الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرقع.. زينة المرأة الإماراتية

البرقع.. زينة المرأة الإماراتية
28 سبتمبر 2018 00:32

أبوظبي (الاتحاد)

يظل البرقع من مظاهر الزينة والاحتشام لدى المرأة الإماراتية، حيث كانت المرأة قديماً تزين وجهها به في المناسبات العامة والخاصة، ولا تخرج من بيتها إلا وقد ارتدته من باب العادات والتقاليد والحشمة، ورغم التطورات والحداثة التي نعيشها حالياً، إلا أن بعض النساء ما زلن متمسكات به، ولا ينحصر ارتداء البرقع على الأمهات وكبار السن، وإنما الفتيات أيضاً.

حشمة وزينة
تقول الدكتورة بدرية الشامسي، المتخصصة في علوم التراث، «يعتبر البرقع رمزاً من رموز الزي التقليدي للمرأة الإماراتية وهو شيء أساسي لحشمتها، ومن عادات المجتمع التقليدي الإماراتي أن ترتدي المرأة البرقع بعد الزواج مباشرة منذ أول يوم لزواجها.
وتضيف الشامسي «البرقع له فوائد صحية للمرأة، فبالإضافة إلى أنه زينة، فهو يقيها أشعة الشمس عندما تخرج من البيت، كما يساعد اللون الذي يصنع منه البرقع في إضفاء الجمال والنضارة على وجهها، فالبرقع يصنع بـ«الشيل»، وهو نسيج متين تتوافر منه ثلاثة ألوان، الأحمر الأغلى ثمناً، والأخضر الأرخص، والأصفر، وغالباً ما يكون مستورداً من الهند، والبراقع أنواع، فلكل بيئة نوع معين من البراقع التي تختلف في شكلها وقصتها».

«قرض البراقع»
وتتابع الشامسي «في الماضي كان في كل فريج امرأة متخصصة في «قرض البراقع» أي قصها وترتيبها، ومن أشهر النساء اللاتي تخصصن في حرفة قرض البراقع في الماضي بإمارة رأس الخيمة، خديجة بنت فرحان ومريم بنت فرحان، وآمنة نغموش».
وتوضح «كانت النساء تخصص لكل مناسبة برقعاً، فهناك برقع ترتديه عند الطعام وآخر داخل البيت، وثالث للمناسبات، خاصة عند النساء المقتدرات اللاتي يحرصن على تزيينه بالذهب، وكان يطلق عليه «برقع بونيوم»، أي المرصع بالنجوم أو الليرات الذهب».
وفي الوقت الحالي اقتصر ارتداء البرقع على النساء الكبيرات في السن، وإن كانت بعض البيئات كالبيئة البدوية تحرص بعض فتياتها على ارتدائه. وتضيف الشامسي: أما حرفة قرض البراقع فقد بدأت بالاندثار، حيث إن الإقبال على شراء البراقع أصبح قليلاً، وبعض الحرفيات أصبحن يواكبن التطور ويروجن لبضاعتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالانستغرام، كما تباع بعض البراقع في المهرجانات التراثية والجمعيات النسائية.

«أقمشة الشيل»
من جانبها، تقول الستينية مريم مسعود التي ما زالت متمسكة بارتداء البرقع، إنه في الماضي كان من العيب أن تخلع المرأة برقعها، ولم تكن هناك أقمشة الشيل التي تعتبر الطبقة الواقية من تسرب ألوان الأقمشة الملونة، وحتى لا يبدو وجهها مصبغاً بالألوان كانت تحرص على ارتداء البرقع تجنباً لذلك، مؤكدة أنه حالياً يتم خياطة طبقة واقية أسفل قطعة قماش البراقع، ويثبت عود السيف في أوسطه، وخيوط الشبق على أطرافه العلوية.
وذكرت أن هناك حرفيات يقمن بقرض البراقع حسب الطلب وخاصة في المناسبات كالزواج وغيره.

«سيف» البرقع
وتوضح الخمسينية صوغة الرميثي، المتخصصة في قرض البراقع وبيعها في المهرجانات التراثية، أن البرقع يتكون من الجبهة، وهي الخط المستقيم الذي يقع بداية البرقع من أعلى، والذي يقطعه السيف إلى قسمين متساويين، وهناك عيون البرقع الخاصة بالعينين، الخرّة وهي الانحناءات الممتدة من الجبهة، وحتى آخر فتحة العين من الجانبين.
وتضيف أن «سيف» البرقع عبارة عن عصا مصنوعة من عذق النخيل أو جريدة تهذب جيداً وتدخل من منتصف الجبهة إلى آخر البرقع، ويكون موقعها في المنتصف، أما «خد» البرقع، فهو القطعة التي تغطي الوجه وتكون كبيرة أو صغيرة حسب طلب المرأة، وأخيراً «الشبوج»، وهي الخيوط التي تثبت على طرفي البرقع من جهتي اليمين واليسار، وغالباً ما تكون من البلاستيك أو من خيوط الزري الملون.

رمز تراثي
تبين د. بدرية الشامسي، أن البرقع يمثل رمزاً لهويتنا الوطنية، وجزءاً من أزياء المرأة الإماراتية، يجب الحفاظ عليه من الاندثار، والحرص على إبقائه رمزاً تراثياً وطنياً، وذلك بتنظيم ورش لقرض البراقع تشرف عليها متخصصات في تلك الحرفة، لتعليمها للفتيات الصغيرات، وبذلك يتم الحفاظ على هذا الرمز لتعريف الثقافات الأخرى بهويتنا وتراثنا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©