الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المهرجان المتوسطي للقصيدة ينطلق بمدينة مونبلييه في الجنوب الفرنسي

23 يوليو 2011 21:20
شارك ثلاثون شاعراً من سبع عشرة دولة عربية، من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، مساء أمس الأول الجمعة في مدينة مونبلييه وضواحيها في الجنوب الفرنسي بفعاليات المهرجان المتوسطي للقصيدة الذي يستمر حتى الثلاثين من هذا الشهر متضمنا قرابة الأربعمئة فعالية أدبية – شعرية وموسيقية ومسرحية وغنائية ذات مستوى معروف أوروربياً. والشعراء العرب المشاركون في المهرجان، هم الشاعران محمد المزروعي، وسعد جمعة من الإمارات، ولميس سعيدي وخالد بن صالح من الجزائر، وأحمد كتوعة، وابراهيم الحسين من السعودية، وحمدة خميس من البحرين، ومنتصر عبد الموجود وفتحي عبد الله من مصر، وصلاح فائق وعبد الهادي السعدون من العراق، ويوسف عبد العزيز من الأردن، وعباس بيضون وناظم السيد وعبده وازن وصلاح ستيتية من لبنان، وعبد السلام العجيلي ومحمد زيدان من ليبيا، وحامد زيد ومحمد حموداني من المغرب، وعبد الله الريامي وعلي المخمري من عُمان، ومحمد الأسعد ونجوان درويش وسلمى الخضراء الجيوسي من فلسطين، وعبد الله السالم من قطر، ومرام المصري ونوري الجراح وعبد السلام حلّوم من سوريا، ووليما مقدم ومنصف غشيم والمنصف الوهايبي من تونس. في حين يشارك الشاعر الفلسطيني غسان زقطان بوصفه يحمل صفة “ضيف شرف” أو ما هو أقرب إلى ذلك في المهرجان. كما يشارك من فرنسا، فضلاً عن ميشيل ديغي وصلاح ستيتية الذي يشارك باسم فرنسا أيضاً، الشاعر باتريك دبوست الذي يعتبر الآن من ألمع الشعراء الفرنسيين من ذوي الأصول الفرنسية، حيث خرج بالشعر الفرنسي، مع موجة ثمانينية من الشعراء الفرنسيين، من أن يبقى شعر لغة محض إلى شعر صورة، بالإضافة إلى عدد من الشعراء المهمين من دول أميركا اللاتينية على وجه التحديد. ويستضيف المهرجان سنوياً شعراء من أغلب دول العالم، حيث يعتبر واحداً من الفرص النادرة في الاطلاع على الشعريات الراهنة في الثقافات الحيّة الحديثة، حيث تتكون إدارة المهرجان من مثقفين وشعراء وناشطين من أصول فرنسية وغير فرنسية يعملون لأشهر طويلة من السنة يتم خلالها ترتيب برنامج ضخم إلى هذا الحد فحسب، بل ترجمة القصائد التي سيقرأها الشعراء بلغتهما الأصلية إلى الفرنسية. يرافق الشاعر أثناء القراءة ممثل أو ممثلة على اطلاع مسبق بالقصائد التي سيقرأونها في أوقات مختلفة من النهار والليل فتبدأ القراءة في العاشرة صباحا وتنتهي القراءة الأخيرة في العاشرة مساء، فيما تبقى النقاشات الأدبية والثقافية وحتى السياسية العالمية بين الشعراء والفنانين المشاركين حتى ساعات الصباح الأولى فيما يشبه الورشة، خاصة وأن هناك العديد من المنابر المفتوحة أمام الشعراء والمشاركين والجمهور بوصفها “هايد بارك” فرنسياً يستطيع أن يتحدث من خلاله الأفراد دون رقابة مسبقة على طروحاتهم تبعاً للقانون الفرنسي السائد منذ العام 1917 وكل ما تقوم به إدارة المهرجان بصدد الخروقات للقانون بهذا الاتجاه أو ذاك وتحديداً العنصرية هو تنصلها المسبق عن أن تكون آراء أي من المتحدثين تمثلها، خاصة وأن هناك مشاركين من أكثر من مئتي جنسية يُستضافون من العالم، حيث لكل من هذه الجنسيات قضاياها الخاصة وإشكالياتها التي قد تتجاوز حدودها لتشتبك مع إشكاليات تخص قوميات ودول مجاورة. من هنا لا تجد إدارة المهرجان أي إشكالية في دعوة شعراء من دولة الاحتلال الاسرائيلي إلى جوار شعراء من دول عربية، لكن الحوار هنا مقطوع تماماً ليس بسبب وجود قوانين في بعض الدول العربية الالتقاء بمواطني أي دولة عدوة فحسب، بل يرى الكثير من الشعراء العرب أن الشعراء والمثقفين الإسرائيليين عموماً يشاطرون دولتهم الموقف ذاته الذي ما زال يتنكر للحقوق الطبيعية والإنسانية للشعب الفلسطيني، وكذلك لقرارات منظمة الامم المتحدة في هذا الصدد. غير أن هذا الأمر يبقى مثار جدل في الأوساط الثقافية العربية خاصة وأن هناك العديد من الشعراء العرب ومن بينهم فلسطينيون يرفضون المشاركة في مهرجانات اوروبية على قدم المساواة مع الشعراء الإسرائيليين، على اعتبار أن ذلك مساواة بين الضحية والجلاد من جهة، وأن الدولة الناشئة في فلسطين المحتلة منذ العام 1948 لم تنضج بما يكفي لتكون شريكاً لسلام دائم فكيف هي الحال بشراكة ثقافية واقعية. تقابل ذلك وجهة نظر أخرى ترى في عدم المشاركة موقفاً سلبياً في ظل وجود هذا العدد الهائل من الشعراء والمثقفين من العالم الذين غالبا ما يكونون أقرب إلى وجهة النظر العربية، فضلاً عن انه من غير الممكن أن يقوم أحد بملء المقاعد الشاغرة للشعراء العرب في المهرجان سواهم في حين لا تتم سوى دعوة “شاعرين إسرائيليين” ليس بوسعهما أن يقدما لهذا العدد الواسع من المثقفين من العالم وجهة نظر متماسكة ومقنعة تجاه سلوك دولتهم العدواني والاحتلالي ضد الفلسطينيين ودول الجوار.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©