الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وفاة السياسي والصحفي اللبناني غسان تويني

وفاة السياسي والصحفي اللبناني غسان تويني
9 يونيو 2012
بيروت (الاتحاد، وكالات)- توفي السياسي والدبلوماسي اللبناني غسان تويني الملقب بـ”عملاق الصحافة العربية” امس عن 86 عاما بعد أكثر من ستين عاما من العطاء الفكري والسياسي والنضال من أجل الحريات. وتحت عنوان “رحل.. فجر النهار”، اعلنت صحيفة “النهار” التي تملكها عائلة غسان تويني على صفحتها الأولى امس، رحيل “عملاق الصحافة اللبنانية والعربية وعميد النهار ومعلم أجيالها المتعاقبة منذ تولى مبكرا مسؤولياته فيها وباني مجدها وصانع الكلمة والفكر النائب والوزير والسفير والدبلوماسي وصانع الرؤساء والعهود والسياسات في زمن مجد لبنان ومجد الرجال”. وأعلنت الصحيفة أن مراسم دفن تويني ستقام عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم السبت في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت. وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان إن “لبنان خسر بغياب غسان تويني علما من أعلامه ورمزا وطنيا أصيلا”. وأشار إلى أن “الراحل كان مثالا في الوطنية الصادقة، دافع عن لبنان في كل المحافل العالمية بدبلوماسية لا تهادن على الثوابت الوطنية” و”نادى بوحدة لبنان وشعبه ودافع بقوة عن صيغة عيشه المميزة وكان صاحب الآراء السديدة التي تجمع ولا تفرق”. وقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ابرز أركان المعارضة، في بيان إن “لبنان من دون غسان تويني يخسر إشعاعا فكريا وثقافيا مميزا طالما تباهى به اللبنانيون حتى أصبح مثالا يحتذى في حرية التعبير والانفتاح والدفاع عن الديمقراطية والاستقلال والسيادة”. وأضاف “عزاؤنا الوحيد في غياب غسان تويني أن الحرية لن تموت وان النهار مستمرة”. وكان غسان تويني الذي عاش مآسي عديدة في حياته الشخصية كتب كعنوان على الصفحة الأولى لجريدته يوم مقتل نجله الصحفي والنائب جبران تويني العام 2005 بسيارة مفخخة “جبران لم يمت والنهار مستمرة”. وقتل جبران في خضم الاغتيالات التي طالت بين عامي 2005 و2008 شخصيات سياسية وإعلامية وأمنية مناهضة للنظام السوري في لبنان. ودعا غسان تويني يوم مات جبران إلى التعالي عن الأحقاد والتسامح. وبعد أن كان في بداية عمله السياسي من مؤيدي التيار القومي العربي السوري، بات من أشد منتقدي النظام السوري خلال فترة النفوذ السوري على لبنان من بداية الثمانينات وحتى 2005. وقال عنه الوزير السابق والنائب الحالي مروان حماده “لقد غاب احد آخر أبطال حرية التعبير في لبنان وفي العالم العربي”. وأضاف حمادة وهو شقيق زوجة غسان تويني الأولى إن تويني “صنع من النهار الصحيفة المستقلة الكبرى في العالم العربي في وقت لم يكن احد يجرؤ خارج لبنان على كتابة سطرين لا يمجدان الحكام والأنظمة الاستبدادية”. بدأ غسان تويني عمله الصحفي وهو في أوائل العشرينات في جريدة النهار التي أسسها والده العام 1933. وما لبث أن دخل المجال السياسي واصبح عضوا في البرلمان وكان في الخامسة والعشرين من عمره. شغل مناصب وزارية مهمة. وكان مندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في أوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحان إسرائيليان. وينظر إلى غسان تويني على نطاق واسع على أنه “عراب” القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 1978 والذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من لبنان. وقال وزير الثقافة السابق طارق متري المقرب منه لفرانس برس “خسرنا شخصية مارست السياسة المترفعة عن النزاع على السلطة، السياسة التي تتمحور حول الخير العام والتي يوجد بينها وبين الثقافة ارتباط حميم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©