الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكر والفر

26 أغسطس 2006 00:11
قد يتبادر الى ذهن اي رجل ليتساءل بينه وبين نفسه بسؤال دائماً ما يخالج النفس وهو لماذا كل هذا التنافر والكر والفر المعتاد والمعهود بين المرأة والرجل؟ لماذا كل هذا السجال المتبادل بين المرأة والرجل في ميدان الحياة ومعتركها، الخاصة منها والعامة؟ اذ لا بد وان هناك اسبابا عديدة وليس سببا واحدا يدعو الى هذه المناوشات المستمرة بين الطرفين ولا بد ان أحدا منهما متميز على الآخر في اشياء عديدة ومجالات شتى، ولكن الرجل على أية حال يتساءل ولو بشيء من وارد الخاطر هل فعلاً ان المرأة أنانية بطبعها وبطبيعة تكوينها الأنثوي؟ وهل فعلا ان كل بنات حواء هن من نفس هذه الطينة وهذا التكوين؟ هل صحيح ان المرأة سليطة اللسان خاصة على زوجها المسكين الذي هو أقرب المقربين اليها وأقرب الناس بجانبها؟ هل فعلاً ان النساء وبشكل عام ناكرات للعشرة والعشير؟ وهل أنهن لا يقدرن العواقب الا بعد وقوعها ذلك لأنهن تأخذهن العواطف أكثر من التفكير واستخدام العقل الذي يتميز به الرجل في هذا الجانب؟ وهل انهن لا يحسسن بمدى أهمية الزوج والبعل والعشير الا بعد فقده من الحياة الأسرية كموت أو فراق أو هجران أو سفر لبلاد الله الواسعة هرباً ونفوراً من المرأة لكثرة قذائفها النكدية المميتة؟ هل فعلا ان المرأة دائماً تحب السيطرة والتسلط على الرجل ليس في المنزل والمحيط الأسري فقط عندما تكون زوجة ولكن حتى وان تواجدت معه في حقل العمل فتحاول سحب البساط من تحت قدميه غيرة منه أو الحقد عليه فالأمر سيان بين هذا وذاك فالنتيجة هي في النهاية واحدة·· التخلص من الرجل أو السيطرة عليه حتى تتمكن بكيدها وحيلها المختلفة من أخذ مكانه؟ وهل حقيقة أن المرأة اذا تضايقت ولم تجد من تصب جام غضبها عليه صبته على زوجها المسكين؟ واذا لم تجد من تتشاجر معه تشاجرت مع زوجها المتعوب؟ واذا لم تجد من تنكد عليه عيشته وحياته نكدت على زوجها المنكوب؟ واذا لم تجد من تحيك له الكيد والدسائس والألاعيب كادتها لزوجها المغلوب؟ وهل فعلاً أن المرأة تتمنى ان تذيق شريك حياتها السم الزعاف وان تتعاون في سبيل مصلحتها ولو مع الشيطان الرجيم فقط في سبيل الا يتزوج عليها او حتى يفكر في ذلك ولو من باب الورود على الخاطر وله الويل والجحيم والعذاب ان فعل ذلك؟ وان حدث ووقعت الفأس في الرأس -كما يقولون في أمثالنا العربية الشعبية- وتزوج عليها وهي مكرهة على ذلك لا طائعة بالطبع فهذا الحدث لن يمر مرور الكرام بأي حال من الأحوال فهو سيقع عليها كالصاعقة وكالزلزال القوي الذي يهز أركان عرشها حتى انه في نظرها أكبر من كل مقاييس العالم الشهير ريختر في قياس الزلازل فالذي اصابها هز عرش مملكتها هزة عنيفة قوية وخلخل أركان كيانها كما تتخلخل أركان البيت القديم الذي شرب عليه الدهر وأكل بحيث يمكن ان تبعدها هذه الهزات والتداعيات عن كرسي العرش الذي اعتادت ان تتربع عليه بدون منافس وينزع من فوق رأسها تاج الملكة الذي طالما تغنت به هكذا فجأة وبدون مقدمات· فالمرأة تعد هذا في نظرها من السبع الموبقات ومن أكبر الممنوعات والمحرمات على الرجل ساعتها وبدون اي تردد او تفكير أو روية ستحلف بأغلظ أيمانها التي تؤمن بها بأنها لتذيقنه من صنوف الهم والغم والتنكيد والعذاب الدنيوي ما لم يخطر على باله أو على قلب أحد من البشر· المكر من طبعها المتأصل فيها وسلاحها القوي الذي تواجه به الرجل بجانب الأسلحة الفتاكة الأخرى مثل سلاطة اللسان والدموع المنهمرة من العيون الباكية· هل فعلاً أن المرأة لا هم لها سوى الانفاق على أدوات زينتها المختلفة·· مكياجها وملابسها الجديدة والجري خلف آخر الموضوات في التسريحات وقصات الشعر والأناقة وانها مسرفة كل الاسراف في هذا المجال؟ هل كل هذه الاوصاف والنعوت هي فعلا حقيقة توجد في تكوين شخصية المرأة· هذا ليس بمستغرب على المرأة والتي هي من عموم جنس النساء لأنهن خلقن من ضلع أعوج وسيبقين على هذا الوضع الأعوج الى ما لا نهاية، فتفكير المرأة دائماً يأتي محدودا فهو على قدر الساعة التي تعيشها ويومها الذي هي فيه، فهي لا تفكر بعقلها بقدر ما تفكر بقلبها وبعاطفتها الأنثوية· يغلب عليها طابع الأنوثة والحنان والرقة والقلب الرقيق حينما تكون بأمس الحاجة للرجل وما ان تنتهي هذه المصلحة وينتفي ذلك الغرض والمطلب من هذه الحاجة تعود المرأة كما كانت الى طبيعتها التي خلقت وجبلت عليها وخاصيتها التي تأصلت عليها وما ذلك الذي سبق الا انه مجرد تمثيل وفبركة نسائية لنيل المبتغى والمطلب فهي تعرف من أين تؤكل كتف الرجل ومن أي باب تأتي اليه وكيف تنال مغنمها منه· وهل ان المرأة ثرثارة أكثر من اللازم وانه لا يؤتمن على سر لديها الا وأفشته في ساعته وحينه· لا نريد الاسهاب كثيرا في سرد خيال الرجل عن المرأة وذكر خصالها النسائية وأوصافها المتعددة فالمرأة تستطيع بمكرها ان تدخل الرجل في البحر العميق وتخرجه دون ان تبتل ملابسه ولو بقطرة ماء واحدة ذلك ان النساء كيدهن عظيم وهذا كلام خالقهن والعالم بأسرارهن رب العالمين· حمدان محمد - كلباء
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©