إعداد - أيمن جمعة:
استقبل سماسرة العقارات بفرح ودهشة أيضا أحدث ''مولود عقاري'' من فئة الجزر السكنية وهي جزيرة ''فاتوا فارا'' في أرخبيل فيجي·· مصدر ترحيب السماسرة بهذه الجزيرة هو سهولة ترويجها لما تمتلكه من مقومات ساحرة جعل البعض يصفها بأنها ''قطعة من الجنة على الأرض''· أما الدهشة فتتعلق بسعرها القياسي الذي بلغ 75 مليون دولار وهو رقم يفوق بكثير كل المبالغ التي كنا نسمعها عن سوق الجزر الخاصة حيث لم يزد سعر أغلى جزيرة حتى الآن عن 39,7 مليون دولار وهي جزيرة ''ايسلا دو سا فيرادورا الأسبانية'' التي تمتد على مساحة 14 فدانا وتقع قبالة ساحل ايبيزا الشمالي·
وبمجرد الإعلان عن دخول فاتوا فارا إلى سوق البيع حتى أطلق عليها السماسرة لقب تدليل هو ''هات ايلاند'' أي جزيرة القبعة بسبب شكلها والذي يبدو كأنه قبعة كبيرة تطفو على صفحة الماء، ويملكها حاليا فنان اميركي·
وتقول مجلة ''فوربس'' في تقرير ''تقدم فاتو فارا خصوصية لا مثيل لها، وعلى شواطئها تشرق وتغرب الشمس بلوحة هي أروع في كل يوم عن سابقه· أما شواطئها فبعضها تظلله أشجار كثيفة والآخر تتناثر عليه أشجار جوز الهند· كما تتمتع الجزيرة بشواطئ تمتد كيلومترات من الرمال البيضاء ومناطق توالد ومعيشة المئات من الأحياء البحرية''·
ويقول السماسرة في إعلانات الترويج للجزيرة ''يكفي الإشارة في البداية إلى أنها توجد في فيجي التي تحتضن أفضل المواقع للجزر الساحرة في العالم·'' تمتد الجزيرة بعرض 3,2 كيلومتر، وهي مجهزة بالفعل لاستخدام الهواتف المحمولة، كما يمكن استخدام أنظمة الأقمار الاصطناعية لتقديم خدمات الانترنت وإشارات الكوابل· ويمكن الانتقال منها واليها باستخدام اليخوت أو طائرات الهليكوبتر أو بالطبع طائرتك الخاصة·
ويقول شيني موريسون من مؤسسة ''كولدويل بانكر موريسونز للجزر الخاصة'' إن من يشتري هذه الجزيرة سيكون من جيران الممثل الاميركي الشهير ميل جيبسون الذي يمتلك جزيرة ''ماجو'' القريبة· ويقول ''لا شك أنها واحدة من أروع الجزر في فيجي بل ومنطقة جنوب المحيط الهادي بأسره·'' وبرغم سعرها المرتفع فإن موريسون مقتنع بسهولة ببيعها قائلا ''لا يوجد ما هو أكثر إلهابا للحماسة في العالم من امتلاك جزيرة خاصة فهي تصبح وبشكل عملي مملكتك الخاصة·''
وإضافة إلى مناظرها الخلابة فالجزيرة بعيدة جدا عن العالم فهي تبعد حوالي 20 كيلومترا جنوبي مدينة كيبو حيث يقوم السياح بعمليات الغطس في الأعماق واصطياد السمك وممارسة الرياضات المائية·
والمفارقة في المكانة المتميزة لهذه الجزيرة أن هناك آلاف الجزر التي ربما تشبهها في أرخبيل فيجي لكن غالبيتها غير مأهول بسبب صغر الحجم والعزلة الشديدة عن العالم بما يجعلها تفتقر للمقومات الرئيسية للسكن مثل المياه النقية والكهرباء· كما تم وضع كثير من الجزر في فئة ''المحميات الطبيعية'' فيما تم تقسيم البعض الآخر وبيعها أو تطويرها كمنتجعات سياحية· ومن ذلك العدد القليل من الجزر الصالحة للسكنى، تظهر جزيرة ''فاتو فارا''·
وتقول فوربس ''يتطلع الأثرياء وكبار رجال الأعمال إلى امتلاك الجزر· بوسع أي من هؤلاء أن يشتري ضيعة ريفية معزولة أو أن يستأجر طاقما على أعلى تدريب من الحرس الخاص وأن يستخدم أحدث نظام للمراقبة في العالم· ومع ذلك فإنه لن يحصل على ''الخصوصية المطلقة'' التي يتطلع إليها إلا إذا اشترى جزيرة خاصة· وذلك لان الانعزال وسط المياه يوفر لك ما لا تستطيع أن تقدمه أكثر الحواجز صرامة·· وهو منع ضوضاء المرور والتخلص من تطفل الجيران المزعجين أو المصورين الذين يحاولون استغلال أية فرصة لانتهاك خصوصيتك''·
ويرصد المراقبون منذ فترة تطلع المشاهير وكبار رجال المال لامتلاك الجزر من أجل الخصوصية فقد دفع ميل جيبسون 15 مليون دولار لجزيرته في فيجي، وسبق البريطاني ريتشارد بارنسون عصره واشترى جزيرة ''نيكر'' في منطقة الكاريبي، وهناك أيضا تيد تيرنر إمبراطور الإعلام ومؤسس شبكة ''سي ان ان'' الإخبارية الذي حول جزيرة ''سان فيليس'' في ساوث كارولينا إلى جنة ساحرة·
عدد اليوم
