الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كوكاكولا تخشى تسرب سر الصنعة

كوكاكولا تخشى تسرب سر الصنعة
14 يوليو 2006 00:45
إعداد - محمد عبدالرحيم: يبدو أنه أحد الأسرار الأكثر شهرة في العالم، فمن المعلوم أن التركيبة الأصلية لمشروب كوكاكولا مودعة داخل إحدى خزائن بنك في اطلانطا طوال فترة الــ 120 عاماً منذ تأسيس عملاقة المشروبات الغازية· ووفقاً لسياسات الشركة فمن غير المسموح إلا لاثنين فقط من كبار التنفيذيين الاطلاع على ''الوصفة السرية'' معاً في وقت واحد بينما يحظر عليهما السفر معاً في طائرة واحدة· ولا يمكن فتح هذه الخزينة إلا بموجب إذن كتابي يوقع عليه مجلس الإدارة مع وجوب حضور رئيس مجلس الإدارة والأمين العام للشركة أثناء عملية الاطلاع· وكما ورد في صحيفة فاينانشيال تايمز مؤخراً فمن الناحية العملية فإن أي شخص يرغب في معرفة طبيعة هذه التركيبة لن يتمكن من ذلك سوى باستئجار خبير أو عالم أغذية باستطاعته تحليل المشروب إلا أن أسطورة هذه الوصفة السرية أصبحت فيما يبدو تشكل جزءاً هاماً من حالة الغموض التي استمرت تحيط بالعلامة التجارية لكوكاكولا· كما أن هذه السمعة المرتبطة بالسرية المحكمة إنما تفسر مدى الإحراج الذي شعرت به كوكاكولا عند إلقاء القبض على أحد مستخدميها في مقر رئاسة الشركة في اطلانطا متهماً بسرقة وثائق بالغة السرية بالإضافة إلى نموذج لمشروب جديد تستعد الشركة لإطلاقه قريبا· وتبدأ الحكاية عندما تم ضبط جويا ويليامز، مساعدة أحد كبار مدراء العلامة التجارية لشركة كوكاكولا عبر جهاز فيديو للمراقبة وهي تكدس مجموعة من الوثائق السرية وزجاجة تحمل عينة لأحد المشروبات في داخل حقيبتها اليدوية وفقاً لما ذكره المحققون الفيدراليون· وقد تمت مداهمة ويليامز مع اثنين من زملائها من قبل قوات مكتب التحقيقات الفيدرالي وهم يحاولون بيع الأسرار التجارية إلى شركة بيبسي كولا، المنافسة الأكبر لكوكاكولا في مجال المشروبات الخفيفة مقابل 1,5 مليون دولار· وكما يقول سكوت بيريناتو، كبير المحررين في مجلة سي اس او التي تستهدف كبار موظفي الأمن في الشركات الكبيرة إن ''الجميع يتحدث عن الوصفة السرية ولكني اعتقد بأن المعلومات الخاصة بمشروب جديد من الكوكاكولا أكثر قيمة بكثير بالنسبة للمنافسين من معرفة الوصفة الأصلية''· وإلى ذلك فإن هذه القضية تعتبر الأخيرة من نوعها التي تدخل التاريخ الطويل للتجسس الصناعي الذي ربما يعود إلى أول عهد للبشرية بالاتجار في السلع· وأحد أقدم الأمثلة التي تم تسجيلها حدث في القرن الثامن عشر عندما ساعدت بعثة تبشيرية فرنسية على إنهاء احتكار الصين لصناعة البورسلين لفترة امتدت إلى 1000 عام عبر تهريب تفاصيل عملية الإنتاج ومعها عينه من الطين الصيني إلى أوروبا· ومؤخراً دخلت كل من شركات لوكهيدمارتن وجيليت وجنرال موتورز في قائمة الشركات التي وقعت ضحية لعمليات سرقة الأسرار التجارية ثم تنامى حجم هذه التهديدات مع ازدياد حجم المعلومات والأفكار إلى أن أصبحت الملكية الفكرية تمثل أهمية بالغة في نجاح الأعمال التجارية، ويقول بيترستراند الانوني في مكتب شوك هاردي آند باكون ''قبل نصف قرن من الزمان كانت سرقة أشياء حساسة من إحدى الشركات تتضمن حمل أشياء ثقيلة الوزن من خارج المبنى أما اليوم فإن أكثر ما تحتاجه قطعة من الورق أو ملف من جهاز الكمبيوتر''· وأضاف ستراند: عملية السرقة المشتبه بها من شركة كوكاكولا مثيرة للدهشة لأنها تفتقد إلى الحنكة والبراعة اللازمة· ومضى يقول ''لقد ولى ذلك الزمن الذي يبحث فيه الأشخاص عن الأوراق حيث أن أكثر البيانات حساسية أصبح يتم الاحتفاظ بها في قواعد البيانات الكمبيوترية وهو المكان الذي يركز عليه المجرمون حالياً''· ومهما كان المكان الذي تسرق منه الأسرار التجارية سواء كان جهاز كمبيوتر أو خزانة لملفات ورقية، فإن السارق عادة ما يكون في جميع الأحوال من مستخدمي الشركة نفسها لأسباب يمكن أن تتعلق بعدم الرضى أو بالطمع في الحصول على الأموال· وبعد أن تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي من كشف أبعاد الجريمة والمخطط فإن شركة كوكاكولا أصبحت تواجه معركة جديدة تهدف إلى منع كشف المعلومات المسروقة أمام المحكمة إلا أن أحد القضاة الفيدراليين وقع مؤخراً على أمر يحظر على المتهمين بالكشف على المتهمين بالكشف عن أية أسرار يعرفونها تختص بشركة كوكاكولا لأي شخص باستثناء محاميهم· وفي الوقت الذي تلقت فيه شركة بيبسي كولا الكثير من الإشادة لموقفها في رفض شراء المعلومات التي عرضت عليها وسارعت إلى تحذير كوكاكولا عوضاً عن ذلك بأبعاد المخطط إلا أنها ربما تدرك كنه هذه الأسرار من خلال إجراءات سير المحاكمة مجاناً ومن غير مقابل في نهاية المطاف!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©