الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشكلة وحل

16 يوليو 2006 01:36
الزوجة الشكاكة المشكلة: تزوجتها منذ حوالى سنة ونصف عن طريق معارف العائلة، ووجدت فيها كل الصفات التي كنت أتمناها، وأنجبنا طفلنا الأول وعمره الآن عام تقريباً· مشكلتي معها بدأت تقريباً بعد شهر العسل أو قبلها بقليل، حيث اكتشفت أنها '' شكاكة '' وشديدة الغيرة لدرجة العمى بدعوى الحب والحرص، وأصبحت كل تصرفاتها أسيرة هذا الاحساس، ودأبت على أن تعد عليَّ خطواتي· فاذا خرجنا معاً، يصبح كل همها رصد نظراتي وهمساتي، وان تأخرت عن البيت لدقائق، فإن سيل الظنون والأسئلة والاستفسارات لا يتوقف، واذا ذهبت لزيارة أهلي وتأخرت أو قلت كلمة ما، فإن لها ألف معنى ومعنى، وان تصادف وتقابلت مع أي سيدة أعرفها في مكان عام وتبادلنا التحية، فإن الدنيا تقوم ولا تقعد، وتساؤلات لا حصر لها· وان استقبلت اتصالا هاتفياً فعليَّ أن أقدم تقريراً بكل تفاصيله، وباختصار شديد تحولت حياتنا الى نكد، وأصبحت أيامنا عراك، ونزاع، وشكوك، ومشاجرة، وخصام، لدرجة أن هذه الحالة أثرت على نفسيتي وعملي، و وتواصلي مع الآخرين، حتى مع أهلي· ولتجنب وجع الرأس، أصبحت أتجنب الخروج من البيت، ولا أعرف كيف أتصرف معها، وبصراحة أشعر بأن حياتنا أصبحت نكدا في نكد ، وأن طفلي هو ما يمنعني من طلاقها، وأود أن أعرف كيف أتعامل معها· غ· أبوفهد - أبوظبي الحل: في حالة التسليم بصحة ودقة ما تقول، ودون أن نلقي كامل المسؤولية على زوجتك، يفترض أنك لمست بعضاً من جوانب شخصيتها خلال فترة الخطوبة، وعليك أن تدرك جيداً أن السنة الأولى من الزواج بشكل عام فترة حرجة جداً، وكثيراً ما يحدث خلالها مثل هذه المشاكل، والثقة المتبادلة بين الطرفين تحتاج الى بعض الوقت، وقد تمتد الى أكثر من هذه الفترة كما هو الحال في حالتكما· هذا النموذج من النساء يحتاج الى فهم عميق لطبيعتها وحنكة وصبر لا حدود لهما، ويبدو أن زوجتك تعاني من فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين قبل الغيرة المرضية، وفي أحوال كثيرة تتطور هذه الحالة الى ما يعرف '' بفوبيا الفشل'' أو ''الخوف من الفشل'' ، في حالة التسليم بصحة ودقة ما تقول· أعتقد أن هذه الغيرة المرضية لها أسبابها وجذورها الكامنة التي ترتبط بتنشئتها الاجتماعية وتأثيرها في شخصيتها مما أفقدها الكثير من ثقتها في نفسها وفي الآخرين، وربما تعاني من تشوش لصورة الرجل في خيالها، أو أن صورة الرجل لديها سلبية دائماً· لذا··· فالطريقة المناسبة هنا الاعتماد على الحوار العقلاني وليس العاطفي، لأن العاطفة لديها سرعان ما تعاني من ''التشويش'' بمجرد وجود مثير خارجي يخرجها عن عقلانيتها وصوابها في كثير من الأحيان، وبالتالي لابد من الحوار الهادىء، وتنمية ثقتها في نفسها وفي الآخرين، وبذل الكثير من الجهد لكسب ثقتها، واقناعها بأن ما تفكر به، وما تشعر به من مخاوف لا أساس لها، وتذكر أن عملية بناء الثقة هذه تحتاج المزيد من الجهد والوقت، وأشعرها دائما بأنك لا تلجأ الى ما يغضبها ليس إرضاء لها بقدر قناعتك الذاتية بذلك، ويستحب اتباع الأسلوب اللين، والسلس، والتفكير في كيفية السيطرة على مشاعرها وعواطفها بايجابية ، واظهار قدر كبير من الاحترام والود، والحرص على تجنب كل ما يثير شكوكها أو ما يشعرها بأنك تخفي عنها أمراً· وعندما يثبت خطأ تفكيرها أو شكوكها، لا تقرعها أو تأنبها حتى لا تبقى متحفزة دائما لاصطياد فرصة أخرى لتثبت لك فيها صحة ظنونها، وعندما تفشل تضطر مكرهة لتحين فرصة أخرى وهكذا، ويصبح الأمر وكأنه مباراة بينكما، وعليك أن تقنعها بأن المشاعر الحقيقية، والحب الحقيقي، والسعادة الحقيقية لا يمكن أن تنمو في جو مشحون بالشكوك وعدم الثقة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©