الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمر «أصدقاء سوريا»... فرصة للضغط على روسيا والصين

مؤتمر «أصدقاء سوريا»... فرصة للضغط على روسيا والصين
8 يوليو 2012
انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون روسيا والصين بشدة يوم الجمعة الماضي بسبب "عرقلتهما" الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية، في وقت وصل فيه إلى اجتماع أصدقاء سوريا هنا بالعاصمة الفرنسية تأكيد حول انشقاق ضابط كبير في الجيش السوري عن حكومة الرئيس بشار الأسد، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيس" لممثلين رفيعي المستوى إن العميد مناف طلاس، الذي كان لوقت طويل عضواً في الدائرة الداخلية للأسد، قد فر من دمشق. وفي مؤتمر صحفي عقد في وقت لاحق من يوم الجمعة، اغتنمت كلينتون هذه المناسبة لتشجيع آخرين مقربين من الأسد على القيام بالشيء نفسه حيث قالت: "إن الشعب السوري سيتذكر الاختيارات التي ستقومون بها خلال الأيام المقبلة، وكذلك العالم"، مضيفة "لقد آن الأوان لتتخلوا عن الديكتاتور، وتحتضنوا مواطنيكم، وتقفوا إلى الجانب الصحيح من التاريخ". الأخبار حول انشقاق شخصية رفيعة المستوى مثّل خبراً ساراً بالنسبة لأكثر من 80 دولة ومنظمة دولية تحاول إنقاذ جهد لمبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان يروم إنهاء الانتفاضة التي بدأت قبل 16 شهراً في سوريا، حيث الوضع مستمر في التدهور بشكل مطرد. كلينتون تحاول حشد الدعم الدولي لخطة عنان التي اقتُرحت الأسبوع الماضي في جنيف وتدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية قائمة على "القبول المتبادل" لمجموعات المعارضة وأعضاء الحكومة السورية. وهذه اللغة هي التي أكسبت الخطة دعم روسيا، التي تعتبر المزود الوحيد للحكومة السورية بالأسلحة، والتي أولتها على أنها تعني أن الأسد يستطيع البقاء في السلطة ضمن حكومة جديدة. غير أن المسؤولين الأميركيين يشددون على أن "القبول المتبادل" يعني أن مجموعات المعارضة تستطيع الاعتراض على مشاركة الأسد وآخرين "ممن يلطخ الدم أيديهم"- وهي نقطة شددت عليها كلينتون يوم الجمعة الماضي حيث قالت: "اليوم بعث المجتمع الدولي برسالة واضحة وموحدة مفادها أن العنف في سوريا يجب أن يتوقف، وأن تحولاً ديمقراطياً يجب أن يبدأ، وأن الأسد يجب أن يرحل"، مضيفة أن الدعم لخطة عنان "أزال أي شك بشأن دور الأسد في فترة انتقالية: فهو لا دور له". والجدير بالذكر هنا أن فصائل المعارضة تقول إن رحيل الأسد يجب أن يكون شرطاً مسبقاً لأي اتفاق. كلينتون قالت للمؤتمر إن روسيا والصين، اللتين رفضتا دعوتين للحضور، "تعرقلان التقدم -وتعيقانه- وهذا أمر لم يعد من الممكن احتماله". وفي هذا الإطار، قالت رئيسة الدبلوماسية الأميركية إن موسكو وبكين "لا تدفعان أي ثمن مطلقاً -لا شيء على الإطلاق- عن دعمهما لنظام الأسد"، داعيةً العضوين المتمتعين بحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي إلى دعم قرار أممي بناء على خطة عنان التي دعماها في جنيف. كما انضمت الولايات المتحدة إلى حكومات أخرى هنا في الدعوة إلى قرار جديد لمجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يمكن أن يرخص في بعض الظروف لتدخل عسكري في سوريا. قرار قد يفرض عقوبات شاملة ضد سوريا، تشمل حظراً على الأسلحة ترفضه روسيا، ومطالبة الأسد بالتعاون مع خطة عنان. تعليقات كلينتون عكست ازدياد مشاعر الإحباط تجاه حكومة الرئيس فلاديمير بوتين، التي ترفض التخلي عن الأسد، أو حتى قطع علاقاتها معه، رغم انضمامها إلى خطة عنان، هذا في وقت مازالت فيه الولايات المتحدة وبلدان أخرى تضغط من أجل تنحي الأسد مترددةً في التدخل بشكل مباشر في سوريا، ولاسيما في غياب تفويض قانوني دولي، تعرقله روسيا في الأمم المتحدة. ذلك أنه سبق لروسيا أن استعملت حق "الفيتو" ضد قرارين سابقين لمجلس الأمن الدولي، إلى جانب الصين. كما رفضت موسكو أي حظر على الأسلحة لا يشمل قوات المتمردين التي تحصل على الأسلحة جزئياً بفضل أموال تتلقاها من دول خليجية. غير أن الطريق إلى الأمام يزداد تعقيداً في وقت يستمر فيه الوضع في سوريا في التدهور ومجموعات المعارضة تكافح من أجل تشكيل جبهة موحدة. وفي هذا الإطار، تحدثت منظمة "هيومان رايتس ووتش" مؤخراً عن "أرخبيل" من مراكز التعذيب عبر البلاد، كما قال رئيس مجموعة من المراقبين الأمميين إن العنف بلغ مستويات "غير مسبوقة". وكان اجتماع عقد في وقت سابق من هذا الأسبوع ضم أكثر من 30 مجموعة معارضة ومنفيين سوريين آخرين في القاهرة، بهدف توحيد صفوف المعارضة قبيل مؤتمر الجمعة، قد تحول إلى فوضى واشتباكات بالأيدي قبل أن تتفق معظم مجموعات المعارضة المختلفة أخيراً على مخطط يطالب بإزالة الأسد ويحدد الخطوط العريضة لحكومة انتقالية وانتخابات واستفتاء دستوري. ولكن بعض المجموعات المعارضة للحكومة تضغط من أجل إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، على اعتبار أن القوات العسكرية للأسد تستعمل المدفعية والهجمات بواسطة طائرات هيلكوبتر لقصف المناطق المدنية. وفي هذا الإطار، قال زعيم إحدى مجموعات المعارضة للمؤتمر يوم الجمعة إنه إذا كان المتمردون السوريون لديهم "الكثير من الأصدقاء" الذين يحضرون العديد من المؤتمرات على ما يبدو، فإن الأسد مازال في السلطة ومستمر في قمعه الوحشي. وأضاف الزعيم المعارض، الذي لم يوزع اسمه على الصحفيين الذي يغطون الحدث من مركز قريب للصحافة، يقول: "إننا نرغب في أن تكون صداقتكم فعالة ومؤثرة - أن تساعدونا على وضع حد لهذه المذبحة". وتقاوم الولايات المتحدة والقوى الأوروبية دعوات للتدخل في سوريا، مؤثرة بدلاً من ذلك زيادة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على حكومة الأسد. وتعتقد أن جهودها تقوض جراء فشل المعارضة في تشكيل جبهة موحدة ضد الأسد. إلى ذلك، اعتبر تأكيد نبأ انشقاق طلاس يوم الجمعة أول مؤشر على تصدع في الدائرة الداخلية للأسد. وكان خبر الانشقاق قد انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تديرها مجموعات المعارضة، التي نشرت بتشف صوراً للأسد وطلاس يقفان جنباً إلى جنب أمام الكاميرا في تذكير بمدى قوة علاقة الرجلين في الماضي. ومن غير الواضح ما إن كان طلاس، الذي كان يقود الحرس الجمهوري السوري، سينضم إلى المتمردين الذين يقاتلون قوات الأسد أم لا. غير أنه في جميع الأحوال، فإن انشقاقه يبدو أنه هو الأهم من نوعه منذ بدء الانتفاضة. ستيفاني ماكرومان - باريس ليز سلاي - اسطنبول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©