سعيد ياسين (القاهرة)
محمد قاسم الأخفش.. من أعلام الأغنية اليمنية ورائد في إحياء التراث الغنائي اليمني، ورمز من رموز اللون الصنعاني الأصيل، وقامة فنية إبداعية قل أن تتكرر، أثرى المكتبة اليمنية بالكثير من الأغاني الوطنية والعاطفية التي شكلت مدرسة غنائية ذات خصوصية تؤكد عبقريته، حيث غنى للقطاع الطلابي والمزارع والمدافعين عن الثورة والعمال في المصانع.
ولد 1946 في الروضة شمال صنعاء، ونشأ في أسرة فنية كبيرة ومشهورة، فوالده الفنان قاسم الأخفش كان مدرساً وحافظاً للقرآن الكريم وفناناً كبيراً، مارس الفن ملحناً ومطرباً، واشتهرت له أغان عاشت في الوجدان اليمني، ودرس بداية في «المعلامة»، ثم المتوسطة في صنعاء، ثم الإعدادية في القاهرة التي عاش فيها بين 1960 و1964، وقضى السنة الأخيرة دارساً في معهد الموسيقا العربية ولم يكمل دراسته فيه، وبعد عودته من القاهرة التحق بالإذاعة موظفاً في المكتبة الفنية والتنسيق وجمع بين الإبداع الفني والنضال الوطني، وحمل السلاح وكان مشاركاً لزملائه من الموظفين بالإذاعة في حمايتها، وفي 1973 نقل إلى وزارة الإعلام مع زملائه محمد حمود الحارثي، وأحمد السنيدار، وعلي بن علي الأنسي على أساس التفرغ للفن، واستطاع إزالة الغبار عن الموروث الثقافي اليمني، وقدمه بشكل جميل للساحة العربية، بدليل أن بعض الأعمال الغنائية التي طورها وجددها انتشرت على الساحة العربية، وكان له رصيد في مجال الأعمال الاستعراضية، ومنها «هيا نغني للمواسم»، ولم يكن أنانياً في إبداعه، حيث قدم ألحاناً للكثير من الفنانين الشباب، ولحن للكثير من الشعراء، وقدم عدداً من الأوبريتات مثل «مهد العروبة الوحدة»، و«يا دايم الخير دايم»، وكان يصر على اعتبار نفسه ملحناً أكثر من كونه مطرباً، ويؤكد أنه لو وجد أصواتاً تشدو بألحانه لما مارس الغناء، ومع ذلك فهو في غنائه كما في ألحانه لا يشبه أحداً، ومن أبرز أغنياته «ألا جينا نحييكم ونسمر معاكم»، و«أهلاً وسهلاً بمن فاق القمر»، و«بلغ الأحباب عنا يا نسيم»، و«خلي جفاني بلا سبب»، و«رحمتي لك يا غزيل»، و«أشرف عليا كالقمر»، وحاز وسام الفنون من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية 1989، كما حاز شهادة نضالية «شهادة حصار السبعين»، وشهادة التنسيق والموسيقا من وزارة الإعلام في الكويت 1970، وتوفي بعد صراع مع المرض عن 64 عاماً في 1 سبتمبر 2010.
عدد اليوم
