الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الحلم والواقع

بين الحلم والواقع
24 أكتوبر 2010 20:37
المشكلة عزيزي الدكتور: أنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري انتهت دراستي الجامعية وأنتظر الحصول على وظيفة مناسبة. عندما كنت في الجامعة تعرفت في السنة الأولى على شاب من عائلة بسيطة محافظة وشديدة التدين.. ذلك الشاب لفت نظري باجتهاده في دراسته وأدبه الجم مع الزملاء والزميلات والذي يوحي بانه في عمر اكبر من عمره الحقيقي نظرا إلى رجاحة عقله وحكمته وهدوئه. ذلك الشاب كان يدرس في الكلية نفسها التي أدرس فيها لكنه كان يسبقني بعام واحد. احتواني بحنانه وحبه واحترامه لي ومشاعر الخوف والرعاية التي كنت في حاجة اليها. كنا شديدي التفاهم في كل شيء كالنغمة الحنونة المتجانسة التي تطرب الآذان. لكن ما كان يقلقني ويقلق ذلك الشاب هو وضع عائلتي المادي الذي يتفوق بمراحل كثيرة على وضع عائلته واسمها حيث انني أنحدر من عائلة كبيرة لها اسمها ووزنها الاجتماعي والمادي الكبير حيث ان والدي رجل أعمال معروف وله ثقله في المجتمع. أما من أحبه قلبي فعائلته بسيطة جدا فوالده موظف بسيط جدا في احدى الوزارات. وهذا ما كان يؤرق حياتنا ويفسد سعادتنا عندما نحلم بعش الزوجية والمنزل الجميل الذي سيجمعنا، كنا نصحو على الحقيقة المرة التي ستصادفنا عند تخرجنا وهو الرفض القاطع والأكيد من أسرتي على زواجنا لذلك كنا نخشى التخرج ومواجهة تلك الصاعقة والبركان فور التخرج. وللأسف يا سيدي حدث ما توقعناه. عندما أنهيت دراستي الجامعية تحدثت مع والدتي بشأن زميلي وتفكيرنا في الزواج وتحقيق الحلم الذي راودنا أكثر من ثلاثة أعوام.. لكن والدتي صدمتني بكلماتها المميتة عن وضع العائلة واسم والدي وضرورة الحفاظ على الوضع الاجتماعي وكلام كثير من هذا القبيل وطالبتني بنسيان هذا الحب والابتعاد عن ذلك الزميل لأن في رأيها الحب شيء والزواج شيئ آخر وله أسس وقوانين عائلية لا بد أن تحترم وتنفذ على رقاب الجميع. لم أيأس وتحدثت مع والدي فكان رده أكثر حدة وعنفاً وتهديداً ووعيداً ان لم أقطع علاقتي بذلك الشاب. شعرنا بابتعاد المسافة بين الحلم والواقع.. لكنني لم اقو يا سيدتي على فراقه ووعدته بالصمود والصبر إلى ان نحصل على مبتغانا بالزواج.. قررت التذمر على عائلتي وانفردت بنفسي وابتعدت عن كل ما يجمعني بالعائلة. رفضت كل من تقدم للزواج بي. لم أيأس من سخرية والدتي التي كانت أقرب الناس لي وصديقتي لكنها انقلبت علي وتحاول إهانتي وتعذيبي بسبب تمسكي بحبي وحقي في اختيار شريك حياتي. قاومت كثيراً، وما كان يقوي من عزيمتي هو موقف من احببته عندما كان يطمئنني على حبنا وحلمنا ويعدني بحياة سعيدة تجمعنا معا. وانا على يقين من انه الشخص الوحيد الذي على وجه الأرض الذي يستطيع اسعادي ولن أتخيل نفسي زوجة لرجل آخر سوى هذا الشاب الذي احببته وما زلت أحبه بجنون. يا سيدي اريد نصيحتك ورأيك السديد هل أنني بالفعل على حق بتمسكي بهذا الشاب؟ أم أن أهلي هم على حق وكيف لي ان اوفق بين رأي اهلي وحلمي بالزواج بذلك الشاب.. فهل لديك حل؟ يرجى أن تساعدني بالنصيحة. ز.ص.ص النصيحة ان الانسان يا ابنتي لديه عقل وقلب وهو الذي يحكم على الأمور من خلالهما معا وعندما يتصارع الاثنان في أعماق أي منا يشعر بالإرهاق واليأس أحيانا من امكان حسم أمر يعتبر من أهم الأمور في حياته.. بصراحة يا ابنتي علاقتك بذلك الزميل الذي تحبينه ما هي الا علاقة تعود واعتياد على وجوده في حياتك حتى تصاعدت المشاعر وتأججت لحاجتك الى شريك وصحبة وامان. مثل هذه العلاقات وانت في عمر صغير بدايتها يا ابنتي تثير الخيال وتعمق الاحساس بفعل التعود لكنها وبصراحة تبتعد كثيرا عن الحقيقة والواقع لأن الواقع يقول ان هناك تفاوتا طبقيا وماديا بين العائلتين وهو ما حاول والداك اظهاره وقد يكونا اخطآ في التعبير أو اظهار الحقيقة لكنها في النهاية حقيقة واقعة لانهما أكبر منك عمرا ولهما من الخبرة في الحياة والنضج ما يؤهلهما لاقناعك لتخطي هذه المرحلة في حياتك والخروج من ازمة الحب الأول. الزواج يا ابنتي شركة عمر وليس نزهة قصيرة وعليك ان تكوني متأكدة من ان شريك العمر قادر على اقناع الجميع بحمل مسؤوليتك.. رأيي الأخير أن تحاولي الخروج من تلك الأزمة وابتعدي عن ذلك الشاب حتى تستعيدي نفسك وثقة أهلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©