السكر.. والقهوة.. ومزيلات العرق

لا يمر يوم دون أن تطالعنا الأخبار الطبية بتطورات واكتشافات وتأكيدات بحثية جديدة، يأتي بعضها منسجماً أو مكملاً لما سبقها من جهود، والبعض منها نراه متضارباً معها، أو يسوق حقيقة أو نتيجة مغايرة ومتناقضة لما سبق. آخر هذه الجهود هو ما كشفت عنه دراسة أميركية أجراها فريق من المتخصصين في الصحة والأغذية على 6112 شخصاً”، في أن استهلاك السكر بكثرة يرفع نسبة الكوليسترول الجيد بالنسبة للرجال، في حين يرفع من نسبة الكوليسترول السيئ لدى النساء. وأشارت الدراسة إلى وجود علاقة بين الكوليسترول الناتج من الغذاء الذي يتناوله الفرد وأمراض القلب، خاصة لدى مرضى السكرى، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ في الدم، لذلك يجب عمل توازن في المأكولات والبعد عن الدهون والزبد والجبن، ويفضل التركيز على الخضراوات والفاكهة والحبوب وزيت الزيتون والسمك، بالإضافة إلى الرياضة والمشي الذي يساعد على إيجاد توازن بين الكوليسترول الجيد والسيئ، ويمنع من امتصاصه في الجهاز الهضمي، حيث تم التخلص منه دون أن يستفيد منه الجسم. ? في دراسة أميركية أخرى، لوحظ أن بعض أنواع سرطان الثدي لدى الإناث تتكون في المناطق القريبة من الإبط، حيث يرتفع فيها تركيز ترسبات مزيلات العرق، ومن ثم تحذر هذه الدراسة النساء من الإكثار من استخدام مزيلات العرق؛ لأنها قد تزيد من فرص إصابتهن بسرطان الثدي، لما تحتويه هذه المزيلات من مواد كيميائية تحافظ على صلاحية هذه المنتجات لأطول فترة ممكنة، وتعرف باسم “بارابين”، وتأثيرها يشبه تأثير هرمون “الأستروجين” المعروف عنه أنه أحد مسببات زيادة فرص الإصابة ببعض أنواع سرطان الثدي، ولوحظ وجود نحو 99% من هذه المواد الكيميائية في أنسجة الثدي المصابة، مما دفع كبرى شركات تصنيع مزيلات العرق إلى التوقف عن الاستعانة بهذه المواد الكيميائية في تصنيع مزيلات العرق. ? تباينت أيضاً الدراسات والأبحاث حول تناول القهوة، وفوائدها ومضارها، ورغم أن معظم الناس يدركون مضار تناول القهوة المتمثلة في الأرق أو التوتر أو في رفع ضغط الدم، إلا أن هناك أبحاثاً جديدة تؤكد وجود كثير من فوائد شرب القهوة، أهمها الحماية من الكثير من الأمراض الخطيرة المتمثلة في الوقاية من سرطان الكبد. وقد كشفت دراسة شملت سكاناً من أصول صينية في سنغافورة أن شرب ثلاثة أو أكثر من أكواب القهوة يومياً، يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 44 بالمائة. وقد أجرى مجموعة من أطباء الكبد بمعهد تيودور بلهارس، أبحاثاً ودراسات عن تأثير القهوة على الكبد، وتأثيراتها في منع الإصابة بسرطان الكبد، بسبب احتوائها على مواد كيمائية كثيرة أهمها الكافيين والديبترين وحمض الكلوروجينيك والبوليفينول، وأثبتت أن شرب القهوة بانتظام يحسن من وظائف الكبد ويقلل من التليف، ويقي من سرطان الكبد بفضل مضادات الأكسدة وحمض الكلوروجينيك والديبترين. وأن شرب القهوة بانتظام يقلل من نسب حدوث سرطان الكبد بنسبة 51%، وكلما زادت نسبة شرب القهوة كلما زادت الحماية من سرطان الكبد، بل إنها تحسن الاستجابة المبدئية والنهائية لعقار “الأنترفيرون” بسبب وجود مضادات الأكسدة بها، فضلاً عن تحفيزها لعمل الأنسولين. وسلامتك! المحرر | kho rshied.harfo sh@admedia.ae