الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غياب مغاربي وحضور قوي لـ «القضية»

غياب مغاربي وحضور قوي لـ «القضية»
27 أكتوبر 2010 20:49
طيلة عشرة أيام حافلة تفاعل محبو السينما مع الحدث الثقافي البارز الذي تنظمه سنوياً هيئة أبوظبي للثقافة والتراث متمثلاً بالدورة الرابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي، الذي اختتم مساء الجمعة الماضي بإعلان الفائزين بجائزته المسماة “اللؤلؤة السوداء”. وقد تنافس في مسابقات المهرجان الخمسة، وهي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة آفاق جديدة، ومسابقة الأفلام القصيرة، ومسابقة أفلام الإمارات، 71 فيلماً روائياً طويلاً و55 فيلماً قصيراً و46 فيلماً إماراتياً وخليجياً، وهذه الأفلام التي تمثل 43 دولة منها 33 فيلماً لمخرجات. وقد انتزع الفيلم الروسي “أرواح صامتة” للمخرج أليكسي فيدورتشنكو جائزة اللؤلؤة السوداء، وشكر فيدورتشنكو الذي تسلم جائزته من يدي النجمة الأميركية أوما ثورمان، المهرجان الذي دعمه “في وقت صعب”. ويتناول فيلمه قصة رجل توفيت زوجته ويحاول أن يدفنها وفق تقاليد إثنيتها فيقوم برحلة إلى أرضها البعيدة. وقالت لجنة التحكيم إنها منحته الجائزة 100 ألف دولار على “شاعريته وترديده صدى تقليد ثقافي لشعب حاضر اليوم وأيضاً للغته السينمائية الرائعة”. كما منحت لجنة التحكيم جائزتها لأفضل فيلم عربي لشريط “شتي يا دني” للبناني بهيج حجيج الذي قال بعد أن صعد إلى المسرح مع فريق فيلمه حسان مراد وكارمن لبس وجوليا قصار، “أنا مضطرب ومتفاجئ”، ثم منح الجائزة إلى “محبي الحرية والسلام في لبنان”. ويعود “شتي يا دني” لإثارة قضية المخطوفين في لبنان منذ زمن الحرب والذين لم يعرف مصير عدد منهم لغاية اليوم”. ونوهت بفيلم “كارلوس” للفرنسي أوليفييه أساياس لوجهة نظره في نقل “سيرة شخصية مثيرة للجدل”. ومنحت جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل ممثل لأندرو غارفيلد عن دوره في فيلم “لا تتخل عني” للبريطاني مارك رومانك. أما جائزة أفضل ممثلة، فذهبت للمغربية - البلجيكية لبنى الزبال عن دورها في فيلم “حرائق” للكندي دوني فيلنيف والذي كتب قصته الأساسية وجدي معوض عن لبنانية عائدة من كندا بحثاً عن أخٍ لها لا تعرفه تنفيذاً لوصية أمها. وفي مسابقة “آفاق جديدة” التي تم إنشاؤها هذا العام وتضم أفلاماً أولى أو ثانية للمخرجين، فقد منحت جائزة اللؤلؤة السوداء لفيلم “غيشر” الإيراني للمخرج وحيد فاكيليفار عن “رؤيته السينمائية الأصيلة وأسلوبه الإخراجي المرهف في توجيه الممثلين، وبراعته الفنية وإبداعه في تحويل واقع قاس إلى لوحات سينمائية مترعة بالجماليات السينمائية المرئية والمحسوسة”. وتسلم المخرج الإيراني الشاب الجائزة من يد عباس كياروستامي. ومنحت اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد من العالم العربي للشريط اللبناني “طيب، بس، خلص” لكل من رانيا عطية ودانييل غارسيا “نظراً لتحوله عن عادية الحياة اليومية إلى بعد شاعري عميق”. كما منحت لجنة التحكيم جائزتها للفيلم الوثائقي في مسابقة “آفاق جديدة” مناصفة لشريطين. والفيلم الأول للأميركي ريتشارد برس “بيل كينينغهام نيويورك” نظراً “لبراعته في رسم لوحة آسرة نابضة بالحياة ومرسومة بمنتهى الجمال تخبرنا عن إنسانية ونزاهة رجل مرهف الحس، يغوص بعمله في أعماق عالم الموضة ليكشف متعة التفرد”. والفيلم الثاني للأرجنتيني “المتجول” لكل من إدواردو دي لا سيرنا ولوكاش ماركيجيانو وادريانا يوركوفويتش “لأسلوبه الصادق والإنساني في توثيق قصة نادرة عن رجل يولي ظهره لصنع الأفلام التجارية بغرض الربح ويسافر في أصقاع الأرض إلى المجتمعات المهمشة ليصنع أفلاماً”. أما جائزة أفضل فيلم وثائقي لمخرج جديد من العالم العربي في “آفاق جديدة”، فمنحت للمخرج المصري فوزي صالح عن شريطه “جلد حي” الذي يصور العمل في مدابغ الجلود في مصر، وأنتجه الفنان محمود حميدة. وفي مسابقة الفيلم الوثائقي التي ترأس لجنة تحكيمها المخرج السوري أسامة محمد، ذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي مناصفة لفيلمين تشيلي وبريطاني. الفيلم التشيلي “حنين إلى الضوء” للمخرج باتريسيو غوزمان عن مجازر بينوشيه، وشريط “ساري زهري” للمخرجة كيم لونغينوتو. كما منحت لجنة التحكيم جائزتها لأفضل فيلم وثائقي حول العالم العربي إلى كل من ماهر أبي سمرا عن شريطه “شيوعيين كنا” والذي يتناول مرحلة الحرب اللبنانية من خلال ذكريات شباب يطلون على ماضيهم، وإلى الهولندي جورج سلاوزر “وطن” لمعالجته “الدرامية للزمن الحياتي في الزمن السينمائي ولرحلة الكاميرا في الذاكرة منذ 36 عاماً لترسم بورتريها تراجيديا للشتات الفلسطيني”. ومنحت جائزة الجمهور بالتصويت لفيلم “الغرب غربا” للمخرج اندي دي ايموني من المملكة المتحدة ويتناول قصة عودة أب وابنه من بريطانيا إلى باكستان. أما في مسابقة أفلام الإمارات، فقد فاز بالجائزة الأولى لأفضل فيلم روائي قصير “غيمة شروق” للمخرج أحمد زين “الإمارات”، في ما حصل فيلم “يومك” للمخرج شاكر بن أحمد “البحرين” على الجائزة الثانية، وحصد فيلم “حارس الليل” للمخرج فاضل المهيري “الإمارات” الجائزة الثالثة، في ما حاز فيلم “حبل الغسيل” للمخرج عيسى الجناحي “الإمارات” جائزة لجنة التحكيم. كما فازت المخرجتان حفصة المطوع وشما أبو نواز من الإمارات بجائزة أفضل فيلم إماراتي قصير عن فيلمهما “إششش”، في ما حصد فيلم “غيمة شروق” للمخرج أحمد زين من الإمارات جائزة أفضل سيناريو وقيمتها 20000 درهم، كما حصل فيلم “داكن” للمخرج بدر الحمود من السعودية على جائزة أفضل تصوير. وتوزعت بقية الجوائز في فروع المسابقة الأخرى على فيلم “الملكة” للمخرج هادي شعيب من الإمارات، و”أنين السواحل” للمخرج إبراهيم راشد الدوسري من البحرين و”رجال السمك” للمخرجة رولا شماس من الإمارات، و”أحبك يا شانزيليزيه” للمخرج مهدي علي علي من قطر و”السندريلا الجديدة” للمخرجة إيفا داوود من الإمارات، و”السيدة الوردية” للمخرجتين سارة ركاني وشروق شاهين من قطر، و”أحلام صغيرة” للمخرج طارق المكي من قطر، و”أنا في بلادي” للمخرجة شروق شاهين من قطر. كما فازت سيناريوهات “ابنة القدر” لمحمد الحمادي و”مكتوب” لأمل عبدالله و”اختفاء” لفاطمة المزروعي بجوائز. أما الأفلام القصيرة الفائزة، فهي “الألبوم” للمخرجة شيراز فرادي من تونس، و”ريتا؛ للمخرجين فابيو غراسادونيا وأنطونيو بيازا من إيطاليا، و”المدينة ذات الوجه القذر” للمخرج بيتر كينغ من المملكة المتحدة، و”سينما أزادي” للمخرج مهدي تورفي من إيران، و”العابر الأخير” للمخرج مؤنس خمار من الجزائر. ومن الملاحظات التي يمكن تسجيلها على هذه الدورة من المهرجان، هو حسن برمجة العروض في الصالات سواء داخل قصر الإمارات أو في “المارينا مول”، وهو ما ساعد الرواد على تنظم اختياراتهم، خصوصاً أن المنظمين راعوا إعادة عرض الأفلام في مواعيد مختلفة، بحيث تتلاءم مع ظروف الراغبين في المشاهدة. أما الملاحظة الثانية، فهي غاب إنتاج السينما المغاربية عن هذه الدورة مع حضور قوي للمشرق العربي متمثلاً بكل من مصر وسورية ولبنان والعراق والإمارات وفلسطين، بأفلام انشغلت بالهم العربي العام في جوانبه السياسي، ومنها: فيلم “وطن” للهولندي جورج سلويزر، وفيلم “دموع غزة” للنرويجية فيبكي لوكبيرغ، وفيلم “أطفال الحجارة.. أطفال الجدار” للألماني روبرت كريج، وفيلم “كارلوس” للفرنسي وليفية أسايس، وفيلم “أميرال” للأميركي جوليان شنابل، اللذين يتناولان جوانب من حكاية الشعب الفلسطيني ومحنته مع الاحتلال، هذا إلى جانب فيلم “مملكة النساء.. عين الحلوة” للمخرجة دانا أبو رحمة، الذي يصور بعضاً من تجليات صمود المرأة الفلسطينية. واللافت أن عدداً كبيراً من الأفلام حملت في عناوينها أسماء حيوانات، لأسباب اتضحت في بعضها وغابت في أخرى، ومنها: فيلم بعنوان “عنزة عذراء” لمورالي تايير، وفيلم “أرنب الكونغ فو3” لفنسنت لي، وفيلم “البقرة التي أرادت أن تكون شطيرة لحم” لبيل بليمبتون، ولعل اسم هذا الفيلم يذكرنا باسم مسرحية بعنوان “الكلب الذي صار إنساناً”. وللمخرج السعودي جاسم القيلي عرض فيلم يحمل عنوان “طائر الفينيق”، وآخر بعنوان “الرجل السمك” لرملا شماس وأخيراً فيلم “ضفادع قصب السكر” لمارك لويس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©