الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الخوارج» أول حركة متطرفة بين المسلمين

23 يونيو 2015 22:30
أحمد محمد (القاهرة) عرف التاريخ الإسلامي بعد عهد النبوة عدداً من حوادث العنف من الأفراد والجماعات المنظمة، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة من ظهور تلك التنظمات الإرهابية. فقد بدأت خلافات المسلمين بعد وفاة الرسول، في السياسة وليس في الدين، حيث كان الخلاف الأول في الإمامة، مما أدى إلى ظهور فرقة الخوارج، حيث يُرجع العلماء والمؤرخون التطرف الديني في الإسلام إليهم وهم الذين خرجوا على مبدأ التحكيم بين علي ومعاوية رضي الله عنهما وتكفيرهما ومن قام بالتحكيم مثل أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص رضي الله عنهما. دوافع سياسية ويؤكد التاريخ أن «الخوارج» أول حركة متطرفة ظهرت بين المسلمين، والتي تعد أخطر شقاق ظهر أثناء خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، حين فارقه معظم من كانوا معه استنكاراً لقبوله مبدأ التحكيم، ويجمع المؤرخون على أن دوافع حركة الخوارج كانت في أول أمرها سياسية ثم تطورت فاختلطت بالجانب العقدي المتطرف، وأنهم كانوا ظاهرة دينية مغالية، وحزباً ثورياً يعتصم بالتقوى. ويعتقد الخوارج أنهم يمثلون الفئة القليلة المؤمنة التي لا تقبل في الحق مساومة،، وأن زعماءهم من القراء والفقهاء هم الحريصون على الالتزام بالكتاب والسنة، عرضوا رئاستهم على عبدالله بن وهب الراسبي فقبلها، فبايعوه وسموه أمير المؤمنين. سفهاء الأحلام ويجمع أصحاب السير أن فتنة الخوارج نشأت من مجموعة من المنحرفين من سفهاء الأحلام، ومن حدثاء الأسنان، ممن لم يفهموا كتاب الله عز وجل على وجهه الصحيح، وكان الخوارج يعاملون من يخالفونهم في الرأي بقسوة، ومن أبشع جرائمهم قتلهم عبدالله بن خباب بعد أن حدثهم بحديث يوجب القعود عن الفتن. غلو وعنف طلب عليّ بن أبي طالب من الخوارج مشاركته في قتال معاوية فرفضوا، وواجه ضغطاً شديداً من جيشه بوجوب قتالهم، سار إليهم وطالبهم بتسليم قتلة عبدالله بن خباب فكان ردهم عليه، إننا كلنا قَتَلَتُهم ونستحل دماءهم ودماءكم. شجاعة نادرة ومن صفات الخوارج، كثرة قراءة القرآن، وقلة الفقه، يقتلون ويؤذون أهل الإسلام، حكم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يمرقون ويخرجون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وقال: «لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد». وبلغ الخوارج القمة في الإقدام على الموت في ساحات القتال لا يهابون، ولا يقف دون غضبهم حاجز، وقد اشتهروا بالشجاعة النادرة والاستبسال، واشتهرت نساؤهم بمواقف عجيبة في الثبات، يؤتى بالمرأة أسيرة ويوقف بها أمام الحجاج الجبار فلا تخضع، بل ترى وكأنها غير مكترثة به، وهكذا أدت الشجاعة بالخوارج إلى التهور في الحرب وسفك الدماء. ويؤكد العلماء إن من رحمة الله بالمسلمين أنه فرّق الخوارج، ولو اتحدوا لكانوا شكلوا أكبر خطر على المسلمين، وقد بدأ تكون فرقهم بظهور نافع بن الأزرق وجماعته التي تنتسب إليه والتي عرفت باسم الأزارقة، وتتابع ظهور الفرق الكبرى وتشعبت عنها فرق صغرى، فقد كانوا يختلفون ويفترقون لأتفه الأسباب، وأثرت فيهم الاختلافات في الآراء فتعددت طوائفهم، وتفرقت كلمتهم وجعلت بعضهم يبرأ من بعض، إذ أخذ كل فريق منهم يشنع على مخالفيه، والخوارج فرق كثيرة يحصيها البعض بعشرين فرقة، وخلافهم أفرزته الأهواء والضلالات. موقعة النهروان والخوارج منذ موقعة النهروان كانوا نواة لحركات ثورية قامت ضد الخلافة الإسلامية ابتداء من عهد علي وامتدادا إلى العصر الأموي فالعصر العباسي، وتكوين فرق عقائدية متعددة، تمثل حركة ثورية عنيفة في تاريخ الإسلام، شغلت الدولة الإسلامية فترة طويلة من الزمن، وقد بسطوا نفوذهم على بقاع واسعة منها في المشرق وفي المغرب، وفي عمان وحضرموت وزنجبار، وقد انتشروا في بقاع كثيرة من الدول الإسلامية وكثر عددهم، في مختلف البقاع. استمر الخوارج طوال عهد الدولة الأموية وهم في صراع حاد معها فأوهنوا قوتها وأوهنت قوتهم، وكانوا كالشوك في حلق كل خليفة، إلى أن انتهت الدولة الأموية وخلفتها الدولة العباسية وما زال مرجل الخوارج يغلي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©