تحديد موقع الصندوق الأسود للطائرة الإثيوبية المنكوبة

لم تثمر الجهود الكبيرة المبذولة لانتشال الصندوق الاسود للطائرة الاثيوبية التي تحطمت وغرقت في البحر قبالة مطار بيروت الدولي حتى مساء امس، وتوقعت مصادر متابعة لعمليات البحث والانقاذ لـ”الاتحاد” ان تتوصل الفرق العاملة على التتفتيش في اعماق البحر الى انتشاله قبل فجر اليوم الجمعة او خلال هذا اليوم، او الاستعانة بإحدى الغواصات الحربية للمساعدة. وتمكنت سفينة تابعة للبحرية الأميركية من تحديد موقع الصندوق الاسود على عمق 1300 متر (4265 قدما) تحت سطح البحر، حسبما صرح مسؤول في الجيش اللبناني. وأوضح المسؤول العسكري بأنه لا يتسنى في الوقت الحالي معرفة الوقت الذي يمكن أن تستغرقه عملية انتشال الصندوقين الأسودين للرحلة، اللذين تم الكشف عن مكانهما في ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء. وقد تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لعدم التصريح له بالإدلاء بالبيانات لوسائل الإعلام. وأكد الجيش اللبناني نبأ الكشف عن موقع الصندوقين الأسودين في بيان له، وأفاد بأن السفينة “يو اس اس راماج” وسفينة مدنية أخرى من قبرص تمشطان المنطقة حاليا. وعقد مساء امس في المطار اجتماع عمل ضم أعضاء اللجنة المكلفة التحقيق في حادثة سقوط الطائرة الاثيوبية قبالة السواحل اللبنانية، حضره المدير العام للطيران المدني حمدي شوق وأعضاء لجنة التحقيق والوفود الاميركية والفرنسية والاثيوبية. وجرى عرض ما تم التوصل اليه حتى الآن في مسار التحقيقات الجارية على هذا الصعيد والآلية المتبعة علميا في مجال متابعة عمل فرق الإنقاذ على انتشال ركاب الطائرة وحطامها والصندوق الاسود. وعلمت “الاتحاد” من مصادر الاجتماع بأن الاتجاه يميل الى الاستعانة بغواصة حربية بريطانية للمساعدة في العثور على الصندوق الاسود للطائرة إذا لم يعثر عليه خلال 24 ساعة. وأعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني انه “منتصف ليل 27-28/1/2010، أفاد طاقم المدمرة الاميركية (Ramage.S.S. ) العاملة مع القوات البحرية اللبنانية والدولية في عملية التفتيش عن الطائرة الاثيوبية المنكوبة، إنه تلقى إشارات بثها الصندوق الاسود العائد للطائرة المذكورة تقوم حالياً السفينة المدنية (Ocean Alert) بمسح أعماق منطقة البث، للعثور على الصندوق الأسود وانتشاله، وسوف يتم تزويد وسائل الاعلام بالمعلومات المستجدة فور ورودها”. كما أعلن فوج الإطفاء اللبناني ان عناصره عثروا امس على قطعة من الطائرة المنكوبة على شاطئ الرملة البيضاء (بيروت) وسلمت الى غرفة العمليات المستحدثة في القاعدة البحرية التابعة للجيش اللبناني في بيروت. ونقلت سيارات الصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت امس ثلاثة أشلاء تعود لضحايا الطائرة، ليرتفع بذلك عدد الاشلاء التي تم العثور عليها منذ سقوطها حتى عصر امس الى 23 قطعة، حيث تجري عليها فحوص “دي ان اي” لمعرفة هوية أصحابها. وأكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي انه لم يتم العثور على الصندوق الاسود بل تم تحديد المنطقة التي تصدر منها ذبابات ولفت الى أن البحث قد يستغرق كل ساعات النهار وقد يمتد لساعات الليل. وشيّع لبنان امس أربعة من ضحايا الطائرة الاثيوبية في ثلاثة مآتم حاشدة، شارك فيها ممثلون عن الرؤساء الثلاثة وقادة الكتل البرلمانية والقوى العسكرية. وهم الطفلة جوليا الحاج (دفنت في بيروت)، انيس صفا وحيدر مرجي (دفنا في بلدتهما زبدين قرب مدينة النبطية في جنوب لبنان) وطوني الياس الزاخم (دفن في بلدته ددة في قضاء الكورة في شمال لبنان). ورفعت جميع القرى التي سقط لها ضحايا في كارثة الطائرة الاثيوبية الرايات السوداء فوق المنازل وعلى المآذن والكنائس تعبيراً عن الحداد، اضافة الى لافتات تعبر عن الحزن والاسى على الضحايا. وألقى عدد من طلاب المدارس وروداً على مياه شاطئ البحر قبالة خلدة تحية لأرواح الضحايا الذين لا يزالون مجهولي المصير