الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي يعد بـ «إصلاحات واسعة» في اليمن

18 يوليو 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - رحًبت الأمم المتحدة بإطلاق العملية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن، الذي دخل، منذ أواخر نوفمبر، حيز تنفيذ اتفاق لنقل السلطة ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، لإنهاء الأزمة المتفاقمة في هذا البلد، منذ أكثر من عام ونصف العام، على وقع احتجاجات شعبية أطاحت، نهاية فبراير، بالرئيس السابق علي عبدالله صالح.وذكر موقع إذاعة الأمم المتحدة، أن الأمين العام، بان كي مون، رحب بتشكيل الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، السبت الماضي، اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، المقرر عقده في نوفمبر القادم.واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بأن الحوار الوطني “سيمثل فرصة لجميع الجهات الفاعلة في اليمن، لأن يضعوا بشكل جماعي عقداً اجتماعياً جديداً، وأن يحققوا المصالحة الوطنية”. وأشاد كي مون بـ”تصميم” الرئيس هادي والحكومة اليمنية الانتقالية “على إبقاء عملية الانتقال على المسار الصحيح”، التي ينظمها اتفاق “المبادرة الخليجية” حتى مطلع العام 2014.وكان هادي (67 عاماً) اُنتخب رئيساً مؤقتاً لليمن، لولاية مدتها عامان، خلفاً لسلفه علي عبدالله صالح (70 عاماً)، الذي حكم اليمن قرابة 34 عاماً، والذي أُجبر على التنحي، عبر انتخابات رئاسية شكلية غير تنافسية جرت في 21 فبراير الفائت، وبعد مرور أكثر من عام على موجة احتجاجات شعبية مناهضة له. ولا يزال صالح يقود حزب “المؤتمر الشعبي العام”، أكبر الأحزاب اليمنية، وأحد طرفي اتفاق “المبادرة الخليجية”، فيما نجله الأكبر، العميد أحمد علي صالح، يتولى قيادة قوات “الحرس الجمهوري”، أقوى فصائل الجيش اليمني المقسوم منذ أكثر من 15 شهراً.ودعا الرئيس اليمني السابق، أمس الثلاثاء، في حديث صحفي بمناسبة السنوية الرابعة والثلاثين لتوليه الحكم، أنصاره إلى دعم ومساندة هادي “من أجل تثبيت الأمن والاستقرار والتنمية”، في هذا البلد المضطرب أمنياً والأكثر فقراً في المنطقة.ولا يزال هادي، الذي شغل منصب نائب اليمني منذ أكتوبر 1994 وحتى مطلع العام الجاري، النائب الأول لرئيس حزب “المؤتمر الشعبي العام”.كما دعا صالح اليمنيين “بمختلف توجهاتهم السياسية” إلى “الابتعاد عن نشر ثقافة الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد”، مؤكدا أن اليمن “ملك للجميع وليس ملك لحكومة أو أشخاص”. وانتقد أداء الحكومة الانتقالية، التي يشكلها حزبه مناصفة مع تكتل “اللقاء المشترك”، الذي يتولى رئاسة الحكومة بموجب اتفاق نقل السلطة. وقال إن هذه الحكومة “لم تضع طوبة واحدة في المشاريع الخدمية والتنموية على مستوى الوطن” منذ تشكيلها مطلع ديسمبر، مضيفا :” كل ما يحدث هو التسابق للحصول على المرتّبات والامتيازات وإقصاء الموظّفين”.ونفى الرئيس السابق وجود أي خطط لإعادة هيكلة الجيش اليمني، المقسوم بين نجله وغريمه القائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر، الذي تمرد أواخر مارس الماضي على صالح. وقال :”لم يقدّم أحد (..) رؤيةً، لا يمنية ولا أميركية ولا أوروبية” بشأن عملية إعادة هيكلة وتوحيد الجيش المقسوم، وهي المهمة المكلف بها خصوصا “لجنة الشؤون العسكرية”، المنبثقة عن اتفاق “المبادرة الخليجية”، متهما وزراء الحكومة الانتقالية بالانشغال في “إحلال موظفين من الأقارب” و”بصورة بشكل غير مسبوقة”، حسب قوله. وأقر الرئيس اليمني الحالي، لدى استقباله أمس الثلاثاء في صنعاء، نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأردني، اللواء ركن زياد المجالي، بأن الأزمة في بلاده “أثرت كثيرا على وحدة الجيش اليمني”، وتسببت بـ”انقسام كبير على مستوى خطير جدا” وضع البلد على شفا حرب أهلية. وقال إن “مهام القوات المسلحة اليوم تختلف عن الماضي” خصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة، أواخر القرن الماضي، مشيرا إلى أن “الاهتمام ينصب اليوم” على “الأمن والاقتصاد” لإيجاد “الاستقرار والتنمية في أي بلد”.وأشار إلى أن اتفاق “المبادرة الخليجية” مثًل “مخرجا” توافقيا لليمن من أزمته الراهنة، واعدا بإجراء “إصلاحات واسعة” سيقرها مؤتمر الحوار الوطني، الذي قال إن “كافة الأطياف السياسية والحزبية والمجتمعية” في البلاد ستشارك فيه. وأمس الأول، أمهل الفصيل الرئيسي في حركات الاحتجاج الشبابي في اليمن الرئيس هادي، أسبوعا واحدا، لإقالة نجل صالح من قيادة قوات “الحرس الجمهوري”، داعيا خصوصا أحزاب “اللقاء المشترك” إلى عدم التعاطي مع دعوات الحوار الوطني. وحذًر قيادي بارز في “الحراك الجنوبي”، الذي يتزعم الاحتجاجات الانفصالية في جنوب اليمن منذ 2007، كافة الأطراف المتصارعة في البلاد من “تجاهل مطالب شباب الثورة”. وقال أمين عام “الحراك الجنوبي”، عبدالله الناخبي، أمس الثلاثاء، إن من نجحوا في إسقاط صالح “لن يترددوا في ممارسة الفعل الثوري ضد من يقف في طريق تحقيق أهداف ثورتهم التي خرجوا من أجلها”، داعيا المحتجين الشباب إلى التصعيد من أجل “اجتثاث” حزب “المؤتمر”، الذي اتهمه ورئيسه بـ”إعاقة مسيرة الثورة”، حسب قوله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©