عدد اليوم
رحاب الضنحاني
تظل مناطق الطويين التابعة لإمارة الفجيرة بامتداد جبال رأس الخيمة، التي تضم مجموعة كبيرة من الأودية والسهول والبرك هي كنز من الكنوز الأثرية والتاريخية، أهم ما تحتويه هذه الجبال بين جنباتها هو تاريخ شعب عريق عاش في هذه المناطق الجبلية التي ما زالت محتفظة بطابعها التراثي والتاريخي، ومن أهم تلك الاكتشافات هو العثور على صخرة تحمل رسوماً ونقوشاً توثق لرحلات الصيد، ويرجع عمرها لآلاف السنين قبل الميلاد في منطقة تقع بين جبل مربح ومنطقة جبال رأس الخيمة، كما تم العثور على صخرة تسمى «تمرة الخشكار» في جبال منطقة «وم»، والتي تعد من الصخور الغريبة عن مكونات جيولوجيا القاعدة الصخرية لإمارة الفجيرة، ويرجع إطلاق أهالي المنطقة على هذه الصخرة اسم «تمرة الخشكار» لما كانت عليه في السابق من لين وطراوة قبل تحولها للصلابة والمملس الناعم، ويؤكد ذلك آثار أقدام بعض الحيوانات والزواحف المحفورة عليها من مئات السنين.
ولعل أبرز المفارقات التي صادفتنا كانت بعض القلاع القديمة في منطقة «الخب» الواقعة بين الجبال الشاهقة لمنطقة الطويين التابعة لإمارة الفجيرة، التي تعتبر «الكنز الأثري» الحقيقي، الذي لايزال غير موثق في معالم الدولة، حيث تضم هذه السلاسل الممتدة بين الجبال معالم تاريخية عريقة ظلت شاهدة على حياة هذه الشعوب، التي عمّرت هذه المناطق الجبلية، ولعل أبرزها «كهف الخفافيش»، أو ما يسميه قاطنو منطقة «وم» «كهف الخنافيش»، أو«حصاة الخنافيش»، وهو عبارة عن مغارة أسفل صخرة ضخمة ومربعة تضم كهفاً يمتد طوله إلى 72 متراً، ويتسع إلى ما يقارب 50 شخصاً، وهو كهف منتصب بطريقة رأسية وموجود في أعلى القمم الجبلية بالمنطقة، ويعرف أنه استخدم منذ 200 سنة ملجأ وقت الحروب ومكاناً لتخزين العتاد والذخيرة، كما عرف بكونه مسكناً لإحدى القبائل التي كانت تعتمد كلياً على الخفافيش، وعلى مجرى المياه العذبة، الذي يقع تحت الكهف، والذي استخدمه ساكنوه في عملية سقي المزارع الفلاحية.
أيضاً تم اكتشاف «قلعة الرابي»، وتقع في مدينة خورفكان بإحدى قممها الجبلية المطلة على الساحل البحري، وكانت تستخدم للمراقبة .. وتم بناؤها من قبل النقبيين، أيضاً تمكن الفريق من التعرف إلى «قلعة حبحب»، وسميت بذلك لأنها كانت تشتهر بزراعة الحبوب وتمتاز بموقعها الخلاب بين الجبال وبها 3 أبراج، ويتعدى عمر هذه المعالم التاريخية أكثر من 250 سنة، وقد بنيت هذه الأبراج من الصخور الجبلية والطين المحروق. أيضاً تم اكتشاف معلم تاريخي يسمى «حصاة الفنجان» الموجود في منطقة وادي الحلو التابعة لإمارة الشارقة، وكانت هذه الصخرة فوق جبل.
خلال الرحلة وصلنا إلى «وادي خنان» بين جبال الفجيرة ورأس الخيمة، وتعتبر منطقة خنان مكاناً تابعاً لقبيلة بني قوس «الشحوح» والمنطقة تابعة لرأس الخيمة، وتضم هذه المنطقة بيوتاً أثرية قديمة، بينما المصدر الذي كان أهل المنطقة يعتمدون عليه في الشرب هو المطر في الأساس، حيث كانت تتجمع الأمطار في برك ماء عميقة ويرتوي منها طوال السنة.
