«أخبار الساعة»: «أوبك» تضطلع بدور حيوي في الاقتصاد العالمي

أكدت نشرة «أخبار الساعة» أهمية دور منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في تحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي، حيث تدخلت في أسواق النفط بعدد من القرارات، خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية وعدلت كميات الإنتاج أكثر من مرة ما ساعد على ضبط أسعار النفط العالمية ومنع تذبذبها بالشكل الذي قد يعوق تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات الأزمة المالية التي أصابته. وتحت عنوان “دور أوبك في عيدها الخمسين” قالت “أخبار الساعة” إن الدور الذي أنشئت من أجله “أوبك” عام 1960 تمحور حول حماية مصالح الدول المؤسسة لها وهي في ذلك الوقت السعودية والعراق والكويت وإيران وفنزويلا في مواجهة شركات النفط العالمية الكبرى التي كان يطلق عليها حينذاك الأخوات السبع، خاصة فيما يتعلق بسياسة الأسعار. وأضافت النشرة التي يصدرها “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” أنه بانضمام ثماني دول أخرى إلى عضوية “أوبك” على مدار العقود التالية اكتسب دورها المزيد من الأهمية بل وتحول إلى دور عالمي، حيث إن اتساع عضويتها بهذا الحد زاد نصيبها من احتياطات النفط العالمية إلى حوالي “80” بالمائة وجعلها تسهم بنحو “40” بالمائة من الإنتاج العالمي منه، فازدادت أهميتها على الخريطة العالمية للنفط الذي يعد المصدر الحيوي للطاقة في العالم وبهذه الكيفية فقد أصبحت قرارات المنظمة أحد أهم المتغيرات التي تترقبها الأوساط الاقتصادية العالمية. وقالت إن دور “أوبك” برز أكثر وأكثر على مدى الخمسين عاماً الماضية، حيث تحولت من مجرد منظمة هادفة إلى حماية مصالح أعضائها من منتجي النفط إلى واحدة من أهم المنظمات الدولية وباتت تضطلع بدور حيوي في الاقتصاد العالمي خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية من خلال التحكم في كميات إنتاج النفط سواء بالزيادة أو التخفيض وفقاً لظروف الأسواق واحتياجات الاقتصاد العالمي ووفقاً لمراحل الازدهار أو الانكماش التي يمر بها. وأشارت إلى أن أهمية دور المنظمة وحيويته اتضحت بشكل جلي خلال العامين الماضيين اللذين شهدا الأزمة المالية العالمية التي تعد أسوأ أزمة مالية يمر بها الاقتصاد العالمي منذ أزمة الكساد الكبير التي وقعت في عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته، مشيرة إلى أنها بدت خلال هذين العامين وكأنها رمانة ميزان أسواق النفط والطاقة ومن ثم استقرار الاقتصاد العالمي بوجه عام، حيث تدخلت في أسواق النفط بعدد من القرارات وعدلت كميات الإنتاج أكثر من مرة ما ساعد على ضبط أسعار النفط العالمية ومنع تذبذبها بالشكل الذي قد يعوق تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات الأزمة. وقالت إنه وإذا كان دور “أوبك” قد اكتسب هذا القدر من الأهمية والمحورية خلال الخمسين عاماً الماضية، فإن الخمسين عاماً المقبلة تحمل في طياتها العديد من التحديات التي على المنظمة أن تمتلك رؤية واضحة للتعامل معها .. مشيرة إلى أن أبرز هذه التحديات التوجه العالمي للتحول إلى عصر الطاقة المتجددة والنظيفة كبديل لمصادر الطاقة الحالية وفي مقدمتها النفط للحد من التلوث البيئي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري وكآلية لتنويع مصادر الدخل وتحقيق التنمية المستدامة. ودعت “أخبار الساعة” في ختام افتتاحيتها إلى ضرورة ألا يقتصر احتفال “أوبك” بمرور خمسين عاماً على تأسيسها الذي سيقام رسمياً في السعودية يوم 18 أكتوبر المقبل على الطابع الاحتفالي فحسب، وإنما يجب أن يكون مناسبة لمناقشة هذه التحديات وتأثيرها في دور المنظمة ومحاولة رسم ملامح جديدة لهذا الدور على مدى الخمسين عاماً المقبلة بما يبقي على أهمية المنظمة ومحورية دورها كإحدى أهم المنظمات الدولية كما كانت خلال الخمسين عاماً الماضية.