الديون الخارجية

الديون هي المبالغ التي تأخذها من غيرك على أن تردها إليه. أما تعريف الديون الخارجية اصطلاحاً، فأفضل تعريف هو: المبالغ التي اقترَضتها الدولة أو الشركات أو الأفراد، من جهات خارج الدولة، وتكون مستَحَقة الدفع للجهة المقرِضة، بتاريخ محدد مسبقاً. وأعلى ديون خارجية من حيث الحجم في الولايات المتحدة الأميركية، حيث بلغت بتاريخ 5-5-2016 حسب كتاب حقائق العالم 19,188,102,413,248 تليها المملكة المتحدة 9,590,995,000,000 ثم فرنسا 5,750,152,000,000. وتنقسم الديون الخارجية إلى ديون قصيرة الأجل: لا تتجاوز السنتين، ومتوسطة الأجل: من سنتين إلى خمس سنوات، وطويلة الأجل: أكثر من خمس سنوات. وديون رسمية: تقدمها الحكومات والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية، وديون خاصة: تقدمها البنوك التجارية. برزت أزمة الديون الخارجية بشكل كبير في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، بسبب نسبة الاقتراض المرتفعة للبلدان النامية، فنظراً إلى وجود الفجوة الكبيرة بين الإنتاج المحلي لهذه الدول ومعدل الاستثمار فيها، لجأت إلى الاقتراض الخارجي، لتقلص هذه الفجوة، مما ترتب عليه عدم قدرتها على السداد. ففي عام 1981 أعلنت بولندا عدم قدرتها على سداد ديونها الخارجية، وتبعتها المكسيك وتشيلي والأرجنتين في عام 1982. ومن الأسباب الداخلية للديون: سيطرة القطاع العام على معظم مرافق الدولة، مما يترتب عليه زيادة الإنفاق، وتدهور القطاع الزراعي، نتيجة ضعف الإنفاق عليه، وإنفاق القروض على المواد الاستهلاكية والمشاريع ذات المردود المنخفض، وانتشار الفساد المالي والإداري، مما يؤدي إلى فشل مشاريع التنمية. وهروب رؤوس الأموال إلى الخارج، بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، وضعف العملة المحلية، وفرض ضوابط على رؤوس الأموال، ومن الأسباب الخارجية: ارتفاع أسعار الفائدة على القروض، مما يعني زيادة الأموال التي تدفعها الدول لسداد الديون، فأدى ذلك إلى تراكم الفوائد. ومن الأسباب أيضاً تزايد الحواجز أمام صادرات البلدان النامية، وانخفاض أسعار المواد الخام. ومن مقترحات صندوق النقد الدولي، إعادة جدولة الديون الخارجية القديمة في شروط جديدة وتأجيل فترة السداد، وكذلك تخفيض الديون أو إلغاؤها، واستبدال الديون بأسهم، والتقشف. حسين العكله