الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحطات التلفزيونية الأميركية: الأخبار العاجلة حققت السبق على السياسة

المحطات التلفزيونية الأميركية: الأخبار العاجلة حققت السبق على السياسة
9 يونيو 2013 20:00
تطرح خصوصيات المحطات التلفزيونية السياسية العامة معضلة صعبة على مستوى منافسة المحطات السياسية للأخبار العاجلة، ويبدو أن محطة «إم إس إن بي سي» تمثل حالة بارزة عن هذه المعضلة، ولا سيما مع البيانات المالية للأشهر الأخيرة، على الرغم من محاولة مسؤولي القناة التخفيف من هول تراجع الأرقام الدالة على مكانة المحطة تجاه منافسيها. أبوظبي (الاتحاد)- بعد أن كانت في المرتبة الثانية، بعد محطة «فوكس نيوز»، هبط ترتيب «إم إس إن بي سي»، في يوليو الفائت، إلى المرتبة الرابعة، لتصبح ليس فقط وراء محطة «سي إن إن»، بل أيضاً وراء المحطة الشقيقة للأخيرة، وهي «إتش إل إن» «هيدلاين نيوز»، المعروفة بـ «سي إن إن هيدلاين نيوز»، وفي الربع الثاني من العام الجاري وصل معدل مشاهدي المحطة إلى 704 آلاف مشاهد في الفترة الأولى من المساء، وهو يمثل نزولاً بنسبة 18% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وحتى بالنسبة لشرائح الأعمار الأكثر أهمية لإعلانات الأخبار (من 24 إلى 54 عاماً)، فقط وصل معدل المشاهدين إلى 214 ألفاً في الربع الثاني، مسجلاً نسبة انخفاض وصلت إلى 11%. معلومات والجدير بالذكر أن «إم إس إن بي سي» هي محطة كيبل أميركية للأخبار والمعلومات والآراء السياسية المتعلقة بالولايات المتحدة، وأوروبا، وجنوب أفريقيا، والشرق الأوسط، وكندا، وكانت أُسست في 1996 كشراكة بين شركتي مايكروسوفت للمعلوماتية والكمبيوتر وقناة «إن بي سي» التابعة لشركة جنرال إلكتريك، والتي تعرف اليوم بشبكة «إن بي سي يونيفرسيل» التي تضم عدداً من القنوات العامة والمتخصّصة في الاقتصاد والرياضة والتسويق. وقد سجلت «إم إس إن بي سي» تطوراً متتالياً في عدد المشاهدين منذ منتصف العقد الماضي، ومن هنا جاء الانخفاض الأخير، لافتاً في نظر العديد من المعنيين والمختصين في قطاع التلفزيون والأخبار. وربط كثيرون بين هذا التراجع وعدم قدرة المحطة على مواكبة العديد من الأحداث التي كانت تستدعي أخباراً عاجلة، مثل أخبار التفجيرات والحوادث والفيضانات التي شهدتها الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة من العام. في وقت أكدت فيه إدارة المحطة على لسان رئيسها فيل غريفان، أن هذه الفئة من الأخبار (الأخبار العاجلة) ليست ما تقوم به «إم إس إن بي سي» في حقيقة الأمر، وأنها ليست المكان، لذلك خلافاً لما تقوم به شبكة «سي إن إن». الحوار ويذكر أن المحطة تعرف عن نفسها بأنها متخصصة بالسياسة، وهي تميل نحو الحوار السياسي التقدمي واليساري خلافاً للمقاربات السياسية المحافظة التي تشتهر بها محطة فوكس نيوز. أما «سي إن إن» فقلما تعرف بتقديم برامج أيديولوجية الطابع، وإنما تعود مكانتها وسط القنوات إلى نشاطها المميز في الأخبار العاجلة. ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز يعترف جريفن بأن «سي إن إن» التي حققت قفزة في ترتيبها في الشهرين الماضيين «شهدت فترة ازدهار كبير في فترة تلقى فيه الأخبار اهتماماً كثيفاً، إلا أنه يرى بأن ذلك لن يدوم، وهنا يكمن رهان المحطة، وهو ترقب انخفاض الاهتمام بالأخبار لصالح الاهتمام بالسياسة وخلفيات المجريات، وليس الأخبار العاجلة نفسها. وهذا لم يكن خياراً خاطئاً في السابق. وجهات نظر لقد التزمت «إم إس إن بي سي» بتقديم وجهات نظر ليبرالية في تغطيتها الأحداث السياسية في منتصف العقد الماضي، ولكن بعض المحللين يرون أن ذلك كان بسبب عدم نجاحها في خياراتها السابقة، عندما حاولت أن تكون محطة أخبار للمشاهدين الشباب، كما يعود ذلك ربما إلى أنها كانت ذات مقدم برامج مشهور واحد، وهو كيث أولبرمان النماذج التلفزيونية، ويرجع ذلك جزئياً أنها لم تجد النجاح في النماذج السابقة (مثل تحاول أن تكون قناة إخبارية للمشاهدين الأصغر سناً)، ومعظمهم لأنه كان مضيفاً واحداً، كيث أولبرمان، الذي كان بشهرة واسعةعلى خلفية انتقاداته العالية لإدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، في وقت كانت فيه فوكس نيوز توسم بأصواتها المحافظة. ويؤكد غريفان على استمرار الشبكة في سياساتها الإعلامية الراهنة، داعياً إلى النظر على المدى البعيد، بل إنه يستدل على وجهة نظره بالقول إن «فوكس نيوز» سجلت في الربع الأول من العام الجاري أقل عدد مشاهدين منذ عقد من السنين، وأن «سي إن إن» شهدت قبل عام أسوأ شهر على الإطلاق». موقف المشاهد من الأخبار وسط جدل يتناول سياسات المحطات الأساسية المتنافسة، بينها موقف الناس ودرجة مللها من السياسة والأخبار، يتوقف محللون عند حقيقة ضعف شبكة المراسلين في «أم إس إن بي سي»، وهي التي تخطت أرباحها عام 2012 سقف الـ 200 مليون دولار أميركي، وعلى الرغم من أنها ما زالت تعرف عن نفسها على موقعها على شبكة الإنترنت بأنها تقدم تغطية راقية «كلاس» للأخبار. فخلافاً لـ«فوكس نيوز» و«سي إن إن» ليس لدى المحطة شبكة مهمة من المراسلين الخاصين، فهي لا تزال تعتمد بشكل واعٍ على تعاون مراسلين من محطة «إن بي سي نيوز»، كما أن ليس لها حتى مراسل في البيت الأبيض، في حين أن مراسلي «فوكس نيوز» لا يقومون بتغطيات لغيرها من المحطات، وتحظى «سي إن إن» بشبكة مراسلين ومكاتب عبر العالم. وتجاه هذا الواقع يبدو أن ليس أمام «إم إس إن بي سي» سوى انتظار أوقات تراجع الأحداث الدامية التي يخف فيها الاهتمام بالأخبار العاجلة، ويصبح لدى المشاهدين وقتاً كافياً للتفكير بما وراء الأحداث، أي الاهتمام بالسياسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©