دعت «جبهة النصرة» ذراع تنظيم «القاعدة» الإرهابي في سوريا في تسجيل مصور أمس، المسلمين السنة في لبنان لمناصرتها قبل أن «يدفعوا الثمن»، قائلة إن الفترة القادمة ستكون حاسمة تجاه كل من وقف مع الجيش اللبناني.
بينما ظهر في شريط الفيديو 9 عناصر من الجنود وقوى الأمن اللبنانيين المحتجزين لديها، وهددت أيضاً بأنهم قد «يدفعون ثمن» تورط «حزب الله» في النزاع السوري.
ويزداد انزلاق لبنان إلى الحرب الأهلية المستعرة في سوريا التي ذهب إليها مقاتلون من «حزب الله» الشيعي اللبناني وبعض السنة اللبنانيين للقتال إلى جانب طرفي الصراع المتفاقم.
والشهر الماضي سيطر مسلحون متشددون بينهم مقاتلو «النصرة» على بلدة عرسال الحدودية لأيام.
وأسر المتشددون نحو 35 جندياً وعنصراً من قوات الأمن خلال الاجتياح ولايزال نحو 30 منهم في أيديهم.
ويطالب المتطرفون ومن بينهم أيضاً أفراد من تنظيم ما يسمى «الدولة الإسلامية» بتبادل الأسرى.
وبثت الجبهة تسجيلاً مصوراً مدته نصف ساعة تقريباً يظهر عدداً من الأسرى وهم يشجبون جماعة «حزب الله» لتأييدها الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية.
ويحمل التسجيل صوتاً يوجه نداء إلى «أهل السنة» في لبنان ويقول «أنتم منا ونحن منكم.
انصروا أهلكم في سوريا وكونوا عوناً لهم وأدركوا أنفسكم قبل أن تدفعوا أنتم الثمن بتورطكم بحرب في صف الجيش اللبناني ضد إخوانكم المقاتلين أو تدفعون الثمن كما دفعه قبلكم أهل السنة في سوريا بتسلط العلويين والشيعة عليكم».
وحذر التسجيل أيضاً الشيعة و«كافة الطوائف في لبنان» من مناصرة «حزب الله» وقال الصوت المسجل «إياكم ثم إياكم أن تنصروا حزب إيران فإن سكوتكم عن جرائمه قد يحسب عليكم فتدفعون أنتم الثمن.
.
فاحذروا غضبة المظلوم» بحسب قول التسجيل.
كما طالب التسجيل علماء المسلمين في العالم «بتبيان حال الجيش اللبناني حتى لا يلبس على أهل السنة لأن المرحلة القادمة ستكون حاسمة تجاه كل من ينتمي أو يقف في صف هؤلاء المجرمين»، بحسب زعم المتحدث.
ومن بين الجنود الأسرى سنة وشيعة ومسيحيون وهم أكبر 3 طوائف في لبنان.
وظهر الرهائن جالسين قرب علم «للنصرة».
ويسمع أحد الجنود يتساءل قائلاً «ما ذنبي أنا لأدفع ثمن تصرفات (حزب الله)»، في إشارة إلى مشاركة الحزب في القتال إلى جانب نظام الأسد.
واحتجز الجنود وعناصر الأمن الداخلي، قبل نحو شهر في جرود عرسال اللبنانية المجاورة للحدود مع سوريا.
كما يسمع في التسجيل محتجز آخر يقول في الشريط إنه في حال واصل «حزب الله» القتال في سوريا «ستكون قد وضعت دمنا في رقبتك» في إشارة إلى المحتجزين.
وكانت الجبهة وزعت شريط فيديو آخر في 23 أغسطس المنصرم، يظهر فيه العناصر التسعة وهم يدعون «حزب الله» إلى الانسحاب من سوريا.
والأسبوع الماضي، قام تنظيم «داعش» بقطع رأس أحد الجنود وهو من الطائفة السنية.
وفي شأن متصل، أصدر قاضي التحقيق العسكري في لبنان عماد زين أمس، مذكرات وجاهية بتوقيف 7 أشخاص ( لبناني و6 سوريين) في ملف المتطرف المحتجز بالسجون اللبنانية عماد جمعة على خلفية أحداث عرسال خلال الأسبوع الأول من أغسطس الماضي.
وقال مصدر رسمي لبناني، إن القاضي زين استجوب أمس، 7موقوفين (لبناني و6 سوريين)، في ملف عماد جمعة على خلفية أحداث عرسال، وأصدر مذكرات وجاهية بتوقيفهم، وبذلك يصبح عدد الموقوفين الصادرة في حقهم مذكرات وجاهية حتى الآن 28 شخصاً.
(بيروت-وكالات)
عدد اليوم
