معتز الشامي (دبي) - بدأت لجنة الحكام باتحاد كرة القدم العد التنازلي، لبدء تنفيذ الخطة الاستراتيجية التطويرية التي وضعها السنغافوري شمسول المدير الفني للجنة، والتي تنطلق عبر ثلاث مراحل وفق تصور «الهرم التحكيمي» الذي يلخص نظرته للنهوض بقطاع التحكيم الإماراتي، بالتنسيق مع اللجنة، بعد الفترة الأخيرة التي قضاها في العمل والسعي لرفع مستوياتهم خلال الموسم الجاري.
وتستغرق الخطة 3 سنوات متتالية، وفي كل موسم تشهد زيادة ملموسة في القدرات التحكيمية لجميع الأطقم المكلفة بإدارة المباريات، على أن تصل إلى محطتها الأخيرة، وتهدف في النهاية إلى رفع كفاءة التحكيم الإماراتي لمستوى النخبة العالمية وليس الآسيوية.
وتبدأ المرحلة الأولى من الخطة الإستراتيجية خلال المعسكر الخارجي الذي يبدأ 13 أغسطس المقبل في ألمانيا، بمشاركة 65 حكماً، حيث استقر شمسول على تقسيم قضاة الملاعب إلى مجموعتين، الأولى لحكام النخبة ودوري المحترفين وكأس المحترفين، والثانية لحكام دوري الدرجة الأولى والمراحل السنية، بالإضافة إلى الوجوه الجديدة التي تم الاستقرار عليها لضمها إلى السلك التحكيمي مستقبلاً.
ووضعت اللجنة آلية إعداد مختلفة هذه المرة، عبر الاهتمام بدعوة كبار الخبراء والمحاضرين بالاتحادات الأوروبية المتقدمة والشهيرة ببرامج تطوير «قضاة الملاعب»، للعمل على زيادة الجرعة الفنية وفق أحدث ما وصلت إليه تقنيات التدريب على مستوى العالم، حيث اتفق شمسول مع الخبير الإنجليزي راي أوليفيا مدرب «قضاة الملاعب» والمسؤول عن إدارة التطوير الفني للحكام بالاتحاد الإنجليزي.
وقال شمسول «أوليفيا هو بمثابة مدرب قضاة ملاعب «البريميرليج»، وأحد أبرز المتخصصين في هذا المجال على مستوى العالم، واتفقنا معه بأن يكون حاضراً خلال المعسكر الخارجي لحكامنا في ألمانيا للإشراف على البرامج التثقيفية والتدريبية الفنية التي سيتم تكثيفها خلال المعسكر، وهو ما يسهم في تطوير، ورفع الكفاءات التحكيمية، خلال فترة الإعداد للموسم التي نعتبرها مهمة للغاية».
وأضاف «سنقوم بتدريب حكامنا عبر مشاريع تطوير فني وتكتيكي وبدني، خلال المعسكر الخارجي، ويعمل معنا في المعسكر المقبل متخصصون من الاتحاد الإنجليزي، إلى جانب أوليفيا للاهتمام بالجوانب التثقيفية الأخرى، لأننا نريد أن نتبادل الخبرات مع لجان التحكيم المتقدمة على مستوى العالم، ومن المعروف أن برامج التطوير والتدريب التحكيمي بالاتحاد الإنجليزي هي الأفضل في هذا المجال عالمياً».
وقال «الأمر الآن أصبح لا يتعلّق بمجرد التحكيم في المباريات، ولكن إدارة المباراة نفسها، من أجل إحداث التوازن المطلوب، عبر السيطرة على المباريات من الطاقم التحكيمي، وليس فقط الاهتمام بإشهار البطاقات، وغيرها من القرارات الإدارية، بل الاهتمام بالتفاصيل كافة، مثل لغة الجسد، والتحرك في الملعب، واتخاذ أماكن جيدة تزيد فاعلية القرارات، فضلاً عن كيفية السيطرة على اللاعبين والجماهير من خلال قوة الشخصية والتدخل الحازم».
طاقم إنجليزي
وأضاف «اخترنا طاقماً تدريبياً من الاتحاد الإنجليزي، لأنني سبق أن عملت معه على برامج تطوير الحكام، عندما كنت ضمن طاقم تطوير التحكيم في «الفيفا»، ووقتهما عملنا في الاتحاد الآسيوي، لذلك وقع اختيارنا على أوليفيا الذي يعتبر أكبر الخبراء في مجال تدريب الحكام في العالم، وهو بمثابة مدرب للحكام في مختلف النواحي الفنية، كما أننا نهتم في المستقبل بمزيد من تبادل الخبرات مع لجنة تطوير التحكيم بالدوري الإنجليزي، وغيرها من الدوريات الأوروبية، وفق تفاصيل الخطة الاستراتيجية للنهوض بالتحكيم، وهي الخطوة الأولى التي نتخذها الآن».
وعن خطة إعداد الحكام في المعسكر الخارجي، قال «أهم ما نركز عليه، هو ضرورة تعويد «القضاة» على طرق لعب الفرق داخل الملعب، وهو علم جديد يتم تدريسه لحكام النخبة في العالم حالياً، وذلك يسهل على حكامنا معظم قراراتهم، كما يسهل أيضاً تحركاتهم داخل الملعب، عندما يفهمون طريقة لعب كل فريق، ومن ثم أدوار كل لاعب في الملعب، وهو ما يقلل الأخطاء، ويزيد من تركيز وذكاء الحكم في التعامل مع العديد من الحالات، ويمكنه أيضاً من معرفة نقاط القوة والضعف في أداء كل خط من خطوط الملعب، وبالتالي أكثرهما عرضة لارتكاب الأخطاء الفنية، ما يسهم تثقيف الحكام ورفع مستوياتهم، كما يقلل من المفاجآت، وهو ما يؤدي في النهاية إلى الارتقاء بالتحكيم بشكل عام».
تفاصيل الخطة
وعن الخطوط العريضة للخطة الاستراتيجية لتطوير «قضاة الملاعب» خلال الموسم المقبل، قال «قدمت خطة استراتيجية على مدار ثلاث سنوات، عبر مخطط «الهرم التحكيمي»، والذي يبدأ بالقاعدة المتينة، ثم مرحلة الوسط، وأخيراً رأس الهرم التحكيمي، وهي مرحلة النخبة، ونهتم أولاً باكتشاف المواهب التحكيمية، والسعي لتطوير الحكام، كل في إمارته التي يقطن بها. عبر برنامج علمي يهتم بتعميم معايير موحدة للتقييم، يشرف عليها محاضرون يتم تأهيلهم الآن».
وأضاف «كما نوجه الدعوة إلى الإسكتلندي اسكتلاند جورج كامينج، أحد أهم المتخصص في برامج تطوير الحكام الجدد تحت 23 عاماً، وهو لديه القدرة على اكتشاف وتطوير قدرات «القضاة» في عمر صغير، من 18 وحتى 23 سنة، ويصل إلى الدولة لمشاركة اللجنة في ورشة عمل، ومعسكر مغلق للحكام الجدد لمدة 4 أيام من 29 سبتمبر إلى الثاني من أكتوبر، حيث نعمل معه على اختيار أبرز القضاة الجدد، والذين سيتم ترشيحهم بواقع 3 قضاة من كل إمارة للمعسكر الداخلي، على أن يختار أبرز العناصر من بين 21 حكماً في نهاية الورشة، ومن ثم يتم وضع البرامج والمعايير الخاصة بهم، كما نقوم بدعوة مقيم تحكيم عالمي من «الفيفا»، ويهدف ذلك إلى تقديم «قضاة ملاعب» متميزين للمشاركة في مشروع الحكام الموهوبين بالاتحاد الآسيوي، وسيتم إرسالهم إلى دورة يقيمها الاتحاد القاري لمدة أسبوعين آخرين، قبل الدفع بهم في مباريات دورينا، لذلك نعمل على مخاطبة «الفيفا» لمدنا بخبراء تحكيم، لحضور ورش العمل التي يشهدها الموسم المقبل، للمعاونة في تطوير قدرات التحكيم، والمساعدة في اكتشاف المواهب».
وتحدث شمسول عن المرحلة الثانية من الهرم التحكيمي وفق الاستراتيجية الجديدة، وقال «يمكن وصفها بأنها مرحلة التدقيق و«التنقية»، وتشهد الاهتمام برفع كفاءة الحكام الذين يحتاجون إلى المزيد من العمل الفني والتثقيفي والميداني حتى يتم تأهيلهم ليكونوا ضمن حكام النخبة المحلية، وهي المرحلة الثالثة والأخيرة من والتي يطلق عليها رأس الهرم».
وأضاف «نعمل على منحهم جرعات تدريبية عالية في أكتوبر أيضاً، وهم يحتاجون للمزيد من التدريبات والخبرات، قبل الدفع بهم في مباريات الدرجة الأولى والمحترفين، بجانب التقييم المتواصل لكل الحكام في مرحلة وسط الهرم التحكيمي، حتى نضمن أن من يقود مباريات دوري المحترفين تحديداً، بلغ أعلى مستويات الأداء الفني، وبتقييم محايد من خبراء يتم جلبهم من «الفيفا» والاتحادات الأوروبية».
أكد شمسول على ثقته في قدرات «قضاة ملاعب» الإمارات، وفي المواهب التي أصبحت متوفرة للجنة، وقال «اللجنة تعمل بكل طاقتها، من أجل رفع كفاءة الحكام، خاصة بعد ثقة «الفيفا» والاتحاد الآسيوي في قدراتهم مؤخراً».
عدد اليوم
