن قلقه إزاء اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح واعتباره حماس حركة إرهابية، ودعوته الفلسطينيين إلى وقف الخطوات أحادية الجانب لكسب الاعتراف بدولتهم واعترافه بإسرائيل كدولة يهودية”. وأوضح “لذلك، فالتركيز على قضية حدود عام1967 جانبه الصواب. يتعين اعتبار خطاب أوباما في مجمله نقطة انطلاق للمفاوضات وليس النتيجة النهائية”. وذكر المسؤول ذاته أن أوباما قدم رؤيته كوسيلة ليتجنب في سبتمبر تكرار ما حدث حدث في فبراير عندما استخدمت بلاده حق النقض “الفيتو” ضد قرار إدانة الاستيطان. وقال “يتعين على الفلسطينيين أن يدركوا أن قرار الأمم المتحدة بحد ذاته لن يؤدي إلى إقامة دولة، إذ ليس بمقدورهم تحقيق ذلك اعتماداً على أنفسهم فقط من تعاون الولايات المتحدة وإسرائيل”. وأضاف “الردود الإسرائيلية والفلسطينية (على أوباما) لم تكن مفاجئة، ولكن يجب أن يكون واضحا أنه إذا لم يتم قبول الاقتراح الأميركي، ففي سبتمبر سيتكرر ما حصل في فبراير وتؤيد 187 دولة إقامة دولة فلسطينية، مقابل دولتين تعارضان”. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أجرت مساء الخميس مكالمة هاتفية “عاصفة” مع نتنياهو الذي رد خلالها بغضب على رؤية أوباما لاستئناف عملية السلام. ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر تأكيد ذلك. وقال لصحفيين في واشنطن “يمكنني التأكيد أنها تحدثت إلى رئيس الوزراء نتنياهو قبل رحلته (إلى واشنطن). بالتأكيد نحن لا نتطرق إلى المضمون، لكن من الواضح أنهما ناقشا كلمة الرئيس وزيارته”. وأضاف “أقول فقط إنه جرى نقاش صريح وودي يعكس علاقتهما الوثيقة ولا أريد أن أتطرق إلى ما قد تكون عليه الروايات الصحفية”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©