الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دكة «البدلاء» تحمل أسرار «الماتادور» غير المعلنة

دكة «البدلاء» تحمل أسرار «الماتادور» غير المعلنة
10 يونيو 2012
جنيفينو (د ب أ) - عندما قال خوان ماتا: “لن يلعب من الـ23 لاعبا سوى 11 لاعبا فقط”، عكس لاعب خط وسط المنتخب الأسباني لكرة القدم القدرة الكبيرة التي يتمتع بها منتخب بلاده على مستوى اللاعبين البدلاء. فمن الصعب أن يتصور أحد أن لاعبين مثل ماتا وسيسك فابريجاس وفيكتور فالديس أو فيرناندو يورنتي الذين يعتبرون من أبرز نجوم أنديتهم، سيكون مكانهم مقاعد البدلاء عندما تلعب بلادهم. والمشكلة هي أن المباريات قصيرة للغاية على منح دقائق لعب لكل لاعبي الجيل الذين لم تشهد لهم الكرة الأسبانية مثيلا طوال تاريخها. وقال ماتا في تصريحات له هذا الأسبوع: “هدفي هو أن ألعب قدر المستطاع، يوجد منافسة شديدة في المنتخب ولا يمكن أن يلعب سوى 11 لاعبا فقط من الـ23 لاعبا. عليك دائما أن تؤازر فريقك، سواء كنت تلعب أم لا، كلنا نريد الأمر ذاته، أن نفوز بلقب يورو مع أسبانيا”. ويعتبر ماتا تجسيداً جيداً لهذه المفارقة، فلاعب خط الوسط الأسباني الذي يعتبر حجر زاوية مهما في فريق تشيلسي الإنجليزي الفائز ببطولة دوري أبطال أوروبا هذا العام يتمنى اللعب لدقائق معدودة مع منتخب بلاده في بطولة الأمم الأوروبية الحالية “يورو 2012”. وقال ماتا إنه لعب مع تشيلسي: “دقائق عديدة وشعرت أنني لاعب مهم، ولكن هنا مع المنتخب يوجد لاعبون يتمتعون بخبرة دولية واستحقوا أماكنهم الأساسية بالفريق عن جدارة، لا يوجد لدي سوى خطة واحدة وهي أن أواظب على العمل الشاق حتى ألعب قدر المستطاع”. وتوجد حالة أخرى مثيرة للاهتمام في منتخب إسبانيا تتمثل في مهاجم برشلونة بيدرو الذي لعب ضمن التشكيل الأساسي لبلاده في نهائي بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، التي فازت أسبانيا بلقبها، ولكنه كافح طويلا حتى نجح في الانضمام لقائمة المنتخب الأسباني المشارك في يورو 2012. وقال بيدرو: “أشعر أنني بحالة جيدة، وهذا جيد، ولكن المدرب سيقرر بعدها ما إذا كان سيستعين بخدماتي، يجب أن تظل مستعدا بنسبة 100% تحسبا لقيام المدرب باختيارك”. ولاشك في أن الدخول بفريق يعمل بنظام كعقارب الساعة خلال السنوات الأربع الماضية هو أمر بالغ الصعوبة. وقال بيدرو: “لدينا أفضل لاعبي العالم (بمنتخب أسبانيا)”. وفي ظل كل هذا، فإن الشيء الوحيد الذي يفعله البدلاء في منتخب أسبانيا الآن هو انتظار فرصتهم واستغلالها على أفضل نحو، وهذا هو أفضل ما فعله خوردي ألبا على سبيل المثال، فقد ظل فيسينتي ديل بوسكي مدرب أسبانيا يختبره لمدة عامين كبديل لخوان كابديفيلا حتى نجح اللاعب أخيرا في إقناع مدربه. ومن الممكن الآن اعتبار ألبا من اللاعبين الأساسيين الجدد في إسبانيا، ويعتبر ديفيد سيلفا مثالا آخر بأسبانيا، فقد قال لاعب نادي مانشستر سيتي الإنجليزي قبل أشهر قليلة إن لديه شعورا بأن ديل بوسكي لا يثق فيه ولكن المدرب الأسباني أبدى إعجابه بإصرار اللاعب ليصفه الآن بأنه “ميسي الأسباني” وبذلك فقد أصبح سيلفا لاعبا أساسيا جديدا آخر بمنتخب أسبانيا. ولكن انضمام سيلفا إلى التشكيل الأساسي الأسباني تحول إلى ضربة جديدة لفابريجاس الذي لم يحقق حتى الآن مع منتخب بلاده التألق الكبير الذي حققه على مستوى الأندية، في البداية مع آرسنال الإنجليزي ثم مع برشلونة. وتضم مقاعد بدلاء أسبانيا كذلك سانتي كازورلا قائد فريق ملقة الحالي الذي قاد فريقه إلى التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه. ولطالما أعجب ديل بوسكي بكازورلا ولكن وجود لاعبين مثل أندريس إنييستا أو حتى سيلفا بالفريق يمنع وصوله إلى التشكيل الأساسي لأسبانيا. أما حارس المرمى فيكتور فالديز فقد نجح في انتزاع مكان الحارس بيبي ريينا في منتخب أسبانيا ولكنه لم يتمكن من التقدم أكثر نحو مركز الحارس الأساسي للفريق بسبب عدم إمكانية المساس بقائد الفريق وحارسه الأساسي حاليا إيكر كاسياس، سواء بسبب ارتفاع مستوى أدائه في الملعب أو بسبب مكانته كقائد للفريق. الأمر الغريب هو أن الهدوء مازال يسود غرفة تغيير ملابس تضم كل هؤلاء اللاعبين الكبار. فقد صرح ديل بوسكي لصحيفة “ماركا” الأسبانية قائلا: “لم نصبح أبطالا، إلا عندما تغلبنا على غرورنا الشخصي”. ولاشك في أن هذا الأمر يعتبر سرا آخر من أسرار نجاح أسبانيا. ولطالما عرف عن ديل بوسكي أنه قائد مجموعة ناجح. ومن الواضح أن مهاراته كأخصائي نفسي مازالت في أوجها , على الأقل طالما ظل الفوز حليفا له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©