الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دول الخليج تقدم قبلة الحياة لليرة اللبنانية

9 أغسطس 2006 00:14
اعداد - أيمن جمعة: تلقت الليرة اللبنانية المترنحة ما يشبه ''قبلة الحياة'' بعدما قررت السعودية والكويت ايداع 1,5 مليار دولار في البنك المركزي اللبناني· ونقل تقرير لصحيفة ''الفاينانشال تايمز'' عن مصرفيين في بيروت القول إن البنك المركزي اللبناني تدخل في السوق المحلي بانفاق حوالي مليار دولار وبمعدل يتراوح بين 50 مليونا و100 مليون دولار يوميا، وذلك لمواجهة اسراع المودعين الذين يتملكهم الذعر من تداعيات الحرب الاسرائيلية على لبنان، لتحويل مدخراتهم بالليرة الى العملات الصعبة· وجاء في تقرير للصحيفة بعنوان ''منطقة الخليج تضخ أموالا لانعاش الليرة'' أن الضغوط على العملة اللبنانية تراجعت قليلا لاسباب منها ''رسالة التضامن'' التي أرسلتها الدول الخليجية الغنية بالنفط من خلال ايداعاتها في المصرف المركزي· وأكد رياض سلامة حاكم مصرف لبنان المركزي ان الضغوط على الليرة اللبنانية تراجعت والدولار الأميركي أصبح متوفرا في السوق المحلي بعد اختفائه من شبابيك المصارف· وأوضح ان الطلب على العملات الاجنبية كان عنيفا في الايام الاولى من العدوان الاسرائيلي قبل ان يتراجع هذا الطلب في الايام الاخيرة· كما أكد سلامة قدرة لبنان على الوفاء بالتزاماتها في مجال حساباتها الائتمانية بالعملة الأجنبية والليرة وهذا ينطبق على خدمة الدين العام البالغ 39 مليار دولار· وخلال العامين او الثلاثة أعوام الماضية كان لبنان من أكبر المستقبلين للاستثمارات العربية وفي مقدمتها القادمة من منطقة الخليج التي تنعم بوفرة نقدية بفضل الارتفاعات القياسية في أسعار النفط· وتفيد الاحصائيات ان المستثمرين الخليجيين ضخوا مبالغ تقدر بنحو مليار دولار في الاقتصاد اللبناني العام الماضي، أغلبها في قطاع العقارات· ويشيد المصرفيون في لبنان بالدعم المالي الخليجي· ويقول مروان بركات الخبير الاقتصادي في بنك عودة ببيروت ''هذه الايداعات تساعد على استقرار النظام المالي بالكامل·'' وأودعت السعودية مليار دولار في صورة قرض لمدة خمسة أعوام بسعر فائدة يقل عن ''الليبور'' بهدف تعزيز الاحتياطات بالعملات الاجنبية في المصرف المركزي اللبناني، كما قدمت 500 مليون دولار اخرى لتكون نواة لانشاء صندوق اعمار عربي لاعادة اعمار لبنان· ومن جانبه وافق البرلمان الكويتي على تقديم 300 مليون دولار لمساعدة جهود اعادة الاعمار، اضافة الى ايداع 500 مليون دولار في المصرف المركزي اللبناني· ويتوقع مراقبون ان تشترك باقي دول مجلس التعاون الخليجي لرفع اجمالي ايداعاتها في المصرف المركزي اللبناني الى ملياري دولار· ويشير المراقبون الى ان هذه التحركات من شأنها ان ترفع الاحتياطيات الاجنبية في لبنان الى مستوى قياسي عند 14 مليار دولار، وهو ما يعتقد الاقتصاديون انه كاف لحماية البنك المركزي من السحب من احتياطيات البنوك التجارية المودعة عنده· ويقول فرانسو باسل رئيس رابطة المصرفيين اللبنانيين ''سوف يتحول الوضع المصرفي الى مشكلة خطيرة فقط اذا استمرت الحرب لفترة طويلة دون التوصل لقرار·'' وقبل بدء العدوان كان الاقتصاد اللبناني في طريقه لتسجيل أفضل عام منذ اكثر من عقد كامل، حيث تظهر الاحصائيات الحكومية ان النمو خلال الشهور الخمسة الاولى من العام تراوح بين أربعة وخمسة في المئة· لكن بركات يقول إن الاقتصاديين يتطلعون الآن الى ان يتراجع معدل النمو خلال العام بالكامل الى الصفر، مضيفا ''الخسائر المباشرة التي تحملتها البنية الاساسية خلال الايام الاثني عشر الاولى من العدوان تقدر بنحو ملياري دولار·'' ويحتاج لبنان مساعدات تقدر بمليارات الدولارات للتعافي من نتائج الدمار الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية في المنشآت المدنية بالإضافة إلى إضرارها بالسياحة بشكل مباشر· وأدى العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى تدمير معامل وورش وبنى تحتية وجسور ومرافق حيوية ومصانع مما أفقد العمال وأصحاب العمل وظائفهم ومصادر دخلهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©