أزمة الديون الأوروبية تدفع النفط إلى التراجع

تراجعت أسعار النفط الخام أكثر من دولار أمس، لتواصل خسائر الأسبوع الماضي مع تنامي العزوف عن المخاطرة، بعد تأجيل وزراء مالية دول منطقة اليورو قراراً نهائياً بشأن قروض طارئة إلى اليونان. في الوقت نفسه، ذكر وزير النفط الكويتي محمد البصيري أن الكويت تنتج حالياً في المتوسط بين 2,55 مليون و2,7 مليون برميل يومياً من النفط الخام. وتراجع خام برنت 1,25 دولار للبرميل إلى 111,96 دولار في حين فقد الخام الأميركي 1,38 دولار مسجلاً 91,63 دولار للبرميل بحلول (الساعة 08,27 بتوقيت جرينتش). وأجل وزراء مالية منطقة اليورو اتخاذ قرار نهائي بشأن تقديم قروض طارئة بقيمة 12 مليار يورو (17 مليار دولار) إلى اليونان لحين إقرار إجراءات تقشف صارمة من جانب أثينا الأمر الذي دفع العملة الموحدة للتراجع. وارتفع مؤشر الدولار 0,4%، مما خفض أسعار السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية. وقال توني نونان، مدير المخاطر لدى “ميتسوبيشي كورب” في طوكيو، “توجد مخاوف شاملة من أن أزمة اليونان تخرج عن السيطرة، في نهاية الأمر سيحصلون على المساعدة، لكن هناك الخوف من انتقال العدوى، من أزمة مصغرة بعد فترة غير طويلة من انهيار ليمان برازرذ”. كان برنت سجل 113,21 دولار للبرميل عند التسوية يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى له منذ 24 مايو، منخفضاً بذلك 4,7% في أكبر خسارة أسبوعية له منذ الأسبوع المنتهي في السادس من مايو. وسجل الخام الأميركي 93,1 دولار للبرميل هابطا 2,4% وهو أدنى مستوى له منذ 18 فبراير. على صعيد آخر، قال وزير النفط الكويتي لقناة “العربية” الفضائية إن “معدل انتاجنا حالياً تقريباً ما بين 2,55 مليون برميل في اليوم و2,7 مليون برميل في اليوم وهذا ما يحتاج اليه السوق على الأقل، أو ما يأتينا من طلبات من زبائن الكويت المعتمدين”. وأظهر أحدث مسح شهري لـ”رويترز” في اواخر مايو أن الكويت، رابع أكبر مصدر للنفط في العالم، انتجت 2,44 مليون برميل يومياً في مايو. ويقول محللون إن اخفاق منظمة “أوبك” في مطلع يونيو في الاتفاق على زيادة الإنتاج مهد الطريق أمام الدول الاعضاء التي لديها طاقة فائضة كافية لرفع الانتاج بصورة منفردة. وجاء تحرك الكويت بعد تعهدات من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، برفع الانتاج بصرف النظر عن سياسة “أوبك” الرسمية. وأبلغت مصادر بقطاع النفط “رويترز” الأسبوع الماضي أن من المتوقع أن يقفز الانتاج السعودي إلى نحو عشرة ملايين برميل يومياً في يونيو. وقال محمد البصيري لتلفزيون “العربية”: “ليس من سياستنا اغراق السوق أو انزال الأسعار أو محاولة إغراق السوق بما لا يحتاجه”. وتحث الدول المستهلكة منظمة “أوبك” لضخ المزيد من النفط لتعويض توقف الامدادات الليبية وللحيلولة دون تضرر النمو الاقتصادي جراء تضخم أسعار الوقود.