عواصم (وكالات) - أكدت مصادر مطلعة في المعارضة السورية، أن أحمد العاصي الجربا الزعيم الجديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية توجه أمس إلى الأراضي السورية لتوجيه أول كلمة له بعد انتخابه للشعب السوري من الداخل وسط صفوف المقاتلين، مبينة أنه التقى هيئة الأركان والمجلس العسكري الأعلى في جبل الزاوية.
في الأثناء أكدت الولايات المتحدة أنها تتطلع إلى العمل مع أحمد عاصي الجربا الذي انتخب رئيساً جديداً للائتلاف السوري الوطني المعارض، قائلة على لسان جين بساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان الليلة قبل الماضية، «نأمل أن نحقق تقدماً جنباً إلى جنب مع الرئيس الجربا لمنع الانهيار التام لسوريا وسقوطها في حالة من الفوضى». من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن بلاده رحبت بانتخاب الجربا رئيساً لائتلاف المعارضة معتبرة أن هذا الانتخاب يعزز موقع الائتلاف كـ«ممثل شرعي للشعب السوري»، مشددة بقولها «في الوقت الذي يزداد قمع النظام السوري خصوصاً في حمص، من المهم تعزيز الدعم للائتلاف ولقيادته لكي يستفيدوا من الوسائل التي تتيح حماية السكان وتلبي حاجاتهم الطارئة».
في الأثناء، واصل الائتلاف اجتماعاته أمس، لليوم الرابع على التوالي في إسطنبول، لاستكمال ملفات جدول أعماله، حيث يبحث ملفي انتخاب الهيئة الرئاسية، ومصير الحكومة المؤقتة ورئيسها غسان هيتو. من جانب آخر، رأى القيادي في «المنبر الديمقراطي» السوري المعارض سمير العيطة، أن عزل الرئيس المصري محمد مرسي انعكس على موقع الإخوان المسلمين في سوريا، على صعيد انتخابات رئاسة ائتلاف التي فاز بها الجربا. وبالتوازي، أفاد بيان لما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام جناح القاعدة» بالمنطقة «لقد علمت الدولة الإسلامية أن الحق لا يسترد إلا بالقوة فاختارت صناديق الذخيرة لا صناديق الاقتراع»، مشيراً إلى أن سقوط مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان أثبت أن الدول الغربية التي تدعو إلى الديمقراطية، لن تقبلهم أبداً وأن «السيطرة على السلطة عن طريق العنف هي ملاذهم الوحيد».
وأكدت المتحدثة الأميركية في بيان أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تواصل الجربا والقادة الجدد المنتخبين «مع جميع الطوائف السورية وتحقيق قدر أكبر من وحدة الهدف وتعزيز تنظيم الائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري». وكان الائتلاف من دون رئيس منذ مارس الماضي عندما استقال رجل الدين السني معاذ الخطيب. واجتمع الائتلاف المكون من 115 عضواً، الذي يضم شخصيات من المعارضة السورية الرئيسية تعيش في المنفى وداخل سوريا في إسطنبول لانتخاب زعيم جديد له. وتفوق الجربا، السجين السياسي السابق والحاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والمدعوم من قبل السعودية، على منافسه المدعوم من قطر مصطفى الصباغ في التصويت الذي شهدته مدينة إسطنبول التركية أمس الأول، وفقاً للائتلاف.
من جهته، قال المتحدث الفرنسي «ستواصل فرنسا العمل مع الائتلاف ومسؤوليه الجدد للتوصل إلى حل سياسي يتيح بناء سوريا حرة وديمقراطية». في الأثناء استمرت اجتماعات الائتلاف أمس، لمناقشة انتخاب الهيئة الرئاسية، حيث إنها ستنتخب 14 عضواً يكملون الهيئة الرئاسية المؤلفة من 19 عضواً، وبقية الأعضاء الخمسة هم الرئيس الجديد الجربا، ونوابه سهير الأتاسي، وفاروق طيفور، وسالم المسلط، إضافة إلى الأمين العام الجديد بدر جاموس. وعقب الانتهاء من انتخاب الهيئة السياسية، التي ستكون بمثابة لجنة تنفيذية تقرر عن الائتلاف، سيتم التطرق إلى مصير الحكومة المؤقتة، حيث من المتوقع مشاركة رئيسها المكلف بتشكيلها غسان هيتو وتقديمه تقريراً عن تحضيراته ومساعيه لإنجاز الحكومة. وستقرر الهيئة العامة مصير الحكومة إن كان بإقرارها أو بتغير رئيسها، أو حتى الاستغناء عنها، وذلك مع ترجيح الكتلة الديمقراطية بالاستغناء عنها، والاكتفاء بالمجالس المحلية المنتخبة.
وبدوره، اعتبر القيادي في المنبر الديمقراطي السوري المعارض سمير العيطة في تصريح لصحيفة «المقر» الإلكترونية الأردنية أمس، أن تراجع إخوان سوريا عن قيادة الائتلاف جاء نتيجة انعكاسات خسارة الإخوان حكم مصر، بعكس الانتخابات السابقة، التي شهدت نزاعات داخل الائتلاف لأجل فوز إخوان سوريا برئاسة الائتلاف. وكان بيان صادر عن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام جناح القاعدة» بالمنطقة في اليوم الذي سقط فيه مرسي قال «لقد علمت الدولة الإسلامية أن الحق لا يسترد إلا بالقوة فاختارت صناديق الذخيرة لا صناديق الاقتراع.. وإن رفع الظلم والتغيير لا يكون إلا بالسيف فأصرت على التفاوض في الخنادق لا في الفنادق. فهجرت أضواء المؤتمرات» في إشارة إلى اجتماعات الائتلاف المعارض في اسطنبول منذ الجمعة الماضي.
عدد اليوم
