الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مياه الخليج .. تعود إلى مجاريها

مياه الخليج .. تعود إلى مجاريها
2 سبتمبر 2014 00:56
منذ طفولتنا وحتى كبرنا ونحن نرتبط وجدانياً وروحياً بالخليج العربي، الذي حكى لنا آباؤنا وأجدادنا عن قصصهم التاريخية معه، بحثاً عن الرزق من خلال رحلات الصيد والغوص للبحث عن اللؤلؤ، وما صاحب تلك الرحلات من مشقة وعناء كبيرين، لخطورة البحر وحرارة الجو وتقلبات الطقس وغيرها من التحديات والأخطار، التي في المقابل أكسبتهم العديد من القدرات والقوى والخبرات، وقد ارتبطت تلك الرحلات بأحوال اقتصادية واجتماعية صعبة كانت تعاني منها أغلب الأسر الخليجية، فهي تصبر بالشهور الطويلة دون عائلها ورجالها، الذين يغيبون في البحر دون أن يعلمون عنهم أي شيء في ذلك الزمن الذين لم تتوفر فيه وسائل اتصال كزماننا هذا، وكثيراً ما تعود السفن وقد توفي كثير من بحارتها فتحدث الصدمة ويسود البكاء والحزن بين الأهالي المنتظرين على الساحل. في المقابل ساهمت هذه الرحلات في تعزيز التواصل بين أهل الخليج العربي، فأقامت سلسلة من العلاقات بين أهل المنطقة الواحدة والقيم الواحدة والتاريخ الواحد والمصير الواحد، وهكذا نشأنا نحن أبناء الخليج على حب هذا الاسم وكل ما يمت له بصلة، أحببنا مياه الخليج وبلدان الخليج وبيئات الخليج وجميع قادة وشعب الخليج، نرتبط بعلاقات نسب ومصاهرة، ونتزاور ونتلاقى بشكل مستمر، ويجمع بيننا الكيان الأنجح عربياً والمتميز على مستوى المنطقة والعالم مجلس التعاون لدول الخليج العربي، هذا الكيان الذي يجمعنا تحت مظلة واحدة تحقق مصلحتنا الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، هذا الكيان الذي يعزز التنسيق والتعاون والتلاحم والتكامل، هذا الكيان الذي لطالما نبضت قلوبنا بحبه وسنبقى نردد خليجنا واحد وشعبنا واحد. مهما كانت الرياح عاتية والخلافات عميقة، سنظل على قلب رجل واحد، فمقالي هنا اجتماعي بحت لا يمت بصلة إلى المشكلات السياسية التي كما أعلن أنها في طريقها إلى الزوال بغير رجعة إن شاء الله، فنحن على ثقة كبيرة بحكمة قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات وبحكمة قادة الخليج، ونترك الأمر السياسي لأهله، مع تمسكنا بمبادئ ومواقف ثابتة أن التدخل والإساءة والتآمر والخيانة كلها مفردات غريبة علينا، وأننا لا يجب أن نسكت إزاء التجاوزات، ولكن أكرر أن مقالي هنا عن أهل الخليج، عن الشعوب الطيبة التي تحب بعضها البعض وتحب قادتها وتحب أوطانها وتحب الوطن الخليجي الكبير، وبإذن الله وتوفيقه ستعود مياه الخليج صافية كما عهدناها، وغنية بقيم المحبة والتآخي والتعاضد والتلاحم. وأخيراً أحببت أن أنبه على نقطة مهمة، أنه كما قام أهلنا بتربيتنا على حب الخليج كله يجب أن نربي أبناءنا بنفس الطريقة وأحسن، فنعلمهم أن الخليج وطننا وأن أهله أهلنا وأننا جميعاً يد واحدة، وكلي ثقة بأنه بعون الله وتوفيقه ستستمر اللحمة الخليجية، بل ستكبر بوعي شبابنا الطامح المبادر، وأن كل ما حدث هو سحابة صيف وستعود المياه إلى مجاريها، وسيبقى البيت الخليجي متوحداً على الدوام، حفظ الله الخليج العربي الأغر وأهله الكرام، لنردد جميعاً: كلنا أهل وأحبة. سليمان أحمد الظهوري - عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©