الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المنتديات الثقافية في الشارقة أنجزت الحضور وتطمح إلى تواصل أكبر

المنتديات الثقافية في الشارقة أنجزت الحضور وتطمح إلى تواصل أكبر
13 يوليو 2012
تنظم في الشارقة على مدار أيام الأسبوع منتديات ثقافية عدة، هي: “منتدى الأحد الثقافي”، و”منتدى الاثنين المسرحي”، و”منتدى الثلاثاء الشعري”، و”منتدى النادي الثقافي العربي”، وتنظمها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، كما ينظم نادي القصة في الشارقة، وهو تابع لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، كل أربعاء “منتدى القصة القصيرة”، وتختلف تواريخ تأسيس هذه المنتديات، كما أنها تختلف في مواقعها الجغرافية داخل الشارقة، ولكنها، في معظمها، بدأت منذ سنوات، وتواصلت بلا انقطاع، إلى جانب الملتقيات والمهرجانات الأخرى؛ وفيما ركز بعض هذه المنتديات على القضايا المحلية، فإن بعضها الآخر نوّع في أنشطتها بين المحلي والعربي. استراحة وحول أثر ودور هذه المنابر في المشهد الثقافي الإماراتي، أجرت “الاتحاد” الاستطلاع التالي، مع عدد من المسؤولين ورواد هذه المنتديات، حيث يقول أحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة “إن المنتديات الحوارية الأسبوعية تستكمل البرامج الثقافية الشهرية والسنوية التي تنظمها الدائرة، وهي لا تقل أهمية عنها، وإن الدائرة توليها عناية خاصة، وتبذل كل الإمكانات لاستمراريتها، وتوسيع صداها، وزيادة عدد المشاركين بها”. ويضيف بو رحيمة “صيغة الحوار في المنتدى خفيفة ومتحررة من الشكل الرسمي الذي يطبع المؤتمرات العلمية؛ فالمنتدى حميم أكثر، وأغلب رواده هم دائماً من الأصدقاء، والكلام بيننا فيه بسيط ومباشر ولكنه مهم أيضاً”. ويشير بو رحيمة إلى أن المنتدى يشبه في بعض الأحوال “استراحة” يفيء إليها أهل المسرح للتحرر من أعباء العمل اليومي، كما أنه يتيح للمسرحيين أن “يلتقوا بعد غياب أو أن يتذكروا سيرة صديق مسرحي أو أن يحتفوا بتجربة حديثة أو أن يتعرفوا إلى اسم مبدع جديد أو أن يستعرضوا إصدارة”. من هنا، يرى بو رحيمة أن المنتدى يساهم في تركيز وإشاعة الوعي بفن المسرح والمسرحيين وسط الناس، خاصة أن ما يُطرح فيه ينعكس في وسائط الإعلام المختلفة بالتالي يصل إلى مدى أبعد. وبين بور حيمة أن منتدى الاثنين الذي انطلق منذ عامين استضاف عشرات المسرحيين من جميع أنحاء الوطن العربي، إلى جانب العديد من المسرحيين المحليين، ويقول “لدينا الآن أرشيف مسرحي واسع، قوامه المحاضرات والحوارات والاحتفالات التي نظمها المنتدى”. واختتم بو رحيمة مؤكداً أن منتدى الاثنين نجح في تكريس موعده وسط المسرحيين، وثمة إجماع على أهميته، مضيفاً “ونعمل دائماً على تطويره وزيادة جمهوره”. وجوه شابة من جانبها، قالت الشاعرة جميلة الرويحي إن المنتديات الأسبوعية التي تنظم في الشارقة قدمت منذ تأسيسها العديد من الوجوه الشابة سواء في القصة أو الشعر، وأضافت “لو لا المنتديات لما تعرفنا إلى العديد من الأدباء والأديبات، خاصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي ينظم منذ عشر سنوات أو أكثر منتدى القصة القصيرة، وأخيراً منتدى الشعر”، وتوضح الرويحي “بعض الأدباء لا يميل إلى تقديم نفسه بسبب الخجل أو الخوف، ولكن في المنتدى يتجاوز خوفه ويقدم تجربته؛ فجلسة المنتدى دائماً ما تقرّب بين الناس وتكسر الحواجز” وتؤكد الرويحي أن المنتديات الثقافية في الشارقة حققت الكثير من أهدافها، مشيرة إلى أنها ما كانت ستعرف أسماء مثل الراحل جمعة الفيروز أو عبد الله النعيمي أو مريم جمعة لو لا متابعتها منتدى القصة الأسبوعي”. غياب التنسيق ولكن الرويحي تأخذ على إدارات المنتديات في الشارقة ضعف التنسيق “تكاثرت المنتديات أخيراً وبتنا نحار أين نذهب، ولذلك نتمنى أن يتم تنسيق بين المسؤولين فيها، بحيث توزع على أيام الأسبوع بدلاً من التضارب الحاصل الآن”، كما تأخذ الرويحي على الصحافة عدم اهتمامها بتغطية المنتديات “الصحف تعطي أولوية لمنتدى معين ولا تهتم ببقية المنتديات، في حين ننتظر أن تكمل هذه الصحف الجهود التي نبذلها للتعريف بالمواهب الإبداعية”. دور الصحف الأمر نفسه يؤكده الباحث المصري زكريا أحمد، وهو من الرواد المواظبين على جميع منتديات الشارقة الثقافية إذ يقول “يمكن للصحف أن تلعب دوراً أكبر بكثير في علاقتها بالمنتديات، وليس من العدل ألا توازن في تغطياتها بين هذه المنابر المهمة، كما أن التلفزيون يختزل الحوارات التي تنظمها المنتديات في لمحة لا تستغرق دقيقة في نشرة الأخبار، مع أن هذه الحوارات يمكن أن تقدم كسهرات أو برامج، ويستفيد منها المشاهد كثيراً”. ويشير أحمد إلى تعدد المنتديات في الشارقة، وتغطيتها المجالات كلها، ولكنه يأخذ على البعض تعاطيه معها على أساس صفته “فالمسرحي لا يذهب إلا إلى منتدى الاثنين، والشاعر يتابع منتدى الشعر فحسب”، ويسأل ما الذي يضير القاص في حضور ندوة شعرية؟ تنظيم وينادي أحمد بضرورة وضع رزنامة شهرية لكل منتدى تحدد الضيوف والموضوعات التي ستناقش حتى “نضبط مواعيدنا ونرتب أولوياتنا”، ويشدد على أهمية استمرارية هذه المنتديات، مع ضرورة أن تنفتح إداراتها على الجامعات لدعوة الطلاب والطالبات”، هذا تقليد مهم تفتقره المنتديات هنا، فلماذا لا نأتي بطلاب اللغة العربية إلى المنتدى الثقافي أو طلاب الإعلام أو الآداب لمنتدى الشعر ربطاً لهم بالإيقاع اليومي للحراك الثقافي وإثراء لمعارفهم؟” ويشير أحمد إلى أن مثل هذه “المنتديات في أوروبا لا تدخلها إلا بعد أن تشتري تذكرة لتحضر مناقشة رواية أو لمحاور كاتب”، في حين هي متاحة مجاناً هنا على كثرتها وتنوعها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©