الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

استعراض القوة في حفلة الشعب

استعراض القوة في حفلة الشعب
23 ابريل 2006
أكرم يوسف:
هل حسمها الوحدة ؟ أم أن للأهلي والجزيرة رأياً آخر؟
هل مازال للعين بقايا أمل في المنافسة ؟ أم انتهت اللعبة؟
كل هذه التساؤلات أفرزتها نتائج الجولة التاسعة عشرة التي حملت لنا نتائج منطقية وأخرى غير متوقعة سواء في التوقيت أو عدد الأهداف منها فوز الشباب على العين بالقطارة وخسارة الشعب بملعبه بالخمسة أمام الوحدة، وخسارة الوصل بالأربعة أمام النصر ·
والأكثر غرابة من النتائج هو ارتفاع معدل تسجيل الأهداف بصورة غير مسبوقة، فهل يصدق أحد أن الجولة 19 شهدت أكبر عدد من الأهداف منذ بداية الدوري وصل إلى 28 هدفاً في 6 مباريات في وقت يفترض فيه أن تزداد مساحة الحرص والحذر قبل ثلاث جولات من النهاية نظراً لتأثير نتائج تلك المباريات على سباق القمة أو القاع، ولكن وجود فرق تلعب بلا هدف مثل الشعب والشارقة والوصل انعكس على الأداء والنتائج والأهداف ·
ورغم اقتراب بعض الفرق بقوة من اللقب مثل الوحدة يليه الأهلي ثم الجزيرة، وابتعاد البعض الآخر مثل العين والشباب إلا انه من المبكر جداً أن نراهن على البطل من الآن لأن دوري الإمارات علمنا أن ننظر دائماً للأمام ونراهن على المستقبل لأن الأداء يختلف من مباراة إلى مباراة ومن جولة لأخرى، ومن المشاهد الطبيعية في الدوري أن نرى فريقاً يخسر أمام خصم متواضع ويفوز على فريق كبير، والعكس صحيح مما يزيد من صعوبة رسم سيناريو للجولات المقبلة لأن هناك أكثر من سيناريو قفزت على السطح منذ بداية الدور الثاني وانتهت صلاحيتها سريعاً·
سيناريو يضع الأهلي في مقدمة السباق للنهاية، وآخر يؤكد عودة العين، وثالث ينتظر القادمين من الخلف الجزيرة والشباب·
ولكن بعد كل جولة تتغير القناعات وتختلف الحسابات لغياب الاستقرار وثبات المستوى لتغيير المدربين والإصابات والأجانب وطول فترات التوقف·
وإذا كان الأهلي قد خسر أمام الوحدة الجولة الماضية، والعين خسر هذه الجولة بملعبه أمام الشباب، فإن الوحدة مازال محتفظاً بموقعة في الصدارة تتغير الظروف وتتراجع النتائج ويرحل نجوم ومدربون ولكن الفريق كما هو متمسك بالقمة والحلم للنهاية·
سناريو جديد
وبعد أحداث الجولة التاسعة عشرة التي شهدت ثورة الوحدة وإصرار الأهلي واستقرار الجزيرة وتراجع العين أصبحنا أمام سيناريو جديد ولكنه ايضاً قابل للتغيير أكثر من مرة في الجولات المقبلة·
الوحدة إذا ما أراد الاحتفاظ باللقب عليه أن يجمع 7 نقاط من التسع المتبقية في الجولات الثلاث أمام دبا الحصن بملعبه والعين والشارقة خارج ملعبه، وخسارة مباراة واحدة من الثلاث ستضع الفريق أمام مباراة فاصلة مع الأهلي صاحب المركز الثاني في حالة فوزه في كل مبارياته المتبقية أمام الشارقة وبني ياس خارج ملعبه والوصل على ملعبه·
إذا البطولة الآن وبعد الجولة التاسعة عشرة بين أقدام الوحدة والأهلي أما الجزيرة فمازال في السباق يسير بخطوات هادئة ومستواه يرتفع من مباراة لأخرى ولا يفصل بينه وبين الوحدة المتصدر سوى خمس نقاط ومن الصعب أن يخسر الوحدة أو الأهلي خمس نقاط في ثلاث مباريات حتى يدخل الجزيرة، ومن الصعب أن يخسر الوحدة والأهلي 7 نقاط حتى يعود العين للمنافسة أو 8 نقاط حتى يستعيد الشباب الحلم·
استعراض القوة
رغم الفارق الكبير بين الوحدة والشعب في الطموحات والمستوى والخبرات والنقاط إلا أن أحداً لم يتوقعها 'حفلة أهداف' لأن الشعب على يد المدرب التونسي الجديد يوسف الزواوي ظهر بوجه مختلف واستعاد الكثير من مكانته وبات يقدم كرة هجومية ممتعة وأعاد توظيف قدرات بعض اللاعبين وفاز على الشارقة 5-4 ثم خسر من الوصل 2- صفر وتعادل مع بني ياس 1-1 قبل أن يفوز في الجولة الماضية 2- صفر على الشباب بملعبه·
ورغم الحالة الرائعة التي يعيشها الشعب إلا أن الوحدة الذي فاز في الجولة الماضية على الأهلي في 'قمة الموسم' كان على موعد جديد مع الإبداع والتألق وقدم استعراضاً للقوة خارج ملعبه وخرج فائزاً بخمسة أهداف نظيفة مع الرأفة وأثبت للجميع أنه لن يتنازل عن حلم الاحتفاظ باللقب، وكان واضحاً من البداية أن حافز الوحدة لتحقيق الفوز أكبر للبقاء في القمة، وكان طبيعياً أن يفوز الوحدة ليس لأنه سبق له الفوز على الشعب بملعبه في آخر ثلاثة مواسم ولكن لأن الوحدة يملك خط هجوم هو الأخطر والأقوى والأكثر فاعلية هذا الموسم ويتكون من مترو وإسماعيل مطر وموريتو، بجانب استعادة الفريق للثقة والتوازن بين الخطوط والأكثر من ذلك صلابة خط الدفاع حيث لم تهتز شباك الفريق في آخر 180 دقيقة رغم انه واجه اختبارات صعبة وقوية أمام الأهلي الذي يضم فيصل خليل وسالم خميس وفرهاد مجيدي وخرج فائزاً بهدفين نظيفين، وأمام الشعب الذي يضم علي سامره هداف الدوري وخرج فائزاً 5- صفر وهو ما يعني أن الأداء الدفاعي للوحدة تحسن كثيراً في وقت مهم للغاية، يتطلب التسجيل وفي نفس الوقت عدم استقبال أهداف، ووصول الوحدة لتلك المعادلة منح الفريق مزيداً من الثقة في الدفاع وشجاعة في الهجوم وهو ما كان الفريق يفتقده في المباريات السابقة حيث كان يسجل ويدخل مرماه أهداف كثيرة، واحتفاظ الوحدة بشباكه نظيفة في آخر مباراتين أمام الأهلي والشعب لم يتحقق سوى مرتين فقط من قبل في الدوري أمام الشعب في الدور الأول عندما فاز 2- صفر، وأمام بني ياس الشهر الماضي عندما فاز 2- صفر·
الوحدة بدأ يتعامل بمزيد من الحرص والذكاء في المباريات الأخيرة لتعويض ما فاته، وإصراره على الفوز لايعني الاندفاع حتى لا تتأثر المساندة للجانب الدفاعي في المواجهات الفردية والمرتدات السريعة وشاهدنا أمام الأهلي يفوز بتسديدتين من خارج منطقة الجزاء، وأمام الشعب بكرات طولية خلف المدافعين، وجاء الهدف الأول والثاني والرابع بنفس الطريقة، أما الهدف الثالث فجاء من تمريرة ثابتة عرضية على رأس عبد الرحيم، والخامس بتسديدة من خارج المنطقة لعبد السلام جمعة·
فالوحدة الآن يعلب بواقعية وتركيز شديدين لأن المرحلة الحالية من عمر الدوري لا تتطلب مزيداً من المغامرات الهجومية، أو الاندفاع بعشوائية، وبات تحقيق الفوز دون مخاطرة هو شعار المرحلة سواء بتسديدات أو كرات طولية خاصة وأن هجوم الوحدة يملك من المهارات الفردية ما يؤهله للاختراق سواء بسرعة موريتو أو مهارات إسماعيل مطر أو انطلاقات حيدر ألو علي وفهد مسعود وعبد الرحيم جمعة·
والمفاجأة لم تكن في أداء الوحدة فهو قاد على الفوز ولديه هدف واضح، ولكن ردة فعل الشعب لم يشعر بها أحد فالفريق تستقبل شباكه ثلاثة أهداف في أول 20 دقيقة دون أن يثور ويهاجم بشراسة ويقاتل في الملعب، فقط تسديدات خجولة من خارج المنطقة، والسبب يبدو واضحاً تماماً فالشعب يلعب بدون هدف لأنه يسكن في المنطقة الدافئة، والأهداف الثلاثة في وقت مبكر من شأنها أن تؤثر على معنويات أي فريق، ولكن أن ينهار بهذه الطريقة وينال أول خمس له هذا الموسم فهذا مالم يتوقعه احد·
الخسارة السابعة
وفي الوقت الذي كان يتوقع فيه الجميع اقتراب العين أكثر وأكثر في الجولات المتبقية لاشتعال المنافسة حتى موعد القمة مع الوحدة يوم 11 مايو المقبل، فاجأ العين الجميع وتعرض للهزيمة السابعة هذا الموسم بملعبه أمام الشباب 2-1 ليخسر ثلاث نقاط مهمة ويتسع الفارق بينه وبين الوحدة إلى 7 نقاط كاملة وتصبح المهمة أكثر صعوبة حتى وإن فاز بكل مبارياته المتبقية لأنه ينتظر نتائج الآخرين ولا يملك مصيره بيده·
قدم العين عرضاً متواضعاً سواء في الدفاع أو الهجوم وظهر الارهاق على نجوم الفريق ولعب بدون أجانب لإصابة يستروفيتش وكيللي، بالإضافة إلى إصابة فهد علي قائد الدفاع وعلي مسري، وعدم وجود بدلاء بنفس القوة في الجانب الهجومي·
ولكن العين اعتاد على اللعب والتألق آخر موسمين في ظروف متشابهة تقريباً، ما بين إصابات وأجانب أقل من المستوى وضغط مباريات، وتغيير مدربين وفي النهاية فاز مرتين بكأس رئيس الدولة ومرتين بكأس الاتحاد واحتل وصيف كأس آسيا، ومن يتابع أداء العين منذ بداية الموسم والظروف التي تعرض لها لا يتوقع له الخروج ولو ببطولة واحدة فإذا به يخرج ببطولتين ويتصدر مجموعته الآسيوية، ويقاتل حتى النهاية في سباق الدوري·
ولكن أمام الشباب كان الأداء حماسياً أكثر، مزيج من الانفعال والتسرع بعد أن بدأ الشباب بالتسجيل مبكراً وأغلق كل المنافذ المؤدية لمرماه ونجح المدرب البرازيلي ويبر في تعطيل مصادر خطورة العين على الأطراف سواء الوهيبي على اليمين أو رامي يسلم وعبد الله علي على اليسار وبالتالي كانت معظم المحاولات الهجومية اختراقات من العمق وسط الزحام من نصيب دفاع الشباب، واعتمد الشباب في الهجوم على سرعة سالم سعد ومهارات اولادي وتمريرات إيمان مبعلي وتقدم علي محمد راشد من الوسط للمساندة الهجومية وأحرز الهدفين ،أما العين فقد افتقد للحلول وكانت المحاولات الهجومية تقليديه تفتقد للسرعة والمفاجآة وبمرور الوقت تحولت إلى حماسية وغاب صانع الألعاب وانعدمت الخطورة داخل منطقة الجزاء رغم السيطرة، وقبل النهاية جاء هدف العين الوحيد بمحاولة فردية للوهيبي·
الجزيرة والأهلي
وإذا كانت مهمة الأهلي سهلة أمام دبا الحصن في الشوط الثاني وفاز بالأربعة بعد معاناة الشوط الأول واحتفظ بالمركز الثاني وبالأمل في الفوز باللقب، فإن الجزيرة يواصل مسيرته بهدوء وثقة وكانت مهمته أكثر صعوبة أمام الشارقة وفاز 3-2 وعاد أوجبيشي للتألق وأحرز هدفين واحتفظ محمد عمر بفاعليته وأحرز هدفاً وصنع آخر·
الجزيرة الذي تقدم للمركز الثالث برصيد 36 نقطة وبفارق خمس نقاط عن الوحدة يعيش حالة من الاستقرار ولم يتعرض للخسارة في آخر 6 مباريات وبالتحديد منذ يوم 29 يناير الماضي عندما خسر بالأربعة من العين، ومن المباريات الست الأخيرة فاز في خمس وتعادل في واحدة·
وإذا كان الجزيرة يترقب تعثر الأول والثاني فإن الأهلي يراهن على تعثر الوحدة المتصدر في أي من مبارياته الثلاث المقبلة حتى يستعيد الأمل في مباراة فاصلة،
وفي دربي دبي بين الكبيرين النصر والوصل قاد هولمان الموج الأزرق للفوز الأول له مع الفريق بعد أن خسر المباراة الماضية أما الشارقة 4-،3 وقدم النصر عرضاً رائعاً وفاز بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة تألق فيها درويش أحمد وأحرز هدفين وفيصل الأدريسي ومحمد إبراهيم ويوسف موسي·
وفي القاع فض الإمارات الاشتباك على المركز العاشر وابتعد خطوة عن منطقة الخطر وفاز على بني ياس 3-·1
وبنهاية هذه الجولة يعود الدوري ليتوقف من جديد حتى السابع من مايو المقبل لمشاركة العين والوحدة في دوري أبطال آسيا، والمباراة الودية للمنتخب أمام سوريا، بعدها يعود الصراع ليدخل مرحلة الحسم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©