محمد سيد أحمد (أبوظبي)
يرى منذر عبد الله المدرب والمحلل الفني أن هدف المنتخب الوطني أصبح واضحاً ويتمثل في الحصول على النقاط الثلاث أمام العراق، لأن أي نتيجة بخلاف ذلك ستجعل الوضع في التصفيات أصعب عن ما هو عليه، هذا إن لم يجعل الحظوظ تتلاشى في التأهل إلى مونديال روسيا 2018، مشيراً إلى المباراة لا تحتمل التعادل لأي من طرفيه لذلك على منتخبنا أن يبحث عن الفوز بالدرجة الأولى لأنه يعيد الأبيض إلى المنافسة بقوة من جديد.
وقال منذر عبد الله: صحيح أن آمال العراق أقل كثيراً، بحكم أنه يملك 3 نقاط فقط، لكن يجب ألا ننسى أنه قادم من فوز، وليس أمامه سوى أن يردفه بآخر، ومن هنا تكمن صعوبة اللقاء، الذي يجب على الجهاز الفني لمنتخبنا بقيادة مهدي علي أن يغامر هجومياً وبحساب حتى يتحقق المطلوب، ومن المهم جداً أن يكون العمل متكاملاً في هذه المباراة بدء من اختيار التشكيلة المناسبة، بحيث يدفع بالخيارات الأفضل، والأهم ألا نتأخر في الدخول لأجواء المباراة وأن يكون الحضور قوياً من الدقيقة الأولى، خاصة أن المنافس سيعمل على هذه الجزئية، وبالتالي البداية لا بد أن تكون صحيحة، لأن مثل هذه المباريات لا تحتمل ارتباكاً أو عدم إظهار الرغبة القوية في الفوز والعمل من أجله منذ البداية، خاصة أن منتخبنا مطالب بحسم المواجهة من الشوط الأول، لأن عددا من العوامل سيكون لها تأثير في حال لم نسجل في الشوط الأول، ونستغل الفرص التي تتهيأ بالشكل المناسب.
وتابع: وتتمثل هذه العوامل في الوقت والمنافس الذي يستغل هذا الوضع بجانب أن الضغط سيكون أكبر على لاعبينا، وبشكل عام عدم تسجيل أهداف في الشوط ليس في مصلحة الأبيض، وهنا لابد ربط ذلك بالتشكيلة المناسبة التي علينا أن نستهل بها اللقاء، وأن يكون الأفضل والأكثر جاهزية في جميع خطوط اللعب حاضرا من البداية، حتى لا ندخل في حسابات معقدة خلال المواجهة التي أعتبرها صعبة جدا، لأنها تعد مفترق طرق وحاسمة بشكل كبير في تحديد مسار المنتخب في هذه التصفيات.
وواصل منذر عبد الله حديثه: هناك الكثير من الأخطاء التي تكررت في المباريات السابقة، والتي وخاصة أخطاء المنظومة الدفاعية التي يجب أن تعمل بكفاءة عالية أمام العراق، وهناك فقدان التركيز في أجزاء من المباراة كما حدث أمام المنتخب السعودي، الذي حول مسار اللقاء خلال 10 دقائق فقط نتيجة لفقدان التركيز.
وقال منذر عبد الله: السيطرة لا تتوفر لأي منتخب طيلة الـ90 دقيقة، لكن في اللحظات التي نفقدها فيها من المفروض أن نكون أكثر حذراً ولا نسمح باستقبال مرمانا لهدف، وعندما نستحوذ ونفرض إيقاعنا من المفترض أن نستثمر الفرص، ونستفيد منها على أفضل وجه، خاصة أن العراق ليس بالفريق السهل، ويملك الحافز والأدوات لتسجيل الحضور القوي في المباراة، لذلك فإن استهلالنا الجيد سيكون له أثره الكبير في التحكم بمجريات هذه المواجهة وتسييرها إلى الوجهة التي نريدها، وهنا يجب أن يكون القتال بحماس داخل الملعب من سمات جميع لاعبي الأبيض حتى يستطيعوا أن يستثمروا عامل الأرض والجمهور بطريقة مثالية، لأن هذا سيغطي على أي نقص يكون موجوداً في المنتخب، وعلى كل لاعب أن يبذل قصارى جهده.
ويضيف منذر عبد الله: المنتخبان مكشوفان لبعضهما البعض، ولا توجد أسرار خافية على أي من الطرفين، لذلك على الجهاز الفني للأبيض أن يعمل على مفاجأة المنافس، بالتركيز على اللعب الجماعي حتى تتنوع الخيارات في التسجيل، ولا ننسى هنا أن مفاتيح اللعب في الأبيض معروفون للعراق، وسيعمل على مراقبتهم والحد من خطورتهم، لذا فإن الجماعي في الأداء ستمثل مفاجأة للمنافس، وتجعل الحضور أقوى للأبيض، الذي نثق في أنه قادر متى ما ظهر بمستواه الحقيقي، أن يبدع داخل الملعب، ويحقق المطلوب منه، وأعتقد أن الجميع من الجهازين الفني والإداري واللاعبين على قدر التحدي والمسؤولية، واستفادوا كثيرا من درس المباراة السابقة أو الأخطاء التي حدثت خلال التصفيات، ويدركون جيداً أهمية هذه المواجهة التي لا تقبل الخسارة أو أنصاف الحلول.
وطالب منذر عبد الله الجمهور أن يطوي صفحة خسارة السعودية، وأن يقوم بدوره تجاه المنتخب، لأن الجميع يعلم أن هذه المباراة بمثابة فرصة أخيرة للعودة إلى المسار الصحيح في التصفيات وتحتاج وتتطلب وقفة قوية من الجمهور خلف المنتخب وحضور كبير في مدرجات استاد محمد بن زايد، وأن يكون التشجيع حضارياً وقوياً حتى يبثوا الحماس في النفوس، ويقودوا اللاعبين للقتال بشراسة في الملعب.
وشدد منذ عبد الله على التركيز وأن تكون اللياقة الذهنية في قمتها، عند جميع اللاعبين، وأن ستغل دكة البدلاء بشكل مثالي خاصة أن الأبيض لديه احتياط متميز لا يقل كفاءة عن التشكيلة الأساسية، بحيث تكون التبديلات خلال المباراة في التوقيت المناسب وحسب الحاجة التكتيكية للمنتخب وليس دخول لاعب على حساب أخر يقوم بالدور نفسه.
عدد اليوم
