الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بلجيكا تغرق في أزمتها السياسية والتفكك يلوح في الأفق

18 أكتوبر 2010 23:14
يبدو المستقبل غامضاً بالنسبة لبلجيكا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، بعدما رفض الفرنكوفونيون عرض تسوية لإصلاح البلاد قدمه الانفصاليون الفلمنكيون على أنه عرض الفرصة الأخيرة. وقام زعيم الانفصاليين الفلمنكيين بارت دي فيفر المكلف من الملك البير الثاني البحث عن مخرج للوضع يسمح بتشكيل حكومة اتحادية مازالت متعثرة منذ الانتخابات التشريعية في 13 يونيو، بتقديم عرضه أمس للأحزاب الفرنكوفونية والناطقة بالهولندية. غير أن الأحزاب الفرنكوفونية سارعت إلى رفض العرض على الفور معتبرة أنه شديد الانحياز للمطالب الفلمنكية، ما أثار مخاوف بالنسبة لمستقبل البلاد. وأعرب الحزب الاشتراكي، أكبر الأحزاب الفرنكوفونية، عن “خيبة أمله العميقة”، معتبراً ان نص دي فيفر “لا يقرب بين وجهات النظر”. وندد بـ”الطابع الأحادي والاستفزازي في بعض الأحيان” لبعض الطروحات التي من شأنها بنظره “زيادة حدة التوتر” بين الفرنكوفونيين والناطقين بالهولندية. وصدر رد فعل مماثل عن الحزب الديمقراطي الإنساني “وسطي” الذي اعتبر الوثيقة بمثابة “موقف أحادي ليس من شأنه تقريب وجهات النظر حول العديد من النقاط”. وكان رئيس التحالف الفلمنكي الجديد، الفائز الأكبر في انتخابات 13 يونيو في فلندريا المنطقة الناطقة بالهولندية التي تمثل 60% من سكان بلجيكا، طرح عرضه على أنها عرض أخير إما أن يتم قبوله أو رفضه. وينص العرض أولاً على استقلالية مالية أكبر للمناطق تسير في اتجاه مطالب فلندريا التاريخية. وبموجب العرض، تتولى المناطق الثلاث فلندريا ووالونيا وبروكسل إدارة “حوالي 45% من إجمالي عائدات الضرائب” على الدخل في البلاد، ما يعني مجموع 16 مليار يورو توزع عليها مع منح فلندريا القسم الأكبر من هذه العائدات “10 مليار يورو”. ووافق دي فيفر على دفع المساعدات المالية الإضافية المطلوبة لمدينة - منطقة بروكسل التي تعاني ديوناً باهظة، ولكن بمستوى أقل مما يطالب به الفرنكوفونيون. وبالنسبة لهاتين النقطتين، تحدث الحزب الاشتراكي عن اقتراحات “تشكل خطراً على رفاه سكان والونيا وبروكسل” وتهدد بوضع حد لأية آلية تضامن بين شمال البلاد وجنوبها في إطار الدولة الفدرالية. ويبقى آخر ملف شائك، وهو الحقوق اللغوية الخاصة التي يحظى بها عشرات آلاف الفرنكوفونيين المقيمين في فلاندريا بضاحية بروكسل. والعرض المطروح يلغي هذه الحقوق باستثناء في البلدات الست، حيث غالبية فرنكوفونية والتي سيبقى في وسع سكانها التصويت لمرشحين فرنكوفونيين في الانتخابات التشريعية. لكن الحزب الاشتراكي يرى ذلك غير كافٍ، معتبراً ان العرض “سيسيء” إلى حقوق الفرنكوفونيين في هذه المنطقة. واعتبر رئيس حزب الاتحاديين الديمقراطيين الفرنكوفونيين اوليفييه مانجان الذي يتصدر حملة الدفاع عن حقوق الفرنكوفونيين، ان هذا العرض “لا يسعنا سوى رفضه لأنه يمهد للانفصال بالشروط التي تريدها فلندريا القومية”. وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق للخروج من هذا الطريق المسدود” على حد تعبير صحيفة لو سوار، فقد يضطر الملك إلى الدعوة لانتخابات تشريعية جديدة بعد انتخابات مبكرة جرت في 13 يونيو وفاز فيها انفصاليو التحالف الفلمنكي الجديد. وتشهد بلجيكا أزمة سياسية منذ يونيو 2007 بسبب خلافات بين الناطقين بالهولندية والفرنكوفونيين على مستقبل المملكة التي باتت مهددة بالتفكك، في وقت تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
المصدر: بروكسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©