الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان مدرسة لبناء الذات وتهذيب النفس

2 أغسطس 2011 22:39
إن صوم رمضان له فضل عظيم وجليل، لأنه عمل قد اختصه الله لنفسه ونسبه إليه جل وعلا، وبالصيام يجزي الباري سبحانه الصائم فيضاعف ثوابه أضعافا مضاعفة، قال صلى الله عليه وسلم: “كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلْوف فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ” فكفى بهذا الحديث تنبيهاً على شرف الصوم، وعظم مكانته، فينال الصائم بذلك عظيم الأجر وجزيل الثواب.‏ وهو الذي يهذب نفس الصائم، ويضبط لسانَه وجوارَحه عن قوْل زُور، أو عمل به؛ قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم-: “إذا أصبحَ أحدُكم يوماً صائماً، فلا يرفثْ ولا يجهل، فإنِ امرؤٌ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم” (متفق عليه)، وقال عليه الصلاة والسلام: “مَنْ لَمْ يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه” (البخاري). دعوة الصائم إن دعوة الصائم أثناء صومه مستجابة لا تُردّ، فكم من مسلم يسأل عن أسباب استجابة الدعاء فنقول له: ها هي فرصتك التي تتمثل في الصوم، جاء ذلك في الحديث النبوي الشريف. “ثلاث دعوات مستجابة: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم”. كما أن الصوم يذكرنا بالفرحة الجميلة وهي التي تأتي بعد التعب والمشقة وابتغاء الثواب، والامتناع عن الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء، فلا قيمة للفرحة السهلة ولا اعتبار للفرحة التي جاءت بعد سب واحتقار وذم، ويذكرنا الصوم أيضاً بوجوب السعي للفرحة العظمى وهي الجائزة الكبرى يوم القيامة: بِمَا يَرَاهُ مِنْ جَزَائِهِ، وَتَذَكُّر نِعْمَة اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ بِتَوْفِيقِهِ لِذَلِكَ” فللصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربّه فرح بصومه كما جاء في صحيح مسلم، بالإضافة إلى أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، ففي الحديث النبوي الشريف: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ”، ومن منا لا يصبو إلى نيل الشفاعة في الوقت الصعب وقت المحشر والمنشر والمرور على الصراط، ناهيكم عن أن الصوم يقي الصائم من النار ومن عقاب الله وعذابه. الصوم جنة الصوم جُنّة وحصن حصين من النار تأملوا معي هذا الحديث الشريف، “قَالَ صلى الله عليه وسلم: الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِماً فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ فَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ”. فالصيام جنة: أي وقاية وسِتر من المعاصي؛ فالصيام يكسر الشهوة ويضعفها. ومن المعلوم أن النار محفوفة بالشهوات. ففي الحديث النبوي الشريف: “من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليومِ وجهَه عن النار سبعين خريفا”. ليس هذا فقط مما يدل على فضل الصوم بل هناك مظهر آخر، وهو أنّ في الجنة بابا يُقال له الريان يدخل منه الصائمون قال صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ فِي الْـجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ”. لماذا تخصيص باب خاص بالصائمين؟ إنما هو إكرام لهم وإظهار لشرفهم وتقدير لما قاموا به من صيام إيماناً بالله واحتساباً له. ولا ننسى كذلك ونحن نتحدث عن فضل الصوم أن نذكركم بأنه سبب لمغفرة الذنوب، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” (صحيح البخاري)، إيماناً بصدق وبإخلاص وبذل لله سبحانه واحتساباً له دون رياء ولا سمعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله كان يقول: “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر”، (صحيح مسلم). د. محمد قراط
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©