تشير شهادات طيارين «كاميكاز» يابانيين كتب لهم ألا ينفذوا عمليات انتحارية في الحرب العالمية الثانية، على المدى الذي يمكن أن يبلغه المرء في الاندفاع في ما يراه دفاعاً عن وطنه. ويستذكر يوتاكا كانبي الذي كان مدرباً ومستعداً لتنفيذ عملية انتحارية شاء القدر أن تنتهي الحرب العالمية الثانية قبل أن ينفذها، تلك السنوات «المجنونة» من تاريخ بلاده.
يبلغ هذا المحارب القديم اليوم 91 عاماً، وكان من المفترض أن يقضي قبل أكثر من نصف قرن صادماً طائرته بهدف بحري أميركي، على غرار كثير من رفاقه، لكن اليابان استسلمت في الخامس عشر من أغسطس من عام 1945 قبل أن يحين دوره.
ويقول لمراسل وكالة «فرانس برس» «لم أعد أقبل فكرة تبجيل هذا النوع من المهمات» التي قضى فيها نحو أربعة آلاف طيار.
ويتمنى هذا الطيار السابق العجوز ألا تعود اليابان يوماً إلى أجواء التعبئة التي عاشتها في زمن الحرب الثانية، وهو لا يخفي قلقه من سعي الحكومة الحالية ذات التوجهات القومية إلى إعادة النظر في بعض مواد الدستور الياباني الذي ينص على سلمية البلاد، وهو الدستور المقر في البلاد منذ انتهاء الحرب.
ففي مطلع شهر يوليو المنصرم، اتخذت الحكومة اليابانية قراراً يعد تاريخياً، وينص على السماح للقوات المسلحة بالمشاركة في عمليات عسكرية خارج حدود البلاد، بغية مساعدة حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة. وبرأي يوتاكا كانبي، فإن اليابان قد تنزلق مجدداً إلى الحرب في حال سار حكامها على خطى رئيس الحكومة الحالي شينزو ابي. ويقول «سأموت قريباً وأنا قلق على مستقبل بلدي».
ويوافق كوزو زميله يوتاكا في أن اليابان ينبغي أن تبقى ملتزمة طريق السلام، لكنه لا يحمل كثيراً على ما مضى، إذ إن «السلام له ثمن ينبغي أن يدفع».
ويقول «لاشك أن عمليات الكاميكاز ينبغي أن تكون صفحة طويت دون رجعة، لكن السلام ليس مجانياً، ولا يمكن حماية السلام دون قدرة دفاعية جيدة»، متفهماً إلى حد ما توجه الحكومة الحالية. (طوكيو ـ أ ف ب)
عدد اليوم
