الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العمالة الأجنبية في السعودية تسابق الزمن لتصحيح أوضاعها

العمالة الأجنبية في السعودية تسابق الزمن لتصحيح أوضاعها
1 يوليو 2013 23:36
الرياض (أ ف ب) - تقترب مهلة تصحيح أوضاع المخالفين لنظام الإقامة والعمل في السعودية من الانتهاء وليس هناك ما يؤكد تمديدها رسميا في وقت تخوض فيه العمالة الأجنبية سباقا مع الزمن قبل الموعد المحدد غدا الأربعاء. وأوضحت وزارة العمل قبل عشرة أيام أن عدد المستفيدين من المهلة التصحيحية التي أمر بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومدتها ثلاثة اشهر، بلغ أكثر من مليون ونصف المليون خلال شهرين. يذكر أن غالبية العمال الأجانب المخالفين هم من الهند وبنغلادش واندونيسيا وباكستان والفيلبين واليمن ومصر. ويوضح المحلل الاقتصادي فضل البوعينين لفرانس برس أن “حملة التصحيح سيكون لها أثار إيجابية وأخرى سلبية”. وأضاف “الأمور الإيجابية تتمثل في إعادة تنظيم سوق العمل والتخلص من الفوضى العارمة ... وتوفير وظائف وفرص استثمارية للسعوديين كما ستحفظ للعاملين الأجانب حقوقهم وتحميهم من تعسف الكفلاء”. وتابع أن “الأثار السلبية تنحصر في تفريغ السوق من العمالة في فترة زمنية محددة ما سيؤدي إلى إرباك قطاع الأعمال الذي يعتمد في جزء مهم منه على العمالة السائبة والمخالفة”. وفي هذا السياق، قال الهندي راجيف شوكيري الذي عمل فراشا لأكثر من عشر سنوات في الرياض “أغادر المملكة قبل انتهاء المهلة لإنني لم اتمكن من نقل الكفالة”. وأضاف العامل البالغ 39 عاما “طلبت مني الجهة التي اعمل لديها المغادرة لإنها لم تعد قادرة على الاحتفاظ بي ... لكنني سأحاول العودة بواسطة تأشيرة جديدة”. ورأى البوعينين أن “خفض حجم العمالة الأجنبية المخالفة يؤدي إلى زيادة الطلب على السعوديين من الجنسين في قطاعات التعليم والصحة والصناعة والتجزئة” لكنه استبعد “قطاع المقاولات غير الجاذب للسعوديين”. وعما إذا كان تصحيح الأوضاع سيحد من المتاجرة بالتأشيرات، قال “هذا الأمر مرتبط بوزارة العمل القادرة على وقف استغلال تأشيرات العمل والمتاجرة بها”. وشدد الاقتصادي على أنه “يجب أن توقف وزارة العمل إصدار التأشيرات وتبدأ بتوظيف العمالة التي تم تعديل أوضاعها”. ولفت إلى انه “إن لم تكن الأعداد المغادرة منذ بداية الحملة أكثر من العمالة الداخلة فذلك يعني الفشل حتى إذا تم تعديل أوضاع المخالفين”. وكان مسؤول في إدارة الجوازات أكد قبل ثلاثة أسابيع مغادرة 180 ألف وافد المملكة بشكل نهائي منذ مطلع أبريل حتى مطلع يونيو الحالي. يذكر أن حملات الترحيل التي بدأت مطلع العام الحالي شملت ما يقل عن 200 ألف مخالف خلال الأشهر الثلاثة الأولى. ومن الصعوبة بمكان معرفة الأعداد الحقيقة للمخالفين الذين تقدرهم مصادر اقتصادية بحوالي ثلاثة ملايين. وتؤكد وزارة العمل وجود أكثر من ثمانية ملايين وافد في المملكة، حيث تبلغ نسبة البطالة رسميا 12,6? لكنها تتجاوز الـ 30% لدى الإناث. وختم البوعينين أن “هدف الحملة بالإضافة إلى تصحيح وضع المخالفين هو خفض حجم العمالة الكلية بما لا يقل عن 30?، وان لم يتحقق ذلك فلا يمكن القول بنجاح حملة التصحيح”. في المقابل، يقول الخبير الاقتصادي عبد الوهاب ابوداهش لفرانس برس إن “غالبية العمالة الوافدة تسيطر على وظائف متدنية. لذا فان تأثير التصحيح على الاقتصاد السعودي وإحلال المواطنين لن يكون سريعا”. وأضاف “اعتقد أن الحملة مهمة جدا لتنظيم سوق العمل، حتى يكون أكثر كفاءة ويستوعب عددا أكبر من السعوديين بدا القضاء على العمالة الفائضة التي لا يحتاجها الاقتصاد”. وفي حين أشارت تقارير إلى احتمال تمديد المهلة نظرا لمطالب جهات عدة بينها جمعية حقوق الإنسان الرسمية، تؤكد وزارة العمل إنها ستباشر تطبيق العقوبات على المخالفين بعد انتهاء المهلة. ويعلل دعاة التمديد مطلبهم بالازدحام الشديد في إدارات الجوازات، ومكاتب العمل في مناطق المملكة. يذكر أن تشغيل ونقل وإيواء الوافد المخالف يعرض المخالفين للسجن سنتين، وغرامة مالية بـ 100 ألف ريال (27 الف دولار) كما أن تأخر الوافد المخالف عن المغادرة يعرضه للسجن والغرامة. وتحت قيظ لاهب بلغت حرارته 44 درجة مئوية، يقف عشرات في طابور أمام قنصلية الفيليبين في الرياض من اجل الحصول على وثائق. وتقول شارون التي تعمل خادمة في أحد المنازل لفرانس برس فور خروجها من مبنى القنصلية “أحاول الحصول على جواز سفر جديد بعد أن يئست من العثور على كفيل ... هذا ليس أمرا مضمونا”. وتضيف المرأة بحسرة “أنهيت معاملة البصمة الإلكترونية الثبوتية وأوراق الترحيل أصبحت بحوزتي. انتظر اتصالا هاتفيا للحصول على جواز سفر”. من جهتها، تقول آن (25 عاما) “انهيت معاملات البصمة واصبح لدي وثيقة سفر”. وتضيف “ابحث منذ يومين عن مكان في رحلة متجهة إلى مانيلا حيث تعيش ابنتي”. وفي جدة يقف علي رحمن وهو اندونيسي الجنسية عالقا خارج أسوار قنصلية بلاده في انتظار الحصول على بعض الوثائق لإكمال عملية التصحيح. ويقول رحمن ( 35 عاما) الذي يعمل سائقا لدى إحدى العائلات “لا أمل لدي إلا في حال الإعلان عن تمديد مهلة التصحيح، كما ترى لا يزال المئات منا عالقون هنا ويلزمنا وقتا آخر في مكاتب الجوازات والعمل فور الانتهاء من القنصلية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©