الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تقرير يكشف عن تنامي العلاقات بين طهران وطالبان

30 يونيو 2015 01:00
القاهرة (وكالات) كشفت مجلة «فورين أفيرز» الأميركية عن تنامي العلاقات بين طهران وحركة طالبان، مشيرة إلى تاريخ وعمق تلك العلاقات وأسبابها وتداعياتها على المنطقة. وأكدت المجلة في تقرير لها تحت عنوان «عدو عدو إيران في أفغانستان»، أن القوات الدولية في أفغانستان اعتقلت سفن سلاح إيرانية كانت في طريقها لحركة طالبان عدت مرات، مشيرة إلى أن تسليح طالبان بالنسبة لإيران مجرد وسيلة لمقاومة النفوذ الأميركي والهرب من التهديد المتنامي لتنظيم «داعش». واستند التقرير على حادثتين لاعتقال القوات الدولية في أفغانستان سفن سلاح إيرانية كانت في طريقها لجماعة طالبان من قبل، مرة في العام 2007 ومرة أخرى في العام 2011، مشيرا إلى أن التسليح لا يزال مستمراً حتى الآن. وأشارت المجلة إلى أن التقارير الأخيرة حول تجنيد إيران لمقاتلي حركة طالبان وتدريبهم وتزويدهم بالسلاح تدق ناقوس الخطر، ولكنها ليست بالأمر الجديد، مستشهدة بتصريحات لوزير الدفاع الأميركي السابق، روبرت جيتس، قال فيها إن السفن التي كانت تحمل السلاح لطالبان كبيرة بما فيه الكفاية، ولا يمكن أن تعبر الحدود دون علم الحكومة الإيرانية. وأضاف التقرير أنه وفي وقت لاحق، أوضح ديفيد بيتريوس، قائد القوات الأميركية في أفغانستان في ذلك الوقت، بأن «المسؤولين الإيرانيين بإرسالهم أسلحة لطالبان، لم يكونوا يأملون في نجاح تلك الجماعة السنية ولكنهم لم يرغبوا أيضاً في نجاحنا بسهولة». ورأت المجلة الأميركية أن إيران كانت تحركها المخاوف من أن طالبان قد تنضم إلى قوات «جند الله»، وهي قوة سنية مسلحة تعمل داخل منطقة سيستان بلوشستان الإيرانية، وتدعم انفصال البلوشيين. ونبه التقرير إلى أن التحول الكبير في العلاقات بين إيران وطالبان من العداوة إلى الدعم بدأ في العام 2011، حينما أصبحت طهران فجأة داعما لمحادثات السلام، بل وعرضت استضافة اللقاءات بين الطرفين. ورأت المجلة أن شيئاً واحداً هو الواضح في كل هذا التدخل، وهو أن الهدف الرئيسي لإيران هو تحقيق التوازن ضد الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن إيران تعارض بشدة اتفاقية التعاون الثنائي الأمني بين الولايات المتحدة وأفغانستان التي تم توقيعها في العام الماضي، والتي تسمح للولايات المتحدة بالحفاظ على وجودة قوة محدودة وقواعد عسكرية بأفغانستان. وأضافت أن بعض هذه القواعد تقع بالقرب من الحدود الإيرانية، الأمر الذي أثار حفيظة المتشددين الإيرانيين. وأشارت المجلة إلى أنه على الرغم من أن إيران تعارض عودة طالبان إلى السلطة، إلا أن استمرار الوجود الأميركي في المنطقة أدى إلى دفع النظام الإيراني لإيجاد استراتيجية بديلة، بما في ذلك تبني بعض الجماعات المنتمية لطالبان. وأضافت أن إيران أقامت اتصالات رفيعة المستوى مع هذه الفصائل، على الرغم من أنه من غير المعروف من تكون تلك المجموعات المنتمية لطالبان والتي تؤيدها إيران، إلا أن رجل الاتصال الرئيسي بين إيران وتلك الحركة الطالبانية هو الطيب آغا. وأشارت إلى أن آغا كان ذات مرة مترجما على مستوى منخفض بوزارة خارجية طالبان، ثم قفز بسرعة إلى الصفوف العليا بعدما أصبح من الأصدقاء المقربين لزعيم طالبان، الملا عمر، والآن هو المسؤول عن مكتب طالبان في قطر. وتابعت أنه في العام 2007، استضافته إيران مع نائب وزير التجارة السابق لطالبان في مؤتمر الصحوة الإسلامية الذي نظمه علي خامنئي، في طهران. ومنذ ذلك الحين، استقبلت إيران على الأقل وفدين من طالبان في طهران الأول في العام 2013، والثاني في مايو من العام الجاري، وكلاهما ترأسهما آغا، والذي أصبح قريباً من إيران بمرور السنين، لدرجة أنه قال في وقت ما إنه سعى للجوء في إيران هربا من الاعتقال في باكستان. وتابعت المجلة أنه من خلال تبني رجال مثل آغا وبعض الجماعات المنتمية لطالبان، أصبحت إيران على نحو فعال «صانعة السلام والمفسدة على حد سواء»، مشيرة إلى أن صعود تنظيم داعش وغيره من المسلحين السنة أيضا لعب دورا في ذلك، لاسيما وأن الأشهر الأخيرة، شهدت سعي داعش نحو جنوب آسيا وقيام التنظيم بتعزيز أنشطته هناك وتوسيع قاعدة مجنديه، الأمر الذي تراه إيران تهديداً لها. وأضافت أنه بالنسبة لحركة طالبان، يعد تنظيم داعش عدواً ومنافساً في الوقت ذاته، والذي لا يخطف منها مؤيديها فحسب وإنما التمويل أيضا، مشيرة إلى أن طالبان أرسلت مؤخراً رسالة طويلة لداعش تحذر فيه من أن الحرب الأفغانية يجب أن تدار فقط تحت راية واحدة وقائد واحد، وإذا لم يبتعد تنظيم داعش، سيضطر تنظيم طالبان للتحرك ضده. وتابعت أن العديد من المنشقين عن حركة طالبان حولوا بالفعل الولاء لداعش.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©