جنيف- الخرطوم - وكالات الأنباء: حذر مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين انتونيو جوتيريس أمس من أن إقليم دارفور الواقع بغرب السودان سيواجه ''كارثة'' إنسانية إذا لم تتخذ خطوات فورية لتحسين الموقف الأمني والسماح بوصول الإمدادات إلى من يحتاجونها· في الوقت الذي قدم فيه السناتور الديمقراطي الاميركي جوزيف بيدن مشروع قرار إلى الكونجرس الأميركي يقضي بتعيين مبعوث أميركي خاص للسودان وفرض منطقة للحظر الجوي في منطقة دارفور·
وقال جوتيريس في بيان إن المئات مازالوا يموتون وسط العنف المتواصل والالاف ينزحون من ديارهم قسرا، إذا لم تتحسن الاوضاع سنتجه إلى كارثة كبرى· وأضاف أن هناك حاجة عاجلة إلى تحرك دولي للضغط على اطراف الصراع واقناع جميع الاطراف الموجودة على الأرض بالسماح لوكالات الاغاثة بالقيام بعملها بأمان·
وأوضح جوتيريس أن وكالاث الاغاثة تبذل بالفعل جهودا مضنية للعمل في ظل تصاعد العنف في الاقليم مما جعل زيارة بعض مناطق الاقليم برا تنطوي على خطورة كبيرة·
واضافت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان نحو عشرة من موظفي الاغاثة قتلوا في الاقليم منذ مايو الماضي كما تعرضت كثيرا قوافل الاغاثة لهجمات متكررة وسرقت مركبات تابعة لها· وتقول المفوضية إن مكاتب ومجمعات الامم المتحدة تعرضت للهجوم وأصبحت بعض طواقم الاغاثة لا تستطيع الوصول إلى بعض الاماكن الا بطريق الجو· وأكد جوتيريس ''الاوضاع تسير من سيىء إلى اسوأ''
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن الازمة ربما تؤدي الى زيادة القلاقل في مناطق قريبة في تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى المجاورتين· وتستضيف تشاد بالفعل نحو 200 الف لاجىء من دارفور اضافة الى 46 الفا من جمهورية افريقيا الوسطى·وقال جوتيريس ''لقد كانت تشاد كريمة للغاية في مساعدة اللاجئين الا انها تقترب الان من نقطة الانفجار·
وترفض الحكومة السودانية خطط الامم المتحدة الهادفة إلى نشر 20 الف فرد من القوات المسلحة والشرطة في الاقليم بحلول نهاية العام الحالي قائلة إنه سيكون بمثابة غزو غربي سيؤدي الى تدفق المسلحين المتشددين الى البلاد وظهور وضع يشبه ما حدث في العراق·
ونشرت الحكومة السودانية الالاف من القوات في دارفور في الاشهر الاخيرة بهدف مواجهة المتمردين الذين يرفضون التوقيع على اتفاق سلام· وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان ذلك أدى إلى ظهور مخاوف من شن هجوم عسكري كبير يمكن ان يتسبب في تشريد المزيد من السكان·
وترغب الامم المتحدة في نشر قوات في دارفور لتحل محل قوات تابعة للاتحاد الأفريقي يبلغ قوامها سبعة الاف فرد تقريبا وتقترب مهمتها من الانتهاء·
من ناحية آخرى، قضت محاكم سودانية بحبس عشرة متظاهرين على الاقل اعتقلتهم قوات أمن الدولة خلال احتجاج على رفع أسعار السلع الأساسية يوم الاربعاء الماضي·
ومن بين الذين مثلوا امام المحاكم حتى الآن ادين عشرة بينهم قريبان لصادق المهدي زعيم حزب الأمة المعارض ورئيس الوزراء السابق· وتحدت أحزاب المعارضة حزب المؤتمر الوطني المهيمن على الحكومة بقولها إنها ستواصل الاحتجاج حتى تسمع مطالبها رغم الحملات التي تشنها قوات الأمن ضد هذه المظاهرات·
وقررت الحكومة في الآونة الأخيرة خفض الدعم على السلع بينها البنزين والسكر مما اثار غضب الكثير من السودانيين·
وفيما لا يزال السودانيون في حالة صدمة بسبب اختطاف واغتيال الكاتب الصحفي محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير جريدة ''الوفاق''، فرضت الشرطة حماية على مدار الساعة على الكاتب الصحفي الدكتور زهير السراج بعد تلقيه رسالة على هاتفه الجوال تهدده بأنه الشخص الثاني على قائمة التصفيات·
وقد أدانت كل الكتل السياسية والتنظيمات المهنية والمدنية في السودان حادث الاغتيال واعتبرته مؤشرا على تطور خطير تنزلق إليه البلاد واتجهت أحزاب المعارضة لتحميل الحكومة والحزب الحاكم مسؤولية انتشار الموجات ''التكفيرية'' والفشل في توفير الأمن للمواطنين·
عدد اليوم
